Alef Logo
المرصد الصحفي
              

سلطانات الرمل للينا هويان الحسن تحت المجهر

هند بوظو

2010-12-31

وقع الاختيار هذه المرة على الروائية ) لينا هويان الحسن ) لتكون ضيفة المقهى الثقافي في (مكتبة إيتانا) لمناقشة روايتها الأخيرة سلطانات الرمل.
الرواية التي أوقعت الكثيرين في (فخ الوعي) حول عالم البدو المتاخم لنا جغرافياً والساكن فينا مكانياً لكنه البعيد كقارة قصية عن معرفتنا الحقيقية بهم وتعمل لينا لجلاء الغموض واللبس الذي لحق بهم من جراء تجاهل أو جهل.‏
عمل روائي حمل في متنه (الخرافي والوثائقي) المفردات والتراكيب النثرية والشعرية -المفردات التي أثارت اللبس والدهشة لكنها بالتأكيد حركت مكاناً وأشعلت الشهية على التساؤل-.. مفردات مغامرة جريئة وأحياناً مبتكرة كما أشار د. حسان عباس مدير جلسات المقهى الثقافي في مكتبة إيتانا حين قال: دخلت لينا المشهد الثقافي السوري بعنف وبقوة من خلال أعمالها التي تناولت فيها البادية السورية سواء في رواية (بنات نعش) وهي رواية مهمة ومؤخراً في رواية «سلطانات الرمل».‏
في جلسة حميمية ودافئة كانونية تمت مناقشة رواية سلطانات الرمل التي طبعت للمرة الثانية خلال ستة شهور من طباعتها في خريف 2009 وأثبتت حضوراً جميلاً.‏
لماذا البدو؟‏
لينا: أكيد كتبت رواية عن البدو بحب لكن ثمة دافع أكبر من الحب هو الفضول فقد أردت أن أتوصل إلى نسغ الشخصية البدوية التي اختارت مكاناً صعباً وقاسياً ومتحدياً ومفتوحاً على كل الاحتمالات، المفاجأة والمواجهة وآمل أنني اقتنصت العمق الكافي في هذه الشخصية المتناقضة والمترعة بالسلبيات والإيجابيات شخصية بقدر ما هي خصبة وثرية بقدر ما هي وعرة وصعبة.‏
د. حسان عباس طرح سؤالاً حول ما قصدته الروائية في الجملة الأخيرة التي ختمت بها روايتها والتي تقول فيها: ما زالت شقائق النعمان تبزغ في الربيع تثير فكرنا خلال لحظة فيها تؤكسد الذاكرة ونقرأ القادم.‏
واعترض د. عباس على كلمة (تؤكسد) حيث رأى فيها شيئاً سلبياً فالأكسدة هي فعل يؤدي إلى الموت.‏
للحظة توقعت أن مصير البدو انتهى أو كاد بعد هذا الالتقاط الذكي لكن ل (لينا) رأي آخر ومفاجئ أيضاً.‏
لينا وافقت عباس أن الأكسدة هي حالة موت لكنها قصدت ذلك الموت الطويل والعميق والذي ينتج عنه (ألماساً) فالألماس خلاصة أكسدة طويلة الأمد، أي ميتات متتالية ومتلاحقة لحقب زمنية طويلة وأكدت أنها قصدت بذلك حتمية الزمن وثمة نتائج وخلاصات ستخضع لتقطير زمني طويل حتى نعرف الحقيقة أو النتيجة وهي لم تطرح في روايتها تقنيات بقدر ما طرحت أسئلة ودعوات مكثفة لإعادة قراءة زمن يخبئ الكثير مستشهدة بعبارة للشاعر الفرنسي آراغون حين قال: قراءة الماضي هي شرط التفاؤل الحقيقي.‏
وفي ردها على استغراب أحد الحضور حول تسجيلها لشهادات المستشرقين في الرواية والفائدة المحققة لعملها (سلطانات الرمل) أجابت: إن تاريخ البوادي والصحارى كتب فقط على أيدي مستشرقين في حين ظل عالماً مجهولاً ومخيفاً لأبناء المدن متهيبين اختراقه إلا فيما ندر.‏
وعاد د. عباس ليتحدث عن ما سماه تناقض فكرة «السراب» المفردة المتوفرة بكثرة على مدار الرواية، فتارة نجده متنكراً بهيئة غزالة وتارة أخرى ذئباً، في حين أكدت أن السراب عالم قائم بحد ذاته فالحيوانات التي تعيش في الصحراء لا تراه ولا تبصره... البشر فقط يقعون في حبائل كذبه وكأنه وجد ليضلل البشر أو ليراوغهم أو يمتحنهم أو يلاعبهم.‏
ورأت أن السراب أشياء كثيرة بقلب شيء واحد ومفتوح على احتمالات مختلفة وكثيرة من التشكل والتمظهر، مضيفة أنه «ظاهرة صحراوية جاهزة لخداع البدوي دائماً وبدوره البدوي يكون يقظاً ومتأهباً لما وراء السراب».‏
بعض الحضور بدا مندهشاً وتساءل بعضهم حول مدى صلتها وقرابتها بالعالم البدوي، وسألها أحدهم غير مخف استغرابه من هيئتها الخارجية ومظهرها الذي لا يوحي مطلقاً بجذرها الصحراوي قائلاً: أنت جميلة وأنيقة وترتدين ملابس (آخر موضة).‏
في حين قابلتهم لينا بسرد حكايا متنوعة عن طفولتها وأكدت أن المدن قادرة على طبعها بطابعها العصري من حيث اللباس والكثير من العادات، لكن الجوهر أو النسغ في الأغلب يظل خاماً إلى حد كبير وتختلف نسبة تكيف البدوي من شخص لآخر وتبعاً للظروف لكنها عن نفسها تؤكد أنها تحمل «إرثاً ذاكراتياً» ضارباً بجذوره في عمق نسغها.‏
ثم قدم د. جمال شحيد مداخلة مقتطعة من فصل في كتاب نقدي أعده للنشر قريباً حيث تكلم فيه عن رواية سلطانات الرمل في الذاكرة.‏
ضد الفتور مع المتوهج بلا نفاق ولا أقنعة هي بالتأكيد ليست ابنة عاقة ولن تكون لكنها أيضاً لن تكون صورة عن الأجداد ولم يمنعها كونها بدوية (أصيلة) أن تكتب بروح عصرية وبلغة تثير الشهية للقراءة (مع أو ضد) للطرفين، فيهمس أحد الحضور تكتب لينا عن البدو (وأنا أسترق هذه العبارة لكتابة عربية كبيرة و أحورها لتصبح) لا لأنها مضطرة بيولوجياً ولا مرغمة أخلاقياً، إنه الوعي والحرية اللازمان لإعادة عالم ضاع ما بين الغامض والمكرس والبحث عن الجهة الخامسة (العمق) الجذور، وفضائلها.‏
الثورة ثقافة
الأربعاء 29-12-2010م
هند بوظو

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

سلطانات الرمل للينا هويان الحسن تحت المجهر

31-كانون الأول-2010

سيرك مستغانمي.. لترويض الرجال

28-تشرين الأول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow