Alef Logo
ابداعات
              

سرد / جدارية شبح

شريف الغرينى

2010-03-19

خاص ألف

المرآة الوحيدة التي أحببتها لم تعرف حتى الآن مدى عشقي لها ، و تظن أنى أبداً لن أكون لها إلا ما أنا عليه الآن !! ، و لا ترى منى أي بادرة أو علامة من علامات المحبين ، تتهمني كلما نظرت إلىّ وكلما تذكرتني ، و تعتقد أنى كاره لكل ما يأتي من ناحيتها افزع إلى خيمة الصمت السحرية ، الملم شتاتي ، و ألفلف غضبى ، و أغطى تحتها حقيقتي .

البوح محرم أحيانًا ، والتفسير خطيئة عندما يكون النص المقدس كلمات عشق مترددة ، اهرب إلي فضاء شقيّ ، ارتدى أجمل ما لدى في خزانة ملابسي ، اضبط ساعتي و أرهف السمع لسفينة الأحلام ،أقف منتظراً في عراء الليل على رصيف بلا مسافرين غيري ، أصعد إليها بلا حقائب ، يلفحني هواء الدنيا ، يدفعني كرحم ضاق بجنين ، أسير فوق ظهر أديم الأرض المتهرىء ، لا انشد سوى سفينتي ، ابحث عن بقعة سودا ء في بطن السماء ، ارنوا إليها محلقاُ وأنا ملفوف بسراب أعشقة ، يعرفني واعرفه ، أتحرر له من نفسي التي أكرهها وتكرهني و،أنزع له عنى كل غشاء مزعوم ، وأتحرر له من طهر الجسد ، اترك خلفي كل أسوار الخجل ابذر ألغاما تحت أرجل الحياء ، أتعطر أخيراً بالفتنة ... أتزين بكل ألوان الفتنة وخيوطها ، انثرها في كل مكان حولي، ادهن بها الجسد المقروح ، أُشفى في لحظة ، و أشقى في لحظة ، وأستقبل الإحساس المؤلم الجميل وألمس سر الأسرار ، و أشتم رائحة أم الشرور ، و أستمتع بنقطة الزواج الأسطوري بين الخير والشر ، ألمس نُصُب وحوائط ملساء رخامية عليها رايات تنادى بالسعادة ، و رايات تنادى بالشقاء، إنها اللحظة الأولى ، واليوم الأول ، والصرخة الأولى ، والانفجار الأول أنشد المتعة و العذاب دائما ، ودائماً انتظر تلك اللحظة الخطيرة التي تجمعهم ، يلتحم جسدي بالأرض و ويصبح معبراً للسماء ، فتصير الأنهار دمى ، و تستعر النار و تنتثر قبسها مع كل حنين و ترتفع حرارتها مع حرارة عشقي ، تصيبني ألذ حمى عرفها العالم ، استقبل المطر قطرات و نقاط تسقط من كشاكيل الرسائل ، من فوق متون كلامها تذكرنى أنى لم ابعث بها حتى اليوم إلى من تستحقها أبدا ..أبدا لم ابعثها لمن تستحقها .

انزع السحاب واصنع منه ديباج أضع فيه لألاء كنت احسبها نجوم وشموس وأقمار وعندما أصل إلى كهفها المظلم المعلق في غيب مكلل باللا محاط :تستقبلني لبؤتي ، تزأر في وجهي ، يختلط فى زئيرها الغضب و الرغبة ، تخمش وجهي ،تعاقبني على غياب ، تسامحني ثم لا تهدأ أبدا ، تغازلني كالساقطات وهى تفتح أجولة الهدايا التي كنت احملها على ظهري كالأوزار ، تتعطر من قنينة مسكونة بأرواح عشاق ماتوا جميعاً محرومين، تتزين بحلياتى ،تنفض السحاب و تعيد نثر ه تختار لي حشية من الثلج وتترك لي نهد يشتعل ويشعل وجناتي ، أغرق فيه وفيها وتغرق بي وتهوى عندما يذوب الثلج ، أتعامى عندما يصير الفضاء بحراً من النور ،افتح عيني بصعوبة ، أرفض العودة لمكان لا أعرفه ! لم اترك فيه ، ولم يترك لي شيء يوما لأذكره! و لم تجف لي على أسطحه أي حبات عرق ، و لا تساقطت لي على واجهاته أي سوائل من عصير الروح ولم تتكاثف لي في فضآءته خيوط من أدخنة النفس المحترقة.
أرفض العودة مجدداً ، وادفع بيدي المتقاطعة ذلك الضوء عن عيني التي لا تريد أن ترى إلا مكان أنا مصنوع منه و هو منى منذ الأزل ، أرفض العودة حتى لا أرى وحدتي عارية بجواري و أمرآة في مواجهتي و خلفها جدارية لشبح اعرفه أحيانا، و أحيانا لا أعرفه.

شريف الغرينى

×××××






نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف













تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

إلى قطتي

10-أيار-2010

مخاتلات القلوب

13-نيسان-2010

الحمَام مشترك

03-نيسان-2010

سرد / جدارية شبح

19-آذار-2010

بلاى بوى

22-أيلول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow