Alef Logo
يوميات
              

مرثية من أجل مايكل جاكسون....

الفارس الذهبي

2009-07-06


قد تبدو هذه هي المرة الأولى لأبناء جيلنا التي نشاهد ونعيش فيها سقوط وغياب أسطورة حقيقية من أساطير الفن في العالم فهذا الجيل لم يعايش رحيل جون لينون أو ألفيس بريسلي أو جيم موريسون أو حتى عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم .
ومن جهة أخرى تبدو حياة أسطورة الموسيقى وملك البوب العالمي مايكل جاكسون أشبه بحكاية خيالية بنيت أمام أعيننا سنة بعد سنة وأغنية بعد أغنية وشاهدنا فيها تحولاته و ونجاحاته الأسطورية ومن بعدها سقوطه المشين أمام الرأي العام العالمي نتيجة الفضائح الرهيبة التي عاشها ..ولكن ورغم كل ما يقال وقيل عن هذه الأسطورة إلا أنه وبلا أي شك يجسد المعنى الحقيقي لكلمة أسطورة الأكثر تأثيراً في ثلاثة عقود متتالية من الموسيقى..
والحقيقة هي أن مايكل جاكسون لم يمت لأنه بالأصل لم يكن حياً ،كان
موجوداً و كأنه قادم من مكان خيالي بحت يقوم بأشياء عصية على الفهم من أشياء ثورية بكل ما للكلمة من معنى لم يسبق لأي كان من بني البشر أن فعلها فعدا عن فرادة الشكل واللباس والرقص والصوت..كان لتغيير مايكل للون بشرته بشكل كامل الحدث الأكثر تأثيراً في العالم وكانت الصدمة كبيرة في معناها فهو فعل ما أراد بالضبط وخرج من شرنقة اللون ليطير في فضاء ما أراده وفقط ما أراده وليس ما قرر له كالفراشة ..وتبقى رقصة مشية القمر مسجلة حصراً باسمه كعلامة تجارية وفنية خالدة تصطف في خانات فنون الأداء العالمي ورقصة الانحناءة الكاملة لدرجة لمس الأرض كذلك تلك التي خالف فيها مفهوم الجاذبية الأرضية والتوازن .مايكل جاكسون شخصية غاية في الرقة كما عرفناه على الرغم من محاولات الاسترجال واستعراضات القوة التي كان يقدمها طويلاً في حفلاته من لباس الجنرال الذي طالما ارتداه الى أسماء ألبوماته من المرعب الى السيئ الى الخطير وجميع الأسماء هنا مترجمة لصعوبة نشرها بلغتها الأصلية ..ولكنه كان طفلاً بجدارة توقف به العمر في سن الخامسة حينما مارس عليه والده ضغطاً وعنفاً وقسراً لإجباره على العمل لساعات طويلة مما حرمه كما صرح مراراً من حلاوة الطفولة وكانت رؤيته للأطفال يلعبون بينما كان هو يدخل الاستديو للتسجيل الأثر الكبير في تشكل عقدة ستلازمه طويلاً في حياته وستكون تفسيراً حقيقياً لكل الغاز حياته .

هذه العقدة هي عقدة بيتر بان كما سأسميها وبيتر بان هو جني صغير لا يكبر ويظل طوال حياته يتفقد أحوال الأطفال دون أن يكبر وهكذا كان مايكل يرغب كان يفضل ألا يكبر وان يعود طفلاً ليلهو فقط ومن هنا نستطيع فهم بناءه للمزرعة الأسطورية نيفير لاند أو أرض العجائب والاسم مستقى من بلد بيتر بان في القصة الأسطورية ..التي يقبع قرب بوابتها تمثال كبير لبان نفسه كما أحبه جاكسون .ولكن تحليل بسيط لحركاته يثبت أنه في كل أمر هو يحاكي الطفولة فهو يقع على الأرض كثيراً ويقع كما الأطفال و طبقة صوته رقيقة جداً وتكاد تحسه سيكسر عن لمسته بقوة أو عنف يبكي كثيراً و يستمتع برفقة الأطفال ولكنه وفي أحد لقاءاته الشهيرة مع الصحافي البنغالي البريطاني الجنسية مارتن بشير قال (انكم لن تفهمونني أبداً فما الضير من أن تشارك المحبة والحنان مع الأطفال إنهم أصدق من على الأرض وأنا الأسعد على وجه الأرض حينما أكون برفقة الأطفال ...أرجوكم افهموني )..ولكن القوانين والدساتير والأعراف لا تعرف العواطف المختلطة فاتهم جاكسون مرتين بتهمة التحرش بأطفال وهذه كانت أحد أهم عوامل انكساره ،وأنا أصدقه فالطفل بحاجة لأطفال وهو كحالة أدبية وفنية ونفسية يشكل نموذجاً فريداً جداً في التاريخ في التعبير عن الحاجة للحنان والعطف وهذا طبعاً يضاف لفرادته وغرابته التي جعلت منه أسطورة حقيقية.ولكن من يحب أن يبقى طفلاً يكون أكبر عقاب له هو الموت وحيداً في عالم قاس .


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مقالة في ديكتاتورية الفن ...

27-تموز-2012

قداس جنائزي مفترض ،قبل القيامة...

18-كانون الثاني-2012

سلام إلى مداح الشام العتيق...

08-كانون الثاني-2011

إعادة قراءة المأثور

20-كانون الأول-2010

مرثية من أجل مايكل جاكسون....

06-تموز-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow