Alef Logo
ابداعات
              

مِصعد الدور الثامن

عمرو حاتم علي

خاص ألف

2012-10-10

(1)
دويُّكِ على السلَّم
الكعب العالي،
المِصعد في الدور الثامن.
الفتاةُ الشقراء،
خرجت للتّو من دوش ساخن.
قطراتُ دم
قرب باب بيتي
لا تطرقي عليَّ بعنفٍ،أرجوكِ،
لن أصحو من موتي.
ابنُ البوّاب،
يتلصصُ علينا من ثقبِ الباب.
البابُ الحديد
في القبو
بصريرٍ مُربك،
يسدُ علينا فوهةَ البئر.
(2)
جسدان،
محشوان في مِصعد
و الفتاةُ الشقراء
أفلتت يدها بحسم
فانقطعت الكهرباء.
أنا و أنتِ،
نسبحُ في الخواء
سأقولُ لكِ شيئاً:
بإمكانكِ سحب جرس الإنذار،
إن لم يعجبكِ حديثي.
حقيبتكِ وقعَت
قرب الباب الحديد
ثمّةَ قطٌ يموءُ بحزن،
على حافةِ جدارٍ مائل.
ابنُ البوّاب
يلعبُ كرة القدم،
منسحباً إلى الدفاع.
حقيبتكِ متسخة
حقيبةُ يدكِ،
الفارّة مني.
(3)
كالُسلَّم،
اصعديني سيلينا.
دويُّكِ،
فوضى الخيول على البرّيّ المُحتضر،
أنا لستُ وعراً.
سيلينا قولي للشقراء:
المِصعدُ في الدور الثامن مُعطل،
منذُ أن سحبت يدها.
جرسُ الإنذار
لم يسمعهُ سوى ابنُ البوّاب،
و هو يصدُ الهدف.
رتلٌ كاملٌ من الولاّعات،
في مدينةٍ مفتوحةٍ على الاحتمالات.
رماديةٌ،
سماءُ مدنِ الحزن.
البابُ الحديد،
ينّز صدأً.
اصعديني سيلينا
جسراً منزلقاً،
إلى الهاوية.
(4)
الدور الثامن،
غرفةٌ بلا سقف.
أنا،
ضجيجُ الشارع في الدور الثامن.
و إن نفدَ معجون الأسنان،
إرمهِ من المِنوَر.
أقترحُ أن ننتحرَ كقطعان الحيتان.
بإمكانكِ طردي من المكان،
إن لم يُعجبكِ الحديث.
ظلُّكِ أنا،
على جدرانٍ بلا ظلال.
القطرةُ الأخيرةُ في قارورتي،
احتواها جوفكِ.
أنا لا ظلَّ لي،
عشرُ دقائقَ إلى منتصف الظهيرة
و أرجوحتي ساكنة،
فزّاعة طيور الموتى.
(5)
سيلينا،
انتحرتِ الشقراء
كحوتٍ وحيد،
كأنها ما راحت و ما غدت.
أنا لم أعدُ ظلاً،
و لا في المِصعدِ شَبَح.
سيلينا،
انتهت كلُّ الأشياء.
و ما صفقَ أحد.
(6)
البابُ الحديد
يُفتَح بتأهبكِ الكامل،
لخروجٍ صباحيّ.
و أنّي حين أغلقتِ البابَ الحديد،
أدركتُ مدى المأساة.
ثلاثةُ أسابيع
يدقون على بابيَّ الحديد،
يا إله الباب انطق.
أنا
لم
يبقَ
لي
شيء
في هذا المكان.

القاهرة
5/2012

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الاعتذار

14-أيار-2014

من شاشة السينما إلى كاميرا الموبايل.

02-تشرين الأول-2013

الدراما السورّية : دراما عمياء في وَضَح النهار.

27-تموز-2013

بيروت، بار ما بعدَ الظهيرة.

20-نيسان-2013

لشعرها الأسود الطويل

03-تشرين الثاني-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow