Alef Logo
يوميات
              

دائرة الطباشير

سوزان إبراهيم

خاص ألف

2011-05-04


أظن أن كثيرين منّا يتذكرون مسرحية دائرة الطباشير التي يقف في مركزها طفل وعلى طرفي محيطها تقف امرأتان تدعي كل منهما أنها الأم الحقيقية للطفل. يطلب القاضي من المرأتين أن تشد كل منهما الطفل من يده باتجاهها, ومن تتغلب تكن الأم الحقيقية.
اندفعت إحداهما باتجاه الطفل تشد يده بقوة إليها, بينما تراجعت الأخرى إشفاقاً عليه وتخلت عن أمومتها مقابل عدم إلحاق الأذى بطفل قلبها. هكذا تمكن القاضي من اكتشاف الأم الحقيقية!
فمن هي الأم الحقيقية لسورية الجميلة اليوم!؟
إنهم الفقراء البسطاء الملتصقون بالأرض, أبناء تراب الوطن الذين لا يملكون جوازات سفر, ولا جنسيات أخرى, ولا يحلمون بارتقاء ظهر موجة السلطة أو المعارضة, البسطاء الذين لا يقدرون على شراء بيت صغير في وطن يحبونه حتى العشق مهما قسا ....
***
في مركز الدائرة يحشرون المثقفين والأدباء, وتمتد أيدي الكل لتشدهم إلى ساحة دون أخرى, إلى موقع دون آخر ... يلهثون لتحويل المثقف أو الأديب إلى رجل سياسة..
ما أعرفه أن المثقف أو الأديب يجب ألا يكون بيدقاً يتحرك على رقعة الشطرنج, إلا إذا كان كذلك بمعنى أن يتموضع مع تضاريس الواقع لا أن ينفصل عنها, ويتحفنا بالتنظير, ولكن يجب ألا تسوقه الأحداث على الأرض إلى حيث يريد الآخرون.
المثقف ليس رجل سياسة ليكون مع أو ضد, إلا إن أراد أن يكون سياسياً .. هذا لا يعني أيضاً أن لا يكون صاحب رأي أو موقف, وهنا تكمن عقدة المثقف, يجب ألا ينخرط تماماً بالواقع, ويجب ألا ينفصل عنه...
عليه ألا يلصق وجهه بمرآة الواقع ليتمكن من رؤية كل الأبعاد..
***
بعض المثقفين والأدباء يجيدون الوقوف على طرفي النهر, قدم على هذه الضفة, وقدم أخرى على تلك!
أحترم وأقدّر كل صاحب موقف جلي إن كان مع أو ضد, طالما هو ينطلق من قناعة حقيقية يدافع عنها. أحترم من اندفع باتجاه السلطة القائمة أو النظام للدفاع عنه والوقوف معه, وأحترم أيضاً المعارض الحقيقي المؤمن بمشروع التغيير والإصلاح ونزل إلى الشارع يطالب بكل ما يريد تحت سقف الوطن.. لكن ما لا أفهمه أن يكون أحدنا قادراً على الوقوف هنا وهناك يميل حيث تميل كفة الميزان.


كيف أتعامل مع من ينظّر مع أو ضد من على طاولة مقهى.. من وراء مكتب وصل إليه في ظل الوضع القائم, ثم ينظّر في الديمقراطية والحرية؟!
هل أعاني برأيكم من نقص في هرمونات الفهم؟!
سوزان ابراهيم
خاص ألف
[email protected]


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قنابل مسيّلة للوطن

17-آب-2011

لقطات سريعة

10-آب-2011

وما زال الموت مستمراً

03-آب-2011

لماذا الأشهر الحرام؟

27-تموز-2011

اللعب بالنار وأصابع الوطن

20-تموز-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow