Alef Logo
ابداعات
              

يوم المسرح العالمي...

الفارس الذهبي

2008-05-05

رغم الجهد الملفت والحداثة الساطعة التي صبغت احتفالية يوم المسرح العالمي والتي قام باخراجها هذا العام كفاح الخوص في صيغة بروفة مسرحية مفتوحة لعرض سيقدم في يوم المسرح العالمي فهي إذا طريقة معكوسة لإيصال مقولة عرض كان سيقدم ويتدرب عليه مجموعة من الممثلين الذين تنتابهم مشاكل ومعضلات المسرح السوري المعاصر فالمخرج متأخر والنقود قليلة ولا جدوى من أي فكرة ستقدم الا الاستعراض أمام مخرجي التلفزيون ...وللحقيقة كان العرض ممتعاً ومسلياً وأتى بشكل مختلف عن كل احتفاليات يوم المسرح السابقة التي كانت تغص بالشكليات وأدبيات تقديس المسرح وتبجيله في بعد رهيب عن الواقع الإنساني المعاصر ولكن كفاح والممثلين استطاعوا ومن وجهة نظر المخرج إيصال مشاكلهم وبشكل مباشر ورسمي الى مسؤولي المسرح السوري وقالوها في حضورهم مباشرة ودون مواربة فمن مشاكل قلة مكافآت العروض المسرحية الى ضعف حوافز السفر ونزوح الممثلين الى التلفزيون ومماطلة المديرية في صرف أجور الجميع ...كانت الاحتفالية نشراً لغسيل المطبخ المسرحي السوري وتعرية لمشاكله هذا أمر يؤخذ بعين الاعتبار لجرأته وحاجتنا كمسرحين لفتح جميع الأوراق كفنانين أمام المسؤولين وبحضور الجمهور وهي حتماً فرصة نادرة ولا تتكرر فقد عدد ممثلو العرض مطالبهم بشكل واضح وأعلنوا حقوقهم كلها بجرأة من فنيين ومخرجين وممثلين متناسين حقوق الكتاب وعندما ذكرهم أحد الكتاب بحقه ككاتب ساقوها كنكتة حينما أجاب الممثل ارتجالاً حقوق الكتاب في يوم الكتاب العالمي فضحك لها الجمهور قليلاً ...ولكن ما يؤخذ بشدة على مقولة هذا العرض المسرحي بامتياز أنه عندما قرر شباب المسرح السوري الحديث عن مشاكلهم كمسرحيين كان البطل في الحوار هو التلفزيون وكأنه هاجسهم الكامن في لا وعيهم فالتلفزيون هو من يخرب المسرح ونجومه هم أهم من يجب دعوتهم الى العرض المسرحي كون البطلة المعنية بدعوة الحضور مهووسة بمخرجي التلفزيون من (حاتم الى رافي ونجدت )رغم أن العرض ابتدأ بمقولة أن كل شخصيات هذا العمل من محض الخيال ولا وجود لها في الواقع ولكن الجمهور فهم النكتة وضحك .
وحينما أراد المخرج أن يوضح لنا كيفية التكريم الصحيحة استعان بمشهد ساخر لحفل توزيع جوائز الأوسكار التي كان أحد أبطال العرض يحلم بوقوفه على منصتها واستلام جائزة ..فكانت الشخصيات كلها تدور في فلك التلفزيون والحديث التلفزيوني ماعدا شخصيتين هما الراقص الذي كان يطالب في يوم المسرح باحتفالية يوم الرقص وممثلة المسرح التي تقيم اعتباراً حقيقياً للمسرح وتحترم ما تقوم به فقدمت بإطار تقليدي على أنها الممثلة المعقدة والتي تمارس أفعالاً مبالغ فيها كتشددها في التمارين والإحماء والجميع يسخر منها لتشددها فالمسرح لا يحتاج لكل هذه القسوة وهنا وقعت مقولة العمل في مطب فالعرض يكمن تحت عنوان مطالب المسرحيين ولكنهم فعلياً لا يحترمون المسرح فالمشهد الذي تقوم به ممثلة المسرح المتشددة بقيادة التمرين يقابلها الجميع بعدم فهم لأبسط قواعد الإحماء البديهية فيقومون بأفعال معاكسة لما تطلبه منهم مما أثار ضحك الجمهور على المسرح في يوم المسرح ..
ومن هنا فقد خرجت المقولة عن السيطرة برأيي وقالت أشياء لم تكن بحسبان القائمين على العمل الذين أجزم بحبهم للمسرح وتفانيهم من أجله ولكن الحياة أقوى دوماً من الفن .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مقالة في ديكتاتورية الفن ...

27-تموز-2012

قداس جنائزي مفترض ،قبل القيامة...

18-كانون الثاني-2012

سلام إلى مداح الشام العتيق...

08-كانون الثاني-2011

إعادة قراءة المأثور

20-كانون الأول-2010

مرثية من أجل مايكل جاكسون....

06-تموز-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow