Alef Logo
يوميات
              

بين هوس الطقس و معناه

إيلي عبدو

2009-09-25


بين معنى و غاية الطقس الديني كهدف و مسعى ، و بين إسباغ القيمة عليه بوصفه دائرة نكوصية ، و نهيه عن غايته التجاوزية نحو أفق إنساني .تلتبس أهداف الذين يؤدون الفروض الدينية ، فقد يغرق مؤدي الطقوس في مستنقع الممارسة و يفرط في إتقان الأداء بحيث يغدو مهجوسا بتفاصيل إجرائية مستغنيا عن المعنى المراد الوصول إليه بتوسيط الطقس و العبور من خلاله .
هذا الهوس الطقوسي يتحول إلى بديل عن المعنى المتمثل بقيم إنسانية تضحية ، فداء، مساعدة الفقراء ، الصدق
الوفاء ، فتصبح التضحية مثلا ممارسة لطقس ديني بدل أن تكون ممارسة مجتمعية، هذا إذا افترضنا أننا في مرحلة تشير إلى فهم المعنى الديني المراد من الطقس عند ممارسه ، و لسنا في مرحلة الجهل لهذا المعنى و ممارسة الطقس بدافع عصبوي قبلي يرضي الذات التابعة للجماعة بكافة أشكالها الما قبل مدنية .
هذا الانفصام بين دلالة الرمز و مبتغاه الإنساني في عالم الدين انعكس على الواقع بجميع مسارحه ، فأصبحنا كمجتمعات نعيش الرمز و نتمثله و لكننا نبقى في حالته المجازية دون أي تجاوز نحو تجسيد قيمي و إنساني و مجتمعي له .فبتنا نذهب إلى العمل لكننا لا ننتج و لا نبدع نبقى آليين ننفذ فقط .
و نذهب إلى الجامعة لا نفكر لا نحاور ولا ننتقد ، فقط نصغي و نسجل و نحفظ .
ثمة إذا واقع افتراضي مجازي رمزي عصي على التصنيف ، لكنه قطعا ليس واقعي تسبح فيه أوهامنا لكنه يرضينا ، تماما مثلما يخرج المؤمن من دار العبادة راضيا ، رغم أن مسافة شاسعة تحفر بينه و بين قيم إنسانية استعاض عن ممارستها بأداء طقسي ، هكذا نخرج من التاريخ راضين فيما مسافة شاسعة تحفر بيننا و بين القيم الكونية و التحديثية و الإنسانية فكرا و منجزات .
المخرج طبعا ليس بتهديم الرمز و تمثيلاته الطقوسية فهذا أمر يكاد يكون خياليا ، نتيجة ترسخ هذا الرمز في اللاوعي الجمعي لدرجة التماهي ، إذا الضرورة تبرز في منح الرمز معنى حداثي إنساني و ربط هذا المعنى بالممارسة الطقوسية بحيث تتطابق الممارسة بالمعنى ، فإذا مارس مؤمن طقس ما ذهب إلى ممارسة قيمة اجتماعية و قد يصلح العكس .
عندها سيخرج المؤمنون من دور العبادة فاتحين عقولهم لتقبل الآخر و فهمه ، لا رافعين السيوف لتمزيق جسده .

ايلي عبدو

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

آيا صوفيا إذ تعوّض سنّة المنطقة عن هزائمهم

18-تموز-2020

سيسيولوجيا التجمعات الدينية في أن إحياء الأعياد يصنع الرثاثة

30-آذار-2010

مشهدية المحلل و اكتمال حضوره

22-شباط-2010

أيهم خيربك في "أسطر مالت وانزلق ما أقول" اقتراف المعنى العبثي

17-شباط-2010

دراما الغليسات

03-شباط-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow