Alef Logo
يوميات
              

قوط النعجة وزبّ الرّب

دلور ميقري

خاص ألف

2012-11-10

اللون المفضل:
بالأمس، كما تناقلت وسائل الإعلام، ختمَ أمن النظام الأسدي مكاتبَ حركة " حماس " بالشمع الأحمر. حدث ذلك، فيما دماء الرعية، الحمراء، تهرَق على مذبح العرش الربانيّ، المقدّس.
السرّ المستطير:
وسائلُ إعلام النظام، وعلى حين فجأة، اكتشفت أن " حماس " هيَ حركة تتبع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وكان من الممكن، بطبيعة الحال، ألا يُكتشفَ هذا السرّ الخطير، المُستطير، لو أنّ الربيع العربيّ لم يمرّ على شتاء سورية الطويل، الدهريّ.
القول الأصل:
عندما كنتُ أقضي خدمتي الالزاميّة في مدينة اللاذقيّة، كان مُعلّمنا يُردّد دوماً هذا القول بلهجة ريف الساحل: " قوط النعجة وزبّ الرّب ". فيما بعد، ومن خلال قراءاتي التاريخيّة، أدركتُ المقصودَ بذاك القول، المأثور، الذي لطالما حيّرني معناه. فإنّ أهالي الرّيف، وقبل أن يرتقوا لمصافي " الجماعة المختارة " بحوالي العقدين من الأعوام، آمنوا بربوبيّة شخصٍ دعيّ، خبيث، كان يُدعى " سليمان المرشد ". هذا، كان قد استغلّ عدم معرفة مواطنيه القرويين بسرّ اكتشاف الكهرباء، لكي يعمدَ إلى إحاطة نفسه بهالة مُضيئة من المصابيح الدقيقة الحجم بزعم أنها أنواره الرّبانية.
القول المُستعار:
ثمّة قولٌ، معروف، يُردّده الكرد كلّما اجتازوا محنةً من محن تاريخهم، الممضّ: " لا صديق لنا إلا الجبال ". اليوم، ونحن على أبواب السنة الثالثة للثورة، يحقّ للجماعة المختارة أن تستعيرَ ذلك القول وبالرغم من حقيقة، أنّ العالمَ قد تخلّى عن أكثرية الشعب السوريّ لصالح بقاء جيشها حارساً أميناً لحدود اسرائيل. ربّ عرش الجماعة ( وكان جدّه بالمناسبة يُدعى " سليمان الوحش " )، شