Alef Logo
يوميات
              

اللعب بالنار وأصابع الوطن

سوزان إبراهيم

خاص ألف

2011-07-20

مما لا شك فيه أن هناك نقاطاً كثيرة يتفق عليها جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية, ومنها وجوب إلغاء المادة الثامنة في دستور الجمهورية العربية السورية, والتي شكلت مكان التقاء المعارضة بكل أطيافها داخل سورية وخارجها, بالإضافة إلى كل مواطن عاقل يؤمن بأن الحياة تتطور وتتحرك وأن الكبير يشيخ وأن الطفل يكبر.
ما يثير الاستغراب وربما الريبة تلك التصريحات التي تتجاهل بل وتنسف كل ما أجمع عليه السوريون وفي مقدمتهم القيادة السياسية في قمة هرمها.. فيطلع تصريح هنا وآخر هنا أيضاً ليقول: إن الشباب السوري يرفض رفضاً قاطعاً إلغاء المادة الثامنة من الدستور والتنكر لكل مكتسباتنا التي أنجزت خلال العقود الماضية (ربما هذه ليست حرفية التصريح لكنها تقدم المعنى والمغزى المراد تماماً)!
بداية سأقول: أنا شخصياً أعترف بأن ما بني خلال العقود الماضية كبير وكثير, لكن لا علاقة لهذا بالمادة الثامنة التي لم تعد قادرة على الصمود بعد كل ما جرى, والسوريون كما أظن لا يتهجمون على فكر الحزب بل على انتهازييه وسارقيه. لقد اضطر كثير من السوريين للالتحاق بقطار الحزب بسبب العجرفة التي مورست بحصر المرور إلى كل شيء في الوطن عبر سكته الحديدية وسكته فقط, فكثر الانتهازيون بل والمخربون داخله. ليس فكر الحزب إذاً ما يعترض عليه السوريون, بل تحوله من قوة بيد الشعب إلى قوة فوق الشعب.
إن منطق الحياة الذي يقول لا نستحم في النهر مرتين, بسبب جريانه المستمر, يتعارض ومنطق هذه المادة التي تريد معاكسة القانون الطبيعي. لكي ينجو حزب البعث العربي الاشتراكي عليه أن يعيد بناء قدراته وكوادره وغربلة منتسبيه, وأن يعود إلى صفوف الشعب التي انطلق منها ليعاود الكفاح من أجلها لا بها.
أعتقد أن الدافع إلى مثل هذه التصريحات ينطلق من نقطتين رئيسيتين:
*الأولى: أن هؤلاء سيفقدون ما حازوه دون بقية الشعب من مكتسبات وامتيازات وجوازات عبور فوق القانون.
*الثانية: أن مثل هؤلاء يكيدون للوطن بتجميل الصورة وغش القيادة السياسية- عن وعي أو عن غير وعي- وأعتقد أن أعدادهم كثيرة وهم يتحملون نسبة كبيرة من أوزار المرحلة السابقة.
أكاد لا أستوعب وجود مثل هؤلاء الناس- مهما كانت دوافعهم وأسبابهم- على أنه حقيقي, فبعد كل الدم السوري الذي أريق كيف يجرؤون على اللعب بمصير الوطن والمواطن!! مثل هذا اللعب بالنار لا يحرق أصابع مرتكبيه بل أصابع الوطن وقلبه.
سوزان ابراهيم- خاص ألف
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قنابل مسيّلة للوطن

17-آب-2011

لقطات سريعة

10-آب-2011

وما زال الموت مستمراً

03-آب-2011

لماذا الأشهر الحرام؟

27-تموز-2011

اللعب بالنار وأصابع الوطن

20-تموز-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow