Alef Logo
المرصد الصحفي
              

«تابو البكارة» في معرض القاهرة للكتاب

مـهـــا حسـن

2009-02-13


في خبر ليس بجديد دوما، وليس بمفاجئ، علمنا بمنع كتيب «تابو البكارة» في معرض القاهرة للكتاب، وهذا الكتيّب الصادر عن دار بترا ضمن إصدارات رابطة العقلانيّين العرب، يجمع المقالات التي نشرها موقع «الأوان» في ملف: تابو البكارة اليوم وفي ديارنا.
كيف يمكننا أن نحتفي بثقافة الآخر، ونطلب منه التعرف إلينا، في الوقت الذي نحجب فيه ثقافتنا عنا وعنه، كيف نستطيع إذن أن نتقدم بثقافتنا إلى الآخر، إذا كان لايزال شق كبير منها، وهو الشق غير التقليدي، وغير الموالي لأنماط الكتابة التقليدية، ممنوعا.
فأن تكون المملكة المتحدة ضيفة شرف في مهرجان القاهرة للكتاب، وأن يتم الحديث عن استضافة عدد من الكتاب والشعراء الأجانب لمناقشة استلهام الكاتب من الثقافات الأخرى، وأثر تعدد هذه الثقافات في الإبداع، وفي الوقت ذاته الذي تستمر فيه عقلية حجب ومنع الكتب، أجد في هذا تناقضا وتفاوتا كبيرين في حجم المعلن عنه، والمتاح، كما لو أن الرقيب هو الذي يحدد ليس فقط صلاحية ما يقرأ العربي، بل أيضا صلاحية ما يطلع عليه الضيف الأجنبي.
لا أعتقد أن الضيف الإنجليز ي لا يعرف ولم يسمع عن تابوهات الكتابة العربية، وعلى الأخص التابو الجنسي، ولا أعرف إذا لم يكن هذا الضيف قد تطرق في لغته وثقافته لهذه التفاصيل في الثقافة العربية السائدة.
إلا أني أجد أن من التفاوت الكبير، أننا لا نزال نضع الحجاب أمام المايوه. الأمر يشبه ظاهرة نقلها الإسلاميون في هولندا، حين طولب بحمامات سباحة للنساء المسلمات، وشاعت ظاهرة «المايوه الإسلامي»، وهذا ما أراه ضروريا للمناقشة. ففي الوقت الذي نقبل فيه على قراءات منفتحة متخلصة من التابوهات لدى الآخر، الغربي تحديدا، نجدنا نختبئ خلف جنادرنا، الذين يقررون انتقاء ما يجب إظهاره أمام هذا الآخر، الأمر يشبه تماما سؤالي الذي طرحته في ملف تابو البكارة، في الكتيب المنوه عنه: لماذا يتزوج الشرقي من غربية غير عذراء، مدعيا أن ثقافتها هكذا، فيما يدقق في غشاء زوجته، فيما لو كان سبق أن مُسّ؟ مادامت العقلية العربية مستمرة في هذا التناقض، والكيل بمكيالين، فالسلام على تطورنا الثقافي والمعرفي.
من المؤسف أن تظل حرية الفكر رهانا بين الديني والسياسي، وأن يخضع السياسي لسلطة الديني، إذ سمعنا عن ظاهرة «الهوس الأمني» التي سيطرت على أجواء معرض الكتاب.
حيث تم مثلا إلغاء المقهى الذي كان ملتقى للمبدعين المصريين والعرب، الذي كان يشبَّهُ بـ سوق عكاظ السنوي، ورغم عدم إعلان الأسباب كما أظن، لكن التوقعات ذهبت إلى أن السبب هو الخوف من التظاهرات، كذلك قرأنا في الصحافة عن تفتيش الزوار، وبينهم الكتَّابُ أيضا، كما حصل مع الكاتب بهاء طاهر.
كيف لنا أن نحتفي بالكتاب، ونتوقع ثقافة موازية للغرب، في الوقت الذي لا نزال فيه محكومين بالهاجس الديني ونخضع فيه لسلطة الرقيب الذي يتعامل معنا كأبناء قصّر، لا بد من تصحيح اعوجاجهم، وتأكيد انخراطهم في الصراط المستقيم.
كما لو أن علينا الآن، انتظار معارض عربية أخرى للكتاب، لنصدق حجم مصداقية الدعوات والشعارات التي يرفعها مسؤولو الثقافة في هذه البلدان، ومدى قدرة أحدهم على التصدي لثقافة الرقيب، الذي يجثو على صدور كل منا منذ عصور الظلام وحتى عصور الضوء هذه، فلمن البقاء: للظلام أم للضوء ؟
2009-02-13
باريس - مها حسن
عن العرب القطرية

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

«تابو البكارة» في معرض القاهرة للكتاب

13-شباط-2009

رأي في الجسد

19-كانون الثاني-2009

لقد جاءت حنيفة

25-آب-2008

فتى القطار

21-أيار-2008

إضاءات جنسيّة

12-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow