رد على مقدمة(منذر مصري وشركاه) شريك أم مشتغل على نصوص الآخرين؟
خاص ألف
2010-01-20
كنت أتمنى أن يكون رد الشاعر منذر مصري بعد تلك (الشوشرة)التي حدثت في ألف مقنعاً،ولكنها مع الأسف أكدت-برأيي-أن ما قام به اعتداء على نصوص غيره،وما زلت أتمنى أن أكون مخطئاً...
إذا كان من بدهيات مصطلح (الشريك) في أي مجال من مجالات الحياة هو علمه بما يقوم به شريكه على الأقل!،فهل قام منذر مصري بإعلام شركائه الذين تدخل في نصوصهم قبل أن يقوم بتأليف كتاب في هذا المجال؟.
القصيدة التي يكتبها الشاعر من ألمه ومعاناته وخفقات حزنه،القصيدة التي يهرب إليها من برد العالم ووحشته تمتد حتى تتداخل وتمتزج في خيال شعراء آخرين يقعون تحت نفس ظروفه الأيديولوجية والنفسية،وفي بيئة مشابهة لبيئته،لا أحد ينكر ذلك،ولكن هل يحق لي أن أتناول نصاً أعجبني وأتدخل بين كلماته لأصنع قصيدة ممزوجة-كوكتيل-بيني وبين صاحب النص؟ماذا سنسمي تلك القصيدة؟.
مهما تقارب الشاعران في الفكر والخيال والرؤيا فأقصى ما يقومان به هو-نص مشترك- يكتبانه معاً،غير أن منذر مصري جمع قصائد أعجبته عبر مراحل عمره الطويل على رفوف مكتبه،ثم جاء ليشتغل عليها ويقدمها من جديد في كتاب،وأسأل:لمَ لم يبدع قصائد جديدة بعد أن قرأ نصوصاً حلم أو لم يحلم بكتابتها-كما قال في مقدمته- بعد أن أعجبته أو أدهشته عبارة منها؟كما كان يفعل محمود درويش الذي صرح في إحدى حواراته مع (الحياة)بأنه يستفيد من الشعراء الشباب ويتعلم منهم في نصوصه الجديدة،أو كممدوح عدوان الذي قال(لا أقرأ قصيدة جميلة إلا وتلهمني قصيدة جميلة).
صحيح أن منذر مصري تلذذ كثيراً بهذه التجربة التي قام بها،لأنه لم يقم بمثلها في حياته-كما قال-إلا أن تلذذه كان على حساب غيره،من سيقرأ نصوص الكتاب التي أقحم نفسه فيها غصباً عن (شركاه) ماذا سيقول عن النص الأصلي؟سواء كان منذر مصري كحل عيون القصيدة أو رمَّدها،فهو تشويه،لأن الكتابة بأسلوب الغير لا تنم عن غير الإفلاس من الإبداع.
أما ما ضربه من أمثلة في مقدمته عن الموسيقيين والرسامين الذين استخدموا أعمال غيرهم في أعمال إبداعية جديدة فهو بعيد كل البعد عن ما قام به،فهؤلاء أكملوا أو استخدموا مقطوعات موسيقية أو لوحات فنية ضمن العمل،وحتى حين استخدم أليوت عبارة شكسبير كان واضحاً،إنه لم يستخدم سوى عبارة ضمنها نصه وأضاف إليها كلمة،أما منذر مصري فقد غير بعض عبارات القصيدة وأضاف إليها عبارات أخرى،آسف ليست قصيدة،بل قصائد جمعها في كتاب كامل من أربعة أبواب،قصائد لشعراء آخرين(كتبها بأساليبهم وأدواتهم) كما قال بعد أن أدخلها إلى مرسمه لتخرج بشكل جديدة،فأين منذر مصري من هذه القصائد؟.
ترى ما الذي يربط بين ما جمعه سوى مزاج منذر مصري؟هذا إذا كان هناك خيط يربط بين هذه القصائد لتكون كتاباً،ثم ما الذي يجمع بين الشعراء الذين اختارهم ليكونوا شركاء-دون علمهم بذلك-سوى صورة الغلاف التي صممها لوجوههم؟.
أواخراً قامت شاعرة البلاط البريطاني كارول آن دوفي باحتفال ضم مجموعة من الشعراء والشاعرات في بريطانيا-حسبما نشرت صحيفة الغارديان-وطرحت أثناء الاحتفال فكرة ورشة عمل تقوم خلالها مع المجتمعين بكتابة قصائد عن حربي العراق وأفغانستان،وكتبت في سياق تقديمها للقصائد التي كتبها الشعراء والتي نُشرت في الصحيفة(كل حسب ما يراه عن هاتين الحربين)،أما منذر مصري فلم تكن له سوى رؤية واحدة:تعديل قصائد غيره ثم نشرها في كتاب.
لكل شاعر شخصيته ومرحلته وتجاربه وعالمه ولغته وأدواته الخاصة،فكيف يقوم منذر مصري بإكمال نصوص لغيره أو تدخل فيها على هواه ليجعل منها شيئاً مشتركاً،أين الوحدة العضوية لهذا الكم من القصائد وكيف استطاع أن يشكل نواة مشتركة لكل قصيدة كتبها شاعر غيره في جو مختلف ومعاناة وثقافة وأدوات مختلفة؟؟؟؟؟!.
أخيراً يبرر منذر مصري:(الشعر العربي بات ومنذ عقدين من السنين أو أكثر من الركود للحد الذي لاشيء يموج على صفحته،ولا شيء يغضن جبينه).
ترى هل غضن منذر مصري جبين الشعر بما فعله؟وهل سيموِّج كتابه الشعرَ العربي بعد كل هذا الركود؟.أتمنى ذلك،وأتمنى لو كنت مخطئاً لأننا بحاجة فعلاً إلى من يغير،ولكن نحو شيء جديد ومختلف وراق في آن.
عمر سليمان
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
17-حزيران-2014 | |
27-كانون الثاني-2014 | |
21-تشرين الثاني-2013 | |
07-تشرين الأول-2013 | |
27-آب-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |