Alef Logo
ابداعات
              

آدم وحواء والسندريلا

هنادي الشوا

2008-12-19

قالت هي ؟: أعلم أنك لاتعرفيني, وربما ليس مهماً بالنسبة لك أن تتعرفي على أحد فلديك الكثير ممايشغلك , ولكني أعرف بالمقابل أنك ناشطة في جمعية مناهضة العنف ضد المرأة, قرأتك كل كتاباتك , لطالما تمنيت أن أستمع إليك , عبارات إطراء كثيرة هي قالتها لم تكن تعنيني في المطلق , ماكان يعنيني أنها انثى تبكي , ماكان يؤلمني هو ذاك الحب الذي يحتضر في كلماتها, ماكان يدهس بقوة عنفوان المرأة في داخلي كلمة هي قالتها أنا أحببته بصدق

قالت هي؟ : لي معه قصة, ليست كأي قصة , هو أحبني , لستُ أنا من طلبت منه أن يتزوجني , أنما على العكس هو من ترجاني لأوافق على التزوج منه, وبعد اَن وافقت , قال فلتخبري عائلتك أني جاد لامحالة, وان يفرقنا إلا الموت استحالة, وان حبي لك ليس نزوة أو حالة, أنه حب ما أحسسته من قبل بحثت عنك ثلاث سنوات هنا, وبعد ان وجدتك لن تفلتي من بحر حبي الهائج القادم إليك, بقيتُ هنا وحيداً بحثت عنك طويلاً أنت اليوم هنا يفصل بيننا ساعات لنكون معاً , وإلى الأبد,,,,,,,,,,
رقصت حواء المسكينة يومها, حلمت ربما باشياء كثيرة بالثوب الأبيض, بحذاء سندريلا الرائع ولطالما تحلم فيه حواء الجدة ,الطفلة , الأم , الزوجة, ويالها من غبية حواء بكل أطياف الخلود في خلجاتها, ماعلمت أن حذاء سندريلا ليس كافياً ليبحث عنها ثلاث سنوات...... فلربما بحث عنها لانه لم يجد بديلاً عنها وهاهو اليوم قد وجد البديل فما كان منه إلا أن تركهها بدون حتى أن يقول اصمتي , ارحلي, دعيني, ماعاد حبك يعنيني في شي , على العكس غادر رقمها من هاتفه كما غادرت أطياف الثوب الأبيض , كما غادرقرص الشمس سماء فرنسا البارحة قبيل الإفطار بلحظات .
هي حواء ولا أعرف سوى انها حواء, هي انثى ولا اشك لحظة في كونها أنثى مجروحة, هي تماماً كالعصفور الذي غادر عشه ثم ضاع في غياهب عالم الاشباح ,في مجتمع أقسى من مجتمع الذئاب لأن الذئاب تفترس عندما تجوع, أما هو فيزئر كالأسد قائلاً : ماقلت لها يوماً أحبك, لم أعدها بالزواج, لم لم لم ..............إنها فتاة من هناك , من ذاك البلد المشؤوم , من ذلك الماضي المؤلم هي تلاحقني لتقتلني ,لتصادر أملي في الحياة بعيداً عنها, تعلم اني لست لها فلماذا يجب أن اكون لها؟؟؟؟؟؟
هي تكلمت ولم تبكي , ولكن شي في اعماق روحها ينزف , شئ في ثنايا أوصالها يتمزق, خوف ما يسكن في بحة صوتها وإن ضحكت, لم تضحكني ضحكتها البائسة , أبكتني ضحكتها المزيفة المغموسة بالقهر والحقدوالإحساس بالعدم البارحة حتى ساعات الصباح الأولى ...................
قلت لها لماذا تركك ؟ قالت لا أعلم , ولكن هو آدم والرجال علينا قوامون, ولهم منا مايشاؤون, ويتركوننا إذا هم بعدم حاجتهم لنا يحسون, وإن استطاعوا تمزيقنا فليسوا بالنادمونوهم في هذا كله معذورون , فنحن بائسات هزيلات نحب بصدق لنكتشف ان حبنا ليس في الحب سوى لحظات , يعيشونها هم, لنبقى نحن للوهم أسيرات, ولاتهام آدم لنا بالغباء حاضرات , في كل لحظة يُقال عنا أنا المخطئات, أهي فعلاً أقدارنا أن نُساق إلى حب أناس ماعرفوا معنى للحب , أهو ميزان العدالة الصدأ أن نكون وفيات ليبخسونا هم القسط, أم هي بداية معادلة جديدة لانتصار حواء , وأن حواء لن تكون مغفلة بعد اليوم؟ تساؤلات كثيرة كانت تنتظر على مكتب بالأمس , لماذا ياآدم ؟ لماذا لازلت تحقد علي بذنب تفاحة أنت اشتهيتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أفإن همست لك بكلمة, تقول عليك اللعنة فانت من أخرجني من الجنة.
قالت هي ؟: إن عاد لي عدتُ والله يحب المحسنين , قلتُ لها هل تسامحينه ؟ قالت أجل فعند الله خير الخطائين التوابين ,وانا أحب الله وأثق به, قلت لها وكرامتك؟ التي تأن وحشرجات حنجرتك المهشمة هل ستقول له مجدداً أحبك , قالت ربما .......... هكذا حواء كعادتها لم تفاجأني لحظتها هذه حواء يا آدم.
هو اليوم مع غيرها هو منذ أيام كان قد أرسل إلى تلك الأميرة الجديدة كاتلوجاً لموديلات ثوب الزفاف , تنتظره الأميرة هناك ياحواء ,,,,,, وتنتظر حواء وأنتظر انا , لماذا انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأن تلك الاميرة الجديدة أقرب من العين للحاجب مني, ولست أغفر لنفسي صمتي بعد اليوم عن سرد قصة حواء عليها , ولكن مايؤلمني أنها سعيدة, فهي اليوم تتدرب على رقصات ستتلوها يوم الزفاف, في حين ترقص دموع حواء على سيمفونية الألم في جمهورية آدم الحاقد دوماً........
