Alef Logo
الغرفة 13
              

حفلة كوكتيل بمناسبة جلاء آخر سينمائي

أيهم ديب

2006-04-23

حول ملف الفساد في مؤسسة السينما
أنت تسأل وهم لا يجيبون
أسئلة في الغرب وإجابات من الشرق وتظل الحيرة سيدة الموقف
ألف حاورت الأستاذ محمد الأحمد ،، وسينشر الحوار قريبا
تعليقات أيهم ديب الطريفة، ومقالته التي تلي هذه المقدمة أقنعتنا بأن ملف الفساد في المؤسسة سيظل مفتوحا حتى نستكمل كل عناصره، أجرينا حوارا مع الأستاذ محمد الأحمد قام بالرد على منتقديه ولكنه تفادى وبطريقة ذكية جدا كل ما جاء في ملف الفساد في مؤسسة السينما وكل ما جاء من تعليقات لا نشك أبد في أنه اطلع عليها اطلاعا معمقا. أسئلة كثيرة طرحها الزميل أحمد خليل لم يرد عليها بشكل مقنع وإنما رد بشكل موارب وكأنه فسر الماء بعد الجهد بالماء. الأسئلة الواردة في الملف كثيرة فقد جاء حرفيا إن أول ما قام به محمد الأحمد هو إبعاد السينمائيين الذين لا يحبهم وقرب سينمائيين كان مدينا لهم وسدد الفاتورة، ثم جلب عشرات الموظفين الأميين والأميات إرضاء لمعارفه من مسؤولي الأمن إلى حلاق حارته وهذا لم نجد جوابا عنه بل تهربا من الإجابة بطريقة ذكية.
كما جاء في الملف أنه أفسح المجال لسكرتير مكافح تمكن من أن يصعد السلم دفعة واحدة، حين بدأ يرسله إلى المهرجانات العالمية بصفة ناقد سينمائي كنوع من إهانة لقبه السابق، وهذا الشاب لم يكتب سطرا في حياته، كما قدم أعطيات لمعاونيه بتوزيعهم على المهرجانات العربية وأقربائهم على الأفلام بصفات مدراء إنتاج أو مساعدي إخراج، هناك مستخدمون تحولوا إلى مدراء إنتاج. أيضا لم يرد على ذلك، كما أنه لم يرد على ما جاء في الملف حول وجود فساد حقيقي ولكن لا يمكن التحقق منه بسبب وجود إداريين يخرجون كالشعرة من العجين: أوراق وفواتير رسمية، ورشوة لكل من يكتشف تجاوزات مالية على مبدأ "طعمي الفم تستحي العين"، يكفي أن نسأل كيف لموظف حكومي في المؤسسة أن يصبح مليونيراً في خمسة أعوام؟
وجاء أيضا "لو حسبنا البلدان التي سافر إليها مع حاشيته والكلفة المالية لهذه السفريات لذهلنا من الأرقام حقاً، والمشكلة إن المؤسسة تراجعت إلى الوراء، فكل هم محمد الأحمد انتظار المهرجان ليستعيد زعامته التلفزيونية، وصرف ملايين الليرات على ضيوف أكل الدهر عليهم وشرب،" أيضا لم يأت على ذكر كل ذلك والأمثلة على ذلك كثيرة. فهو لم يأت الأستاذ السينمائي صلاح دهني الذي كتب أكثر من مقالة حول المؤسسة و لم يقم يرد عليه. وقد اكتفى بالرد على نبيل المالح وكأن هناك ثأرا بينهما. فكلما واجهه زميلنا أحمد خليل بسؤال يحيل الإجابة في التشهير بنبيل المالح دون أن يعطي جوابا شافيا.
إيمانا منا بحرية الصحافة سننشر رد الأستاذ محمد الأحمد ولكننا أجلنا نشره ليتسنى للأستاذ نبيل المالح الرد على ما جاء في اللقاء من اتهامات مالية وغير مالية ضده.
من أجل ذلك سيظل الملف مفتوحا للجميع، لريمون بطرس الذي صمت، بعد كل المقالات التي أشرف عليها وكلف بها في جريدة النور عددا من الكتاب والتي سنعيد نشر بعضا منها هنا لإلقاء مزيدا من الضوء حول بعض الجوانب التي ما زالت خافية.
المشكلة ليس في طرح السؤال، المشكلة في كيف تجيب عليه. إذا كنت ماهرا تستطيع وكما يفعل معظم السياسيين العرب وغير العرب، تسألهم في الغرب فيجيبونك من الشرق وتخرج وليس في جعبتك سوى كلام لا طائل منه ولا يشفي غليل أحد.
ما لم يجب عنه السيد الأحمد مطلوب الإجابة عليه ممن يهمهم الأمر، مخرجو المؤسسة المستبعدون والذين لم يعطوا فرصتهم بعد لهذا السبب أو ذاك، المجال مفتوح للجميع، فهل يتجرأون.
ملاحظة أخيرة ليس للأستاذ خليل صويلح علاقة بملف الفساد المنشور في الموقع.. واتهامه بذلك هو نوع من الهروب من إجابات على أسئلة أكثر أهمية.
المشهد السينمائي السوري: مهرجان دمشق ومؤسسة السينما. - أيهم ديب
مهرجان دمشق:
في السنين السابقة لثورة الاتصالات وقبل أن تعلن الشركات العبرة للقارات سياسة العولمة كان الحديث عن مهرجانات السينما في العالم يشبه الحديث عن حفلات الملوك التي كانت تحقق العدالة الإنسانية لسندريلات العالم المليء بالحلم والظلم. كان حلم المشاركة في هذه المهرجانات والعودة بقصص خرافية عنها كفيلا بجعل الجميع يعمل حتى في ظروف قاسية -لا تتناسب والمخيلة الشعبية عن عالم الفن الترف- يحدوهم أمل أن ثمة مكان ما في الأرض قد تشرق فيه شمسهم على العالم.
شبكات الأخبار وتلفاز الحقيقة وأقنية الترفيه بأنواعها عملت على تفكيك أي أمل لسندريلا بحفلة ملوكية. أصبح على سندريلا أن تشاهد الحفلة منقولة على الفضائيات من منزل خالتها دون أي فرصة لأن يراها الأمير الذي تملأ صورته الشاشة دون أن يلاحظ الفتاة الصغيرة.
انفتاح السوق وآليات التحليل لاقتصاد السوق الحديث قادت إلى اكتشاف ما يشبه في الكيمياء فورمولات العناصر والروائح الطبيعية فتمت إعادة إنتاج هذه الصيغ لإنتاج مركبات صناعية تحمل النكهات الطبيعية: مهرجانات أفلام قصيرة، مهرجانات أفلام الدقيقة الواحدة، مهرجانات أفلام الحب، مهرجانات أفلام المرأة، مهرجانات أفلام الأطفال، مهرجانات أفلام تحت الماء، مهرجانات بورنو، مهرجانات الكاميرا الخفيفة، مهرجانات أفلام التلفون الخلوي، مهرجانات سن اليأس، مهرجانات فيلم العائلة، مهرجانات سينما المؤلف، مهرجانات فيلم الرجل الواحد، مهرجانات أفلام وثائقية، مهرجانات أفلام على الانترنيت، مهرجانات أفلام القرية، مهرجانات أفلام العطلة، مهرجانات أفلام سينما الهواة، مهرجانات أفلام السينما الحربية، مهرجانات السينما الوردية، مهرجانات أفلام الساحل السوري، مهرجانات أفلام الرحلات، مهرجانات أفلام السينما السوداء، مهرجان أفلام لم تربح جوائز، مهرجان أفلام نص نص، مهرجان أفلام لا بأس، مهرجان الأفلام الأولى، مهرجان الأفلام الأخيرة، مهرجان السينما الكروية، مهرجان سينما المرأة العربية، مهرجان سينما المرأة من أصل عربي، مهرجان سينما امرأة متزوجة من عربي. مهرجان دمشق، مهرجان روما، مهرجان أوسلو، مهرجان حلب، مهرجان مرسيليا، مهرجان غوطة دمشق، مهرجان جبال اللب، مهرجان النشابية وأنت رايح على طرق المطار.
كيف نرى مهرجان دمشق؟ ماذا ننتظر منه؟ أسئلة أستطيع الإجابة عن بعضها مقابل المال الذي يستحقه المواظب. وبعضها أستطيع الإجابة عنه من باب الشراكة بالمواطنة.
أولا جعل المهرجان سنوي أو كل سنتين يشبه الاجابة عن السؤال: أين تضع الحصان من العربة. عادة تقوم بعملك تنجز عملك وتقودك النتائج إلى تصنيفك المناسب. في الملاكمة يوجد تصنيفات للاعبين. وهذا لا يبخس من قيمة النصر. الأولمبياد تقام كل أربع سنوات منذ قرون وما تزال تعد أهم حدث رياضي ولم يقد حدس القيمين عليه الاقتصادي ولا طموحهم إلى تغيير تقاليدهم في هذا الشأن. لا أقصد أبدا المساس بهيبة وطموح مهرجان دمشق ولكن قبل تحويله من بينالي إلى سنوي ودولي على المهرجان أن يستحق التسمية وليس أن يحصل عليها بمرسوم رئاسي. علينا أن ننظر ما الذي سنقدمه للعالم عندما نقول بعالميتنا، علينا أن نفكر بسياسة الصناعة السينمائية في سوريا اليوم وغدا، أن نفكر بصالاتنا وجمهورنا وبما نحن عليه وما نريده من الآخر وما نتوقعه منه. في أفلام الأطفال كنا نرى الشرير يهرب من السباق إلى شارع خلفي حيث يركب دراجة ويتوجه إلى خط النهاية. ولكن عندما يتم تقليده الوسام ستنكشف خدعته عندما يصل الأبطال الحقيقيين لأن العبرة ليست بأن تكون على خط النهاية وإنما أن تكون في السباق وتربح في السباق. قد يرى كثير من السوريون اليوم أن العبرة هي في خط النهاية وبعدين بيحلها الحلال. هذا قاد إلى شراء الشهادات والمناصب والأوسمة والتشريفات وإلى الكثير من الفساد الذي يهدد البنية الاجتماعية لبلدنا على المستوى الأخلاقي والعملي.
عروض سينمائية أم استعراضات؟
هل تفتح لنا العروض السينمائية أسواق جديدة هل تؤمن لنا شراكات في العمل مع صانعي السينما في العالم؟ هل تحقق للسينمائي –و ليس للسياسي- أي خدمات منظورة أو مستقبلية؟ أم أن الشعار المرفوع دائما بتبييض وجه سوريا يمكن أن يمرر أي مشروع و يساوي بين معرض دمشق الدولي وبطولات الفروسية ومهرجان دمشق السينمائي. فهي كلها ترفع اسم سوريا ولكن قبل الاحتماء تحت الشعارات الكبيرة هل ينجز هذا المهرجان جزء أيسر من رفع اسم سوريا والمقصود هو هل يستطيع أن يقدم خدمات على مستوى المجال السينمائي وليس على المستوى الوطني بمختلف أطيافه وآماله؟ انشغالي بك شغلني عنك!
جوائز وترشيحات عربية:
خلال نقاش مع مجموعة من الفنانين حول الفن الاستهلاكي واستهلاك الفن تطرق الحديث إلى الأزمة المالية التي أصابت الغرب في العقدين الأخيرين وتخلي الحكومات الغربية عن رعايتها ماديا وإعلاميا وكيف ترافق هذا مع انفتح سوق الفن والمتاحف على سلع ذات طابع استهلاكي مثل الموضة والمنتجات المنزلية تمثلت بتقديم معرض استعادي لمنتجات جورجيو أرماني في متحف الفن المعاصر في نيويورك. كان التحليل من احد العاملين في مجال إدارة الأعمال الفنية شبه حاسما (لقد سقطت الشيوعية وانفرط الاتحاد السوفيتي) لم تعد السياسة الغربية معنية بالدعم الوطني للفن بعد أن سقط الاتحاد السوفيتي. لقد أدت الدعاية عن العالم الذهبي خارج السور الحديدي إلى إضعاف القوة الداخلية للشيوعية بإخضاعها للجاذبية الرأسمالية. منذ ذلك الحين والفن متروك لاقتصاد السوق. هذا المقطع أسوقه للمقارنة والاحتكام وليس للارتهان به أو ليصفني أحدهم بالبارانويا. الحديث يشحذ العقل والقلب.
مؤسسة السينما:
تصادف أني درست لحساب مؤسسة السينما وأني أعمل الآن لصالح مؤسسة السينما وهذا يعني على الأقل أن مصالحي كتب لها أن تتماهى مع مصالح مؤسسة السينما فتكون قوتي من قوتها وبالعكس. وهذا ما قاد في غير مكان إلى سوء فهم مع بعض العاملين في المؤسسة وبعض العابرين والبعض الخارج إطار المؤسسة. فأناي تختلط بأنا المؤسسة ويصعب فصلها بسهولة كما يرتئي البعض الذي تربى على أنا الجماعة وصيغة الغائب. عندما أطالب مدير الإنتاج بدورة تدريبية أو بالتصريح عن خطط المؤسسة الإنتاجية يحب الأخير أن يعاملني بصفتي الشخصية أيهم ديب فأبدو أناني وخنزير. وعندما أقول أن واجب الإداري أن يعمل لمصلحتي ينقل الخنازير كلامي هذا على اعتبار أني سليل عائلة إقطاعية أو عسكرية أو مجنون بداء العظمة. ولكن الأمر أبسط من هذا فأنا مدير تصوير في مؤسسة السينما وبقدر ما أستطيع أن افعل أنا ومن هم مثلي فإن المؤسسة ستكون. إن الحديث عن فنان بصيغة الغائب هو ضرب من الغباء عندما يكون المخاطب أمامك وجها لوجه. ففي دفاع إداريي المؤسسة عن الفن لم يصدف أن تقابلنا كثيرا أو قليلا. وهذا يشمل الكثير من أصدقائي الفنانين. فعن أي فن بدون فنانين يتحدث هؤلاء.
يبقى موضوع أن نكون فنانين حقيقيين أم لا مثل الخيانة رهن بالزمن فقط. وعليه فإننا نستند إلى مقاييس اجتماعية واضحة ومتعارف عليها ممثلة بالوثائق والشهادات التي تؤكد مقدار الوقت والجهد المكرس في مجال من المجالات. يملك الشارع كلمته أيضا ولكن كل هذا مرهون بالزمان والسياق وعذابات النبيين مثال حي على تقلب الأحوال بين الخليقة لهذا يبقى القانون هو المرجع البديل إلى حين يحق الحق.
لهذا عندما نقول فنان أو سينمائي فإننا لا نقصد قيمة تاريخية لا يأتيها باطل من بين يديها أو خلفها ولكن لتمييزهم عن المتعيشين من نظام المؤسسات الحكومية والذين لا يجدون ضيرا في تقسيم المكاسب لعدم شعورهم باستحقاقها إلى الحد الذي يبدون فيه أكرم من كرماء العرب وهم يحملون الهدايا إلى أولي الأمر من المؤسسة وخارجها. عندما يعمل الفنان في فيلم لا يشعر أن من واجبه أن يشاطر أجره مع أحد وعندما يخرج من عمله في فيلم فهو يرغب في العمل في فيلم آخر. وهذا ليس من علامات الجشع ولكن من سياق الحياة. ولكن عندما يقوم صعلوك بتسمية نفسه ما ليس هو أهل له فإنه يحصل على أجر الفنان ويتقاسم نصفه مع من كرَسه فهو في حسابه رابح على كلا الحالتين. هذا يجعل من الفنان وغد وفاجر ويجعل من هؤلاء ضحايا وشهداء في مكنة الفن القذرة.
لماذا في مؤسسة السينما 30 سينمائي أو أقل و300 موظف؟ وما هو حجم عمل السينمائيين إلى حجم عمل الموظفين؟ ما هو حجم إيفاد وتدريب السينمائيين إلى حجم إيفادات الموظفين وكلهم أقارب ومقربين. ما الذي يحصل عليه السينمائي عندما لا يعمل في السينما؟ ما عدد فرص عمل السينمائي إلى عدد فرص عمل الموظف. أنا لا أتكلم عن فنانين ضحايا وإنما أتكلم هنا عن مهنيين يبحثون عن مصالحهم التي صادف أن تكون مثل مصالحي متماهية مع مؤسسة السينما التي برغم كل الدعم الذي يقدم لها وللفنان ما تزال تسير إداريا وكأنها جزء من آلية حكم نسعى الدولة جاهدة بعهدها الجديد إلى تغييرها.
عندما يدخل الفنان إلى مؤسسة السينما لا يدخل كملاك أو ناسك بل يدخل كأي إنسان مملوء بالطموح أو التردد أو رغبة المنافسة وتحقيق الذات، ممزوج ببخله أو كرمه، بكياسته أو ثقالته، بنضجه أو تفاهته، بعنفه أو هدوئه. متحرر أو متعصب، تقدمي أو رجعي، مزيف أو حقيقي. فليس الفن صفة جامعة مانعة للإنسان كما يحب العض أن يتخيل أو يرى. لهذا عندما نقول عن الفنان وحق الفنان فإننا لا نعطي حكم قيمة وإنما وصف تقني.
كيف توضع الخطط الإنتاجية وتحل المشاكل المهنية بغياب السينمائيين أنفسهم!
فمنذ سنوات لم يعقد اجتماع مهني للسينمائيين- ولا حتى حفلة تعارف- تسمح للسينمائيين بمعرفة بعضهم البعض على الأقل أو بما يسمح بطرح توجهات المؤسسة وشرح وضعها المالي أو الفني والتقني للمجموعة السينمائية المعنية أولا وأخيرا بوضع السينما والمؤسسة. نلتقي بعضنا فرادى ونتحاشى بعضنا فرادى مما يسبغ جو شخصي على علاقات العمل. وهذا يفسح المجال واسعاً أمام أشكال إنتاجية لا تمت للمهنية وأصول المهنة بصلة من محسوبيات وتحزبات غير سوية - حتى لا نصفها بالفساد.
البعض يتندر حول الرغبة المستميتة للجهاز الإداري -في المؤسسة- في شراء أجهزة من كل الأنواع وبلا حساب ويقال أن الغاية هي صرف ما يحتاج عشر سنين في سنة واحدة مما يؤمن هامش ربح أعظمي قبل أن يحالوا إلى التقاعد أو يتركوا العمل وهكذا لا يتركوا لمن يأتي بعدهم أية فرصة لشراء أي شيء وبالتالي يحرموهم من فرصة جني أية أرباح إنهم يتسلون ويكيدون للمستقبل حتى.
وعندما يجري الحساب على البيدر يتهم السينمائي بالتقاعس والجهل والبطر فالدولة الطيبة تلبي كل متطلبات الفنان التقنية والإنسانية وهذا الحيوان كحمار يحمل أسفاراً! إذا كان فشل السينمائي مرهونا بالفيلم وعلى الشاشة، كيف نستطيع أن نشير باليد ونقول هنا فشل الإداري؟ فليتفضل الإداري وليسطر لنا تاريخ نجاحاته؟
كيف يستطيع أن يرويها ويصفها ويسلسلها؟
يحق للسينمائي السفر والاطلاع والاستفادة من الرعاية التي توليها له الدولة –مشكورة حكومة ومواطناً- دون أن يحجبها عنه الإداري أو يساومه عليها أو يحول دونها.
لماذا تبدو مؤسسة السينما منقسمة بين فنانيها وإداريها! لأن إداريها يعملون جاهدين على تعقيد ما سهلته القوانين ويتسببون بخروقات تؤدي حتماً إلى الإضرار بمصالح الفنان دون أن تخدم المواطن. فالإداري غالبا غير مجاز وهمه – مثل الجميع – هو مصلحته التي غالبا لا علاقة لها بالسينما فأولاده وأصدقائه وأسفاره وندواته واحتفالاته وتطلعاته هي كلها لتكريس ربحه المادي المجرد. في حين أن سفر السينمائي يعني تسلية للسينمائي ومال ومعرفة تنعكس في عمله. الإداري يعترض ويقول ونحن أيضا نريد أن نلحس أصابعنا!! والفنان يجيبه ماذا فعلت في حياتك لمثل هذا اليوم حتى تلحس أصابعك يا صديقي؟ وماذا يفيد السينما عندما تلحس أصابعك يا صديقي؟ وما هو عدد أصابعك يا صديقي؟ وهل أولادك وزوجتك وأولاد الحارة هم جزء من مشروعك الوطني في التنمية والتأهيل؟ أنا لم أر بعد إداري في المؤسسة يعطي فرصة عمل لعابر سبيل! أنا لم أجد واحد من فنيي المؤسسة يحصل على أجره قبل أنسباء الإداري المسجلين على الهوية في الغالب! ماذا يريد السينمائي من مؤسسة السينما؟ أنا أحصل على أجوري في الوقت وأتمتع بعلاقة طيبة مع - السيئي السيط - الأخوة دك الباب
أفهم من حيث يقفون – إدارة مالية- ولعهم بالمال وتكتيكاتهم التي تتسم بالحنكة والنفعية وأجد أن هذا أكثر اتساقاً مع طبيعة عملهم مما أجده في مدير إنتاج المؤسسة أو مدير النصوص والسيناريو وليست العلاقة الطيبة هي التي تحكم رأيي ولكن عندما يعمل مسؤول السيناريو على حرمان الفنانين من مخدم الانترنيت بحجة الرقابة والأمن ويعرض علينا أن نتصفح – على الرحب و السعة- أي موقع ساعة نشاء في مكتبه. وعندما يقول في اللجنة الفكرية أنه لا يهوى الأفلام التجريبية أعتقد أننا بصدد شأن مهني وأخلاقي. وعندما يتجاهل مدير الإنتاج مصالح السينمائيين لصالح مصالحه – حتى كنقابي عن الفنانين – هذا يسبب عنف مهني يدعونا إلى وقف التمديدات والتعاقدات التي تصيب الإداري و تخطئ الفنان و التي يحضرها الإداري قبيل موعد تسريحه. و لهذا نطالب أن نسأل في شأننا حتى لا يساء تقديمنا أمام الحكومة و المواطن. لا يحق لنا نكران حق العمل للجميع عندما هناك عمل و عندما العمل في السينما و للسينما. لا يحق لنا أن نعترض على رغبة احد بالارتقاء و لكن هذا يكون فينا و منا و ليس علينا و ضدنا.
ما هي خطة المؤسسة لتجاوز نقص الخبرات؟ الاستعانة بفنانين أجانب؟ أم حجب الدورات التأهيلية و حصرها بذويهم ؟
ما الذي تفعله المؤسسة لفهم السوق المحلي و متطلباته؟ الإصرار على ضرورة إنشاء سينمات فخمة ؟
ما الذي تفعله المؤسسة لتسويق الفيلم السوري؟ تجزم أنه غير قابل للتسويق ؟
ما الذي تنتظره المؤسسة من المستقبل القادم؟ سديم؟ تحويل المؤسسة إلى مؤسسة خدمية حكومية تصبح فيها الأدوات بقرة حلوب مثل باصات البلدية في يد الإداريين و يذهب السينمائيون إلى بيوتهم؟
ما الذي سيفعله المديرون عندما يغادر السينمائيون المؤسسة؟ حفلة كوكتيل بمناسبة جلاء آخر سينمائي! هذا يبدوا ظريفا عندما نتقابل في الصباح في المؤسسة و نضحك و نتراهن على أهمية هذا السجال. لكن كما قال السيد نبيل المالح : ( الوزير يعيَن وزيراً و المدير يعيَن مديراً أمَا الفنان فيكون و لا يأخذ أحد هذه الكينونة منه و لا يهبها.)





































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نص / هذاينات حكيمة

24-نيسان-2006

حفلة كوكتيل بمناسبة جلاء آخر سينمائي

23-نيسان-2006

سينما / هذيانات شخصية عن السينما السورية

23-نيسان-2006

سينما - المشهد السينمائي السوري- إصلاح السينما بالسينما !

08-نيسان-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow