Alef Logo
يوميات
              

ذكريات مونديالية:

نورة غانم بيطار

خاص ألف

2010-07-20


و أخيراً انتهى كأس العالم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. و الذي كنت أنا فيه خارج نطاق التغطية الكروية لاعبة دور المتفرج على تحليلات و نقاشات من العيار الثقيل مستغلة الحدث لانتقم من مقالب أصدقائي بالضحك على دموعهم عندما يخسر فريقهم المفضل و ممارسة فعل ( الشماتة) بكل ما استطعت من قوة و للحقيقة لم يسلم مني أحد فأغلب الفرق الكبرى التي كان يشجعها الجميع خرجت خالية الوفاض لينتهي المونديال بشرب إسبانيا نخب الانتصار و رفعنا نحن أعلام منتخبنا الإسباني في العلا لي! و رسمنا ألوانه على وجوهنا و رقصنا الفلامنغو الإسبانية على أنغام علي الديك !
وعاد من كان برازيلياً أو أرجنتينياً أو ألمانياً (للعظم) أيام المونديال عربياً سورياً كما كان وعدنا لتمضية الوقت بالحديث عن بعضنا وتعداد نواقص غيرنا بعد أن شتتنا المونديال شهرأ كاملاً وفيه صبيّنا جام غضبنا من الحالة الاقتصادية و الاجتماعية و قلة الرواتب و عدوان إسرائيل على رأس ميسي و كاكا وروبن و كريستيانو و إيفانو و جميع الشباب الذين كانوا و الذين نالوا من السباب و الذم ما نالوا و خاصة صاحبنا مارادونا الذي و لاعبيه قد حرموا المشاهد العربي من التمتع برؤية صديقة ميسي ترقص عارية أمام الملأ في أرض الملعب في حال فازوا بكأس العالم000 ياللخسارة!
و انتهت مواقفنا الوطنية الكروية فهناك من كان يكره المنتخب الهولندي متناسياً أداؤه الرائع في أرض الملعب بحجة مواقف هولندا مع إسرائيل و هو نفسه الذي هجر القضية شهراً كاملا من أجل كرة و وضعً على شرفته علماً أجنبياً أكبر من علم بلاده هذا لو فكر بوضع علم بلاده على الشرفة أصلاً 0
و انتهت أيام التغزل بعضلات كاسياس و ضحكة فيا و جاذبية كاكا و انتهت أخبار من كانت برازيلية أصيلة و أصبحت تشجع الألمان من أجل عيون كلوزة و من تركت عريسها لأنه لا يمتلك جمال شنايدر! ولم نعد نرى الإخطبوط بول الذي سبق بتوقعاته ماغي فرح وميشيل حايك 0
و فاز ( أبناء اليانكي) على (محاربي الصحراء) في الدقيقة الأخيرة لتتحطم آمالنا بانتصار عليهم على الأقل كروياً لكنها لم تكن مفاجأة فلطالما خسرنا معاركنا أمامهم غدراً و بهتاناً0
و بعيداً عن الضجة التي حدثت في حمص يوم المباراة النهائية قام زوجان حمصيان معروفان بعدم اهتمامهما الكروي بمتابعة المباراة في المنزل ليقدما لنا (نهفة حمصية) بامتياز فالزوج و على الرغم من عدم اهتمامه الرياضي قرر أن يلعب أمام زوجته دور الرياضي العتيق و يشرح لها مجريات المباراة بداية كانت عندما أقنعها أن الفريق الإسباني هو الذي يرتدي اللون الأحمر الذي كان يرتديه في الحقيقة المنتخب الهولندي و بدأت المباراة التي كان فيها صديقانا يشجعان المنتخب الإسباني نظراً للروابط العريقة التي تجمعنا نحن العرب بالإسبان و بدلاً من أن يفرحا لهجوم الإسباني هتفا للأحمر ظناً منهما أنه يمثل إسبانيا و الزوج هنا كان يحلل المباراة فيقول لزوجته هنا يجب ألا يعطي الحكم بطاقة صفراء و أين هي عيون الحكم ألم يرى ضربة جزاء لإسبانيا؟! و امتد تحليل الزوج المعروف بجديته و صدقه و محبته للمباراة بين ضربة ركنية هنا و ضربة حرة هناك وسط إنصات الزوجة و دهشتها من الاهتمام الرياضي الذي ظهر على زوجها فجأة واضعة ثقتها العمياء بقدرات زوجها الكروية إلى أن دخل الهدف و فاز الإسبان و قامت الدنيا و لم تقعد و هنا استغربت الزوجة ابتهاج الإسبان و كيف سجل الهدف بجانب اسمهم على اللوحة فما كان من الزوج الخبير إلا أن يفسر لزوجته أن الهدف يسجل في اللوحة الالكترونية على متلقيه لا على من يسجله! و أن الإسبان فرحوا لأنهم لعبوا مباراة رائعة و قدموا عرضاً ممتازاً أما الهولنديون الأبطال فكانوا يبكون فرحاً و طبعاً الزوجة الحمصية الأصيلة صدقت زوجها و أكملت شرب الشاي فرحة باللعب الإسباني الجيد ولم يدرك الزوجان أن المنتخب الإسباني هو الفائز إلا لحظة التتويج ليتصلا بصديقهما ليؤكد لهما فوز الفريق الإسباني و بأن حمص هي معقل للضحك حتى لو لم يكن اليوم ( أربعاء)00!
كأس العالم كان فرصة لنجتمع على حب الكرة , فرصة لنضحك , لنسعد و لنكتشف كم من السهل العثور على السعادة بأبسط الأشياء حتى لو كان كرة فدعونا نكتشف طرقاً لنسعد و نحب و نتعاون كل يوم لا كل أربع سنوات 00! و لنجتمع دائماً على حب بعضنا و حب وطننا كما اجتمعنا على حب كرة و لنمارس الضحك الحمصي في دمشق و حلب و سوريا كلها و أين ما كنا في العالم كل يوم و ليس فقط الأربعاء00

تصبحون على ضحك 000 ! هههههههههه

نورة غانم بيطار
حمص في 19- تموز-2010


نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عذراً أيها الحب...!

23-كانون الثاني-2011

ذكريات مونديالية:

20-تموز-2010

سهرة مع الحب

21-نيسان-2010

صرخة أنثى ..!

13-أيلول-2009

و عدت لأخربش من جديد..!

08-أيلول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow