Alef Logo
ابداعات
              

الصيفُ مرَّ بغيمتينْ

عمر يوسف سليمان

خاص ألف

2010-09-13

الصيفُ مرَّ بغيمتَينْ
لمْ يجمعِ النَّدَفَ الطَّرِيَّ
لكيْ يدفِّئَ نبضَهُ في عزِّ كانونٍ
ومرَّ ولمْ يخلِّ سوى لهاثِ الغيمتينْ
من حقِّ بعدي الآن يسألُ: كيف حالكِ؟
كيف حالكِ؟
مرةً أخرى
وأيلولٌ يعمِّدُ بالمياهِ عصاهُ
هذا الطَّقسُ طِقسٌ
والندى ينسلُّ من جفنِ القرنفلِ عاكساً دمعَ الفصولْ
أترينَ ما يعلو جبينيْ من قساوةِ ما اكفهرَّ من السنينِ؟
ترينَ صوتيْ ما يحشرجُ فيهِ من عزمِ السجائرِ؟
معطفيْ المملوءَ من عتمِ اللياليْ؟
كم تغيرنا!
يطلُّ الآنَ هذا الدربُ، مقعدُنا وأشجارُ الحديقةِ
ما تغيَّرَ غيرَنا شيءٌ
ونحن القادمانِ المطرقانِ يفيضُ حزنُ النايِ من أحداقِ لَوْعَتِنَا
صحيحٌ كيفَ حالكِ؟
فوقَ مقعدنا سنهربُ مِنْ عباراتٍ نقشناها بدمعِ الكحلِ...
إنَّ العائدينَ إلى البيوتِ يوضِّبونَ الإكتئابَ منَ الشوارعِ
هادئينَ وبينَ أيديهمْ منَ الأكياسِ ما يكفيْ لعبءٍ قادمٍ
والعائدون لهمْ مجالسُ، طفلةٌ، طفلٌ أمامَ برامجِ الأطفالِ
ألعابٌ وأغنيةٌ وضوضاءٌ وضوءٌ
ما سيدفئُ وحشةَ الطرقاتِ
يدفئُ ما تهيِّئُ زوجةٌ مع زوجها قبلَ الشتاءْ
هذا الشتاءُ كأنه قاسٍ قليلاً
كيفَ حالُكِ؟
والمدينةُ قد خلتْ من غيرِ عشاقٍ
أطلُّوا كالحمامِ على المقاعدِ
ليس تؤويهمْ بلادٌ
هم بلادٌ للبلادِ
وهم كغزلانِ المسافةِ في تعرِّي البرتقالْ
ما جفَّ من قمحٍ نعمْ قدْ جَفَّ
لكنْ كيْ يَذرَّ البذرَ فينا حكمةً
حتى نمرَّ أمامنا مثلَ الصغارِ الهاربينَ من المدارسِ
لن نُعَاتِبَنَا
لأن الإنصرافَ الآنَ حلَّ
ونحنُ نحنُ الآنَ
أشتاقُ التَّهَوُّرَ والجنونَ ورحلةً في الصيفِ
مزحَ الطيشِ قربَ النهرِ
شِلَّةَ ضائعينَ وعارفينَ
وأن نتوهَ عنِ الرفاقِ على مخاتلةٍ لقلبينا وأنْ...
ماذا سأذرفُ بعدَ هذا العمرِ؟
هشاً مثلَ تمثالٍ من الأزهارِ
أنظرُ شامخاً مثلَ الغروبِ
ودامعاً مثلَ الغروبْ
شيخٌ صغيرٌ، لحيتيْ غَطَّتْ على ذقنِ المرارةِ
-كم قرأتَ؟
-قرأتُ ما يكفيْ
-وتكتبُ؟
-ليسَ ما يكفيْ
وأعملُ
صارَ للأشياءِ مرآها
ومرأى خصَّ مرآها بقلبيْ
لم أقلْ عنْ غربةٍ كبرتْ كثيراً في غيابكِ
كي تعلِّمَنِيْ أكونَ مع العواصفِ نمرَها
ومع الصغارِ نسيمَ آذارَ
الذيْ قد لاطمتهُ قُبَيْلَ أن يأتيْ العواصفُ
غربتيْ: تأويلُ نفسيْ
كيفَ حالكِ؟
واستدرنا
كيْ نديرَ عيوننا كالغائبينَ إلى الغيابْ
من حقِّنا نمشي لخمسِ دقائقٍ
فهناكَ أشجارٌ من الليمونِ
أقفزُ كيْ أقطِّفَ وَرْقةً أخرى
ونضحكُ ثمَّ نبسمُ ذَاكِرَينِ ودامِعَينِ
ككرمةٍ بينَ الضبابْ
من حقِّنا نصغي ونمضيْ
أنتِ في جهةِ الشمالِ
أنا إلى غَسَقٍ يغطيْ البرتقالْ
ووراءنا بردُ الحديقة
هذا الشتاءُ كأنه قاسٍ كثيراً في الحقيقة




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الشاعرة جوزيه حلو.. حينَ يصبح الإيروتيك كائناً ومرآة

17-حزيران-2014

لن أفتح قلبي الآن

27-كانون الثاني-2014

إذا لم تستمرَّ الحرب

21-تشرين الثاني-2013

الشعر السوري في جحيم الثورة والحرب

07-تشرين الأول-2013

منشورات على حائط مَنسي

27-آب-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow