إلى صديقي أحمد مرّود ..الذي غيبه الموت فأحياه..!
2009-06-03
نورة بيطار
خاص ألف
سلام عليك أيها الأسمر... كيف أنت؟ أينما كنت أنت. بقيت تحلم بالطيران، و مقارعة النجوم، إلى أن أصبحت نجمة فعلاً..!
اشتقت لك .. اشتقت لجلجامشك.. لطروادة التي كتبت عنها, و النيل الذي أخبرتني قصته و أهديتني مفتاحه .. اشتقت للبحر الذي أنجبك.. اشتقت لجنونك ..لشرودك .. لغموضك.. اشتقت لكل ما فيك.. اشتقت لصديقي الذي أتعبني..
العالم لم يتغير مذ تركته الفرق الوحيد أننا بتنا ( عايشين وحدنا بلاك) لازالت جراحنا مفتوحة ,كرامتنا مقهورة و دماؤنا مهدورة . ولازلنا عرباً لا نتقن سوى التغني بأمجاد ولت، و الضحك على لحى قصت ... الموت لازال في ضيافتنا فقد استطاب الكرم العربي. فتارة هو في ضيافة ضمائرنا، و تارة أخرى مشاعرنا .. تارة يستقبله أطفالنا و تارة شيوخنا و نساؤنا .. و هو أيضاً ضيف عزيز عند من اختاروه طريقاً للحياة ..!
لازلنا نسكر أحلاماّ و نشرب كأسك يا وطن ..! لازال هناك من يكابر .. يحاول .. يقف مهما وقع لمجرد أنه لازال مؤمنا أن الكون .... (هون)!
لازال هذا العالم مسكوناً بالقبح. لكن الجمال يأبى إلا أن يظهر، و يصرخ أنا هنا، حولكم، قريب منكم، فأوجدوني..
لازال صديقك "أدونيس " ( يحاول إقناع اللغة أن تؤسس حبر الخشخاش) و يسأل الشمس عما تريده منه، و يبدو أنها تريد منه ما أرادته منك ... بعضاً من نور ..!!
ولازالت "فيروز" تصلي لتغسل وجهها بمياه نهر الأردن القدسية التي ستمحو آثار القدم الهمجية بكل تأكيد
و"زياد "لازال مؤمناً أنها ( راجعة بإذن الله)
لازال في بال "مارسيل خليفة"( أغنية عن بلد) ..و "جوليا" لازالت ترجو ألا ( يقطعوا عنها النفس ).. فهي ككل
الناس تتنفس حرية...
أما أنا فكبرت. و لم أعد الطفلة التي عهدتها .. كبرت يا أحمد لأدرك أن الحياة أعقد مما أخبرتني عنها و أن أمواجها تصبح أعلى كلما كبرنا ..
لازلت مريضة بالحب و لا أريد الشفاء أبداً, طيفك يلازمني دائماً، و عندما أقع لا أجد سوى الأجنحة التي علمتني صنعها لأطير بها.. لا زلت أذكرك مع كل قبلة تطبعها الشمس على جبين البحر.. وكل طير يحلّق عالياّ في السماء..
أنا , هيام , فاطمة , علاء ,فادي , روعة , أصدقاؤك جميعاً يذكرونك و يذكرون كلماتك التي كانت حادة كالسكين.
لكنها لا تدمي بل تحيي .. أنت الذي مت و أنت تدافع عن حقنا، بقول كلماتنا حتى تلك التي لم تتفق معها..
دخلت حياتنا كالعاصفة، لكنك خرجت بصمت..! و كم هي جميلة ذكرياتنا فمعك ضحكنا.. معك بكينا.. و منك تعلمنا.
تعلمنا أن نحب الحياة بكل ما فيها و نحياها لآخر رمق..
قلمي اليوم يقف حائراً ..خجولاَ .. عاجزاَ أمامك أيها الفارس الذي قبل سيفه قبلة الوداع و رحل.. تاركاّ وراءه حسرة.. دمعة، و ابتسامة .. و أسئلة كثيرة هو الوحيد القادر على الإجابة عنها ..!
إليك أحمد مرّود .. صديقي.. الذي أمضى حياته يصرخ لأجلنا و عندما مات لم يهمس لأجله احد ..!
نورة بيطار 3/ حزيران/2009
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2011 | |
20-تموز-2010 | |
21-نيسان-2010 | |
13-أيلول-2009 | |
08-أيلول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |