رغم عدم حبي وعدم إعجابي بالسياسة الأمريكية ، وخاصة ً في هذا العهد الثقيل الظل لدبليو بوش -الذي سيذهب مع الريح قريبا ً - ورغم قناعتي أن لا عهد سيكون جيدا ً بالنسبة لنا نحن العرب ، فإنني أجد نفسي مرتاحا ً لما يحدث من تحولات أمريكية هذه الأيام .
انتخابات الأمريكيين - رغم التناقضات العميقة بينهم – فرصة للمقالب والفضائح ، وفرصة لنشر الغسيل - النظيف منه والوسخ - وآخر المقالب كان ذاك الذي ، بلعته بصمت ، المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الأمريكي سارة بالين.
فقد أوقع بها أحد المذيعين الكنديين ، وتحدث معها هاتفيا ً على أنه (الرئيس الفرنسي ساركوزي ) .وكم كانت سعيدة ً قبل أن يخيب أملها ، وتكتشف أنها كانت ضحية . وليس هنا فقط ، بل إن أحد الخبثاء أنتج فلما إباحيا ً عن سيدة في( ألاسكا ) تتعاطى الدعارة ، كترويج ٍ سياحي ٍ لبلدها ، وهي كاملة الشبه بالمرشحة الجمهورية .

الجمهوريون حاولوا استغلال وجود عمة ٍ ،لأوباما ،على أرض الولايات المتحدة بشكل ٍ غير شرعي ، كي ينالوا منه . لكن المرشح أوباما - على الأغلب الرئيس المقبل لأمريكا - يتحدث عن عمته بكل بساطة ،بعد أن أثار خصومه قضية وجودها غير الشرعي ، وهي فعلا ً مهاجرة غير شرعية من كينيا إلى أمريكا ، لكن أوباما لا يخجل من ذلك ، ويقر بوجودها ووضعها ،غير مكترث ٍ بالحملات الإعلامية ، حيث أنه لم يوفر أي تسهيلات لها كي تحصل على التأشيرة و ليس على علم أبدا ً بوضعها القانوني ،وهل هو صحيح ٌ أم لا ؟

لكن حتى الآن ما علاقتي بهذه القصة ؟

عمة أوباما اسمها "زيتونة "،وهي تعيش في مسكن تابع للضمان الاجتماعي في مدينة بوسطن الأمريكية ، أما عمتي فليست " زيتونة " ، إنها " ليمونة " ترى ما وجه الشبه بينهما ؟ هل هما قريبتان ؟ أم أن مثل هذه الأسماء تكثر في مناطق زراعية متشابهة ؟

خالتي اسمها "حمامة " ، ومن الممكن أن يكون اسم خالته "فراشة " أو باعتباره أفريقي الأصل ، فقد تكون ً "نعامة " .
تر ى ما العلاقة بيني وبينه ؟؟ بين مواطن ٍ من الساحل السوري ، وآخر من ساحل البحيرات العظمى في شيكاغو ؟؟

عمتي لم تساهم بأي حملة انتخابية ، وزيتونة ساهمت بحوالي 200 دولار متفرقة ، آخرها كان 5 دولارات بالتمام والكمال، دفعتها يوم 19 أيلول الماضي ،ربما لقناعتها بأن شعار ابن أخيها في التغير سيحقق .

ترى هل نستقرأ تغييرا ً فعليا ً في السياسة الأمريكية المقبلة من خلال شخص ٍ بعيد ٍ عن النخبة السياسية التي تدير هذا النظام المعقد ؟ وهو الذي أعلن صباح اليوم (الثلاثاء ) :

"الناخبون الأمريكيون سيغيرون سياسة واشنطن في الساعات القليلة القادمة "
إذا ً هنا تكمن العلاقة ، وليس في الأسماء فقط ، فرغبته بالتغيير واضحة ، ورغبتي مع كل العرب والمسلمين في تغيير ٍ كامل ٍ للولايات المتحدة ،أكبر من رغبته .

سجيع قرقماز