Alef Logo
الآن هنا
              

السلفيون والعالم الآخر

عمر يوسف سليمان

2009-02-28


لم ولن يقلع السلفيون عن انتمائهم اللامحدودِ إلى العالمِ الآخر،إلى القبرِ المتمثلِ بالدين والتحجر الفكري وصب الويلاتِ على كل من لا يوافقه الرأي،ومحاكمة الآخرين في محاكمة إلههم الظالم،وبعد كل ذلك يدعون الحق ويباهون بامتلاك الحقيقة،كمن يبتسم قائلاً:أنا ميت!.
كيف نتقبل السلفيين وهم يضعون على رأس أفكارهم عنواناً عريضاً:لا للفكر ولا للتغير ولا للنقاش؟،كيف نقبل السلفيين وهم لا يقبلون من سواهم؟.
ليت السلفيين بقوا في حدود الدين فحسب،السلفية تنسحب على كل مجال،الفن والأدب والسياسة والاجتماع،إنها طريقة غريبة نتجت من الأخطاء التاريخية التي ضخها في عقول الأجيال بعض قطاع الطرق والمجرمين،السلفي يحاول أن يكون ضمن النسيج الإنساني،ليحجره ويفصله حسب مقاس أفكاره البالية،وهو مهما ادعى الحرية والتعايش مع الآخرين،ففي نسيجه اللاواعي يكمن ذلك الوحش الصحراوي الذي يكشر عن نيوبه كلما أيقظه أحدهم برشه بماء الوعي.
الإسلام مفهوم انسيابي غامض،إنه تطور عبر التاريخ ولا يزال يتطور،ويستطيع كل مجتمع ان يأخذه كما يريد،لذلك نجد إسلام العرب مختلفاً عن إسلام بنجلادش أو ماليزيا،حسب طبيعة المجتمعات الأيديولوجية ومرجعياتها الميثيولوجية،أما السلفي فيأخذ منه تلكَ الطريقة التي تتحكم بكل أفكاره وأفعاله وآرائه،الطريقة التي تعني أنه محارَب من الجميع،ومظلوم من الجميع،،لماذا؟هو نفسه لا يعرف،إنه مظلوم ومحارب وكل من لا ينتمي إلى سلفيته البالية يحاربه،انطلاقاً من هذه الطريقة يصبح السلفي وبالاً لا سيما على الشعر والفن،المجالين الأكثر رحابةً وانتماءاً إلى اللامحدود،فكيف يكون السلفي شاعراً وهو يحكم الواقع وفق منظورِ الفكر الإسلاموي،كيف يكون السلفي شاعراً وهو يضعُ في محكمة الله كل من لا يوافقه الرأي؟،كيف يكونُ وهو ينسف وعيه ومعرفته بمطرقة الأفكار الإسلامية البالية؟.
ومن الطبيعي أن ترى السلفي لا يتورع عن الوصول إلى مصالحه بأية طريقة،وهو بعد ذلك يستدعي الله لكي يبرر له أفعاله بتوفيه لصلاحه وحسن أعماله،السلفي يحارب الجميع ويبقى مسالماً،يضر الناس ويعلن انه المتضرر،وأن الفرص تأتيه من لدن إلهه البربري.
حين تناقش سلفياً لا تناقشُ إنساناً بل فكرة،لقد تحول بكامله إلى فكرةٍ متحجرة لا تتغير،ولن تتغير.
أيها السلفيون،أيها الإسلامويون:كفاكم جهلاً وبربرية،ويكفي ما ألحقتموه حتى الآن من الويلات على البشرية كافة،من يعتقد أنه لكي يكون فلا بد أن يلغي الآخر،فليعتزل الآخر وليظل في خرابة تعصبه المتسخة.
عمر سليمان

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الشاعرة جوزيه حلو.. حينَ يصبح الإيروتيك كائناً ومرآة

17-حزيران-2014

لن أفتح قلبي الآن

27-كانون الثاني-2014

إذا لم تستمرَّ الحرب

21-تشرين الثاني-2013

الشعر السوري في جحيم الثورة والحرب

07-تشرين الأول-2013

منشورات على حائط مَنسي

27-آب-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow