Alef Logo
ابداعات
              

شرور صغيرة بلا رائحة

خالد بن صالح

2008-02-16

"الليل أحال النافذة إلى اتساع
لا أحد هنا
الحاضر يحيط بنا بلا اسم".
أوكتافيو باث

الإهداء.. لي، لك.. وحدي.

كيف حالكَ ؟
أيها الجالسُ على عتبات
الصباح،
ممراتُ روحك ضيقة
مزاميرُ رأسك
تأنّ..
ويمر بك فيلمٌ
يضج بلقطات فادحة القسوة
تقول تلك كانت حياة !

الجسرُ الذي عبرتَهُ وحيداً
ظل مثلك وحيداً..
يستفتي النهرَ حنينَه لهمسِ الأرجلِ
التائهة.
من فكرة بسيطةٍ كمقهى
تعاود الجلوسَ إليك
تحمّل الصمت ما ليس بوسعِه
من ضجيجِ النساء
ولا تريدُ أن تقول : هناكَ امرأةٌ
داخل النص أو خارجه
في الحلم الذي يلبسُ دماءَك القانية
في قلبكَ المؤمن،
قلبُك الكافر.
لا تريد أن تقول هناك : وطن
بقدر ما ينقصك من نبوةٍ
لترتد.
سماءٌ بعيدةٌ وأسئلة أبعد..
أمكنة ليست قليلة
أو أخيرة
كدار أولى،
تستحق أن تُأخذ بجلِّ أبعادها
هكذا..
فنجانُك صار فارغاً
وقد يأتيك النادلُ بآخر
علبةُ سجائرك فضت
وأنتَ، وقد أدركتْكَ
القصيدةُ
قد امتلأتَ.

كيف حالك؟
والكلُّ نيام
تصحو الدموعُ في عيونهم المتعبة
تُكدس الأيامُ أحزانهم،
تَراهم يمشون ولا يمشون
أجسادُهم إكسسواراتٌ يرتدونها
وأين أرواحُهم العطشى
من كل هذا؟

قل كيف حالي؟
وهل ورائي طوفانٌ قليل
قليلٌ لأكون أنا
قتيلٌ أيضاً.
أموت في جفونها،
اغسلي عينيكِ بالبحر،
كل هاته الجثثُ لي؟
أموت بين نهديها
لصدركِ نهر وكل زوارقي مثقوبة.
أموت عند سُرَّتها
شاهقةٌ صرخات شلالكِ اللحميّ
وأصابعي مَسَّها دوار.
أموت خلف رحيلها
روحُكِ تبقى، عطر جسدكِ والمتاهة.

كيف حالي؟
أيها الـ"أنا" الراكضُ خلف أطياف
اللغة
كل الحروف الملقاة على عاتقكَ
هي لك،
أيها المتربِّعُ على عرشِكَ
لا أحد لك
لا زلت تهذي، إذ تقول..
تلك كانت حياة !

مرّ من النهار نصفه
والشوارعُ الجائعةُ تدخل بك إلى المساء
مربطُ قلبك في الساعات المتدحرجة
نحو قلبِ الأشياء
الأوطانُ / منافٍ
الأزهارُ / شرور صغيرة
باب البيتِ / فمُ العزلة
ثغرُها / قبري المفتوح
الثلاجة / ملجأ التائهين
المرآة / حمَّالة التعب
الأصدقاء / أعوادُ ثقاب
أنا / عودُ ثقاب
الصخب / إله بوذي
اللهب / ماء النهاية
النهايةُ /........؟
وحتى هذه الخطى، أولها بحرٌ وآخرها رماد.

لعلَّ الأشياء لا تنتهي على هذا النحو
ومنكَ يدنو الليل بطقس نبيذيّ
واحتمالات أخرى للرحيل.
قد لا يزال لك في المُتسَع مسافة
تقضيها بينك وبيني..
لربما يتعثر أحدنا بالآخر
فيصافحه،
أو يقضي عليه.









تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

شرور صغيرة بلا رائحة

16-شباط-2008

شعر / فنجان قهوة

14-شباط-2007

شعر / غوايات أقل شهوة

27-أيار-2006

شعر / قصائد عشق لامرأة واحدة

24-نيسان-2006

شعر / بدائل وصور وقُبل كالماء

24-نيسان-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow