من يجرؤ على اتهامنا بأننا.. ماعدنا أمة البيان والتبيين؟!
كيف يقال إن أمة اقرأ لا تقرأ؟!‏
ولدينا روائية عربية جمعت حولها أكثر من مليوني قارئ عربي.. (وعلى ندرة ما يجتمعون عليه).‏
وتوالي أحلام مستغانمي - صاحبة هذا الامتياز - دفع تهمة القطيعة بين الكاتب والشعب بذرائع.. منها تفشي الجهل والأمية.‏
فكان إلى جانبذاكرة الجسد.. فوضى الحواس.. وعابر سرير، وليكن (فشيفرة) العناوين المثيرة والمغرية والجاذبة لرواد سوق القراءة (المحدثين) لا يعني اتهامها (للكاتبة) بالتضليل، ولايعني هذا أن الزبون ليس على حق!‏
لماذا لم يبق الزبون على عهده وولائه؟ لماذا انسحب الجمع الغفير من القراء العرب منذ العام «المليوني» 1993، ولم يسجل لحد هذا التاريخ.. كاتبة أو كاتب أن حطم هذا الرقم.. ولوبخطوة.‏
بحذر غامض قرأت لأحلام.. فالأرقام القياسية التي تأتي عقب حدث فني أو أدبي عربي صاعق تثير حفيظتي.. وبحدسي كنت أهمس: القادم.. أعظم؟! إلى حين جاء كتابكم.. نسيان.. كم.‏
نسيان-com ليس كتاباً عادياً.. إنه يعلن ولادة «شيخة طريقة» حطت علينا من عل.. شيخة مودرن تلقمنا خبزنا اليومي.. وتعاويذها (بالشوكة والسكين)!.. لتنتف أجمل ما فينا / عرى الروابط.. عرى الحب).. من كاتبة كسرت تجنيس النص الروائي.. إلى كاتبة أدب توجيهي!!‏
إلى معلمة (للناشئات)‏
وإلى (داعية) بشؤون الغرام والوجد‏
في إشارة خفيةوعلى صدر غلاف الصفحة الأخيرة من نسيان-com بنت (إعلاناً) بذكاء «ترويجي خبراتي» حصلت عام 1982 على دكتوراه في علم الاجتماع من السوربون في باريس، «بدلالة واضحة لقد أصبحت مستشارة فقط لزبونات سيلوكونيات». مدللات سياميات.. مهمتها.. ووعدهال لقارئة العربية تعزيز الشك، وتقديم الوعظ لتشكيل عداوة عاطفية.. وبحماس..؟!‏
لهذا أقدم تعازي للمليوني قارئ عربي رجالاً ونساء..‏
وأشد على أياديكم: يكفيكم شرفاً أنكم حاولتم أن تكونوا طليعة لـ 100 مليون قارئ عربي / أخاف أنهم أصبحوا في عالم قراءة افتراضي!..‏
أنا كامرأة.. أرفض نصائح تعزلني /فيزيائياً/ وتحولني في مشروعها (هي أو غيرها) إلى لصة - منافقة - غشاشة / وصايا أحلام في كمها الأخير).‏
وسأنحاز دائماًإلى مبدعينا ووصاياهم هي:‏
ما دام ثمن الرغيف.. رقماً، وثمن الدواء رقماً، وثمن حليبنا رقماً.. وثمن عكازات أجسادنا رقماً.. فكلنا مضطرون للتعامل مع الأرقام بطريقة أو بأخرى... المهم ألا تسرق أرقام غيرك..‏
العمل شرف.. الجشع جريمة تقول: «غادة السمان».‏
هند بوظو
النشر الورقي جريدة الثورة السورية

النشر الألكتروني خاص ألف