قالت لي سندريلا ؟: تعلمين سأرقص كثيرا في ذاك اليوم , ستكونين أنت من يرسم وجهي بالوان طيف الحب, ستكون ريشتك إصرارك على أن أغدو الأجمل في نظره, قلتُ لها ولكنك الأجمل , مسكينة أنا , لم أكن يومها أعرف حواء ,لعلني كنت أعلم ماذنب حواء وماأردت أن أعلم , سالت حواء هل أنت جميلة؟ قالت لي جسد جميل ولكن لا يمكنك عديَ جميلة , لربما كنت جميلة لم تكن حواء سندريلا. ولكنها كانت الخالدة في نظري.
أما تلك فلم أقل لك ياحواء سامحيني ,كانت جميلة حقاً , كل شئ فيها ينبض بالفرح والحب والجمال وكأن أنوثة الكون تتغلغل بين أصابع يديها, لها عينان وكانهما شهابان سقطا من السماء, لها وجنتان وكانهما غيمتان انتُزعتا من السماء لحظة الشفق, لها شعر وكأنه حلم ليل أسطوري بلون المخمل القرمزي الداكن, لها هامة تشبه دخول القمر في جوف السماء في ليلة صيف باردة, لها قلب ينبض بخفة ونعومة... تهمس لي بكلماته لها رغم رداءة الصوت ,فتذكرني للحظات بذوبان جسد ابنتي الناعمة في أحضاني بعد غياب عام قائلة ماما اشتقت إليك, سمعتها وقد قالتها له منذ ايام رأيت ذوبان قلبها في انتظار لحظات عهده لها.......
حواء لم أقل كل شئ , ولكن سأقول هنا وهناك وفي كل مكان ,وعدتك يوماً أن لك المستقبل, أن لك الامل أنه يتألم وبقوة , أنه يأن وبعنف, أنه يصرخ , أنه يدمر كل شئ ولكن ما لا أعلمه هل لأجلك أم لأجلها؟؟؟ أنا الآن مثلك هل أقول لها ؟ ماذا ستفعل سندريلا بحذاءك ؟ ماذا ستعمل عندما تعلم أن ثوب زفافها ليس مطابقاً لمواصفات جسدها لأنك أكبر منها , أنتي صمتي ولذلك فأنا لن أصمت , سأقول لها , أن تلك الرقصات تم تحضيرها على سيمفونية ألم حواء التي لازالت تنتظر, اعذريني لست اليوم أسمع أحداً , لا أريد أن أسمع لأحد , انا سأخسرها إن كذبت عليها وقلت لها إنه الرائع دوماً, سأخسرها إن قلت لها هو لم يحب سواك, سأخدعك إن صمت, سأكره نفسي إن خنت أخوتي وصداقتي العميقة له , سأخسر شخصاً كان بالنسبة لي بشراً حيث البشر نادرون......... كان آدم الذي لم يتكرر, هو هكذا ثقي ولكنه دولاب الحياة دوماً باتجاه آدم ,ولن تغتال الطبيعة نفسها ياحواء........
قالت هي ؟: أرجوك لا أريد ان يخسرها بسببي , دعيه اتمنى له السعادة من كل قلبي , اتركيه , ولكن ياحواء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سندريلا تنتظرني اليوم , مضت أيام ولم أكلمها فماذا عساني أقول لها ؟ ماذا عساني أقول لأناس تعلم جيداً أين أعمل؟ إلى من انتسب ؟ وأين أنشر؟ ساقول كنت مع آدم , أم كنت مع سندريلا صديقتي ’ لا ياحواء أنا هذه المرة في المواجهة لوحدي , ولست أنت فقط قضيتي ولم تكوني قضيتي , تعلمين تماماً لماذا اتصلت فيني , وأنا امرأة يُشهد لي إن وعدت صدقت,,,,,,, فلتكوني قريبة دوماً, ولتعلمي أني امرأة ولكن بالمقابل لي قلم من رصاص .......................................................................... ولست أخشى أحد, ولن أخشى من أحد......... أما سندريلا المسكينة فستبقى دوماً تؤلمنا قصتها وهذا قدرها , مهما اجتهدنا على تغيير نهاية قصتها , مهما أضحكتنا عولمة أحداثها, مهما حاولنا تغيير ماضيها , ستبقى تلك الفتاة السندريلا ذات الشعر الأشقر حواء ما, تنتظر آدم الأمير ليتزوجها, فلتنتظر سندريلا أميراً آخر كما انتظرتي وكما انتظرنا جميعاً ,وحتى ابنتي ستنتظر ولاعيب في انتظارنا لهم, ولكن العيب في أن تتحول لحظات انتظارنا إلى سهام توجه بدقة إلى عقولنا لتقول كل مرة حواء يالك من غبية .........
آدم إن كانت التفاحة ذنبي ,,,,,,, فلست مضطر بعد اليوم إلى ملاحقتي ,,,,,,,,, ولن أكون بعد اليوم السبب في سقوطك من الجنة ..... فهاك الجنة..... ولكن لماذا أنا دوماً في النار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عن الثورة والثورة المضادة, بعيون سوريون في المهجر

01-تموز-2011

آدم وحواء والسندريلا

19-كانون الأول-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow