Alef Logo
يوميات
              

أيُّ دولة؟ أي دمى قراطية؟

سوزان إبراهيم

خاص ألف

2011-05-11

ثمة قول مأثور عن حكيم القرن العاشر الحاخام سعادية غاؤون: " إن أمتنا لم تصبح أمةً, إلا بفضل الشريعة" ...
سأسأل أنا الآن: لولا القرآن وشريعة محمد هل صار العرب أمة؟!
نرفض ما تقوم به إسرائيل من إعلانها يهودية دولتها, أي إقامة دولة دينية, فهل أقام العرب دولتهم إلا على أساس الدين؟
من جهتي أرفض قطعياً أي دولة- مهما كانت- تقوم على أسس دينية أو طائفية, وبخاصة دولة يهودية لأنني لم أقرأ عن تلك الديانة وإلهها إلا الترويج للقتل والفظائع.
لكن ألا يثير الانتباه ما كان قد أعلنه مؤسس إسرائيل هرتزل: " يجب إبقاء الدين بعيداً في عالم مستقل ليتحول سريعاً إلى عمل متحفي " ( من كتاب عروق القدس النازفة لمؤلفه منير العكش )
إذاً ثمة انقلاب حتى عند هؤلاء الإسرائيليين وردّة همجية باتجاه الدين, فخانوا مبادئ تأسيس دولتهم العلمانية, واتضحت عنصرية فكر زعمائهم الجدد, وهذا ما سبقتهم إليه أمريكا بلد الديمقراطيات والحريات وحقوق الإنسان!
لجأت مبادئ تأسيس أمريكا إلى شيطنة الآخر, وتشويه صورته لاكتساب شرعية قتله وإبادته, وهكذا أباد مؤسسو أمريكا 112 مليون هندياً من 400 شعب ( لم يبق منهم بإحصاء 1900 سوى ربع مليون! لقد شنوا عليهم 93 حرباً جرثومية شاملة فأتت على حياة كل تلك الملايين )- كتاب أميركا والإبادات الجماعية لمنير العكش-
أقيمت أميركا على أسس دينية منذ نقطة البداية, ويذكر العكش في كتابه أن الغزاة الأوائل لأمريكا كانوا يُدعون " بالحجاج أو القديسين " وقد اعتبروا العالم الجديد بديلاً عن أورشليم والأراضي المقدسة. وكان العهد الذي عقدوه مع الله على متن سفينتهم الأسطورية may flower ( وردة أيار.. هل لهذا الاسم صلة مثلاً باحتفال إسرائيل بتأسيس كيانها في أيار؟!) هذا هو الأصل الأسطوري لكل التاريخ الأمريكي ومركزيته العنصرية.
مازال كل بيت أمريكي يحتفل بعيد الشكر سنوياً... فتلك هي النهاية السعيدة التي ختمت قصة نجاتهم من (فرعون) بريطانيا و(خروجهم) من أرضه و(تيههم) في البحر و(عهدهم) الذي أبرموه على ظهر سفينتهم مع يهوى ووصولهم إلى (أرض الميعاد).. عيد الشكر هذا هو أكثر أعياد الأمريكيين قداسة.
" إلسعوا أول من ترونه, واستمدوا حياتكم من موته " قول لأرسطفان " الزنابير " 422 ق.م ( عاش أرسطفان زمن سقراط وكتب مسرحية الزنابير ) والزنبور في الإنكليزية هو wasp وهي مجموعة الحروف الأولى من كلمات البيض- الأنكلو- ساكسون- البروتستانت.
ما يثير العجب هو هذا التأثير المرعب للدين وأفكاره وقيمه في حياة الشعوب, ويبدو أنه هو الرابط الأقوى لخلق أمة.. أي أمة!
هل سيبدو منطقياً إذاً أن نحلم ببناء دولة مدنية علمانية تحفظ كرامة مواطنيها مهما اختلفت انتماءاتهم الدينية والطائفية؟!
أليس من العاجل والملّح إحياء فكرة موت الدين؟ أو العمل على إبقائه بعيداً في عالم مستقل ليتحول إلى متحف يضم مؤلفات الماضي؟!
سوزان ابراهيم- خاص ألف
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قنابل مسيّلة للوطن

17-آب-2011

لقطات سريعة

10-آب-2011

وما زال الموت مستمراً

03-آب-2011

لماذا الأشهر الحرام؟

27-تموز-2011

اللعب بالنار وأصابع الوطن

20-تموز-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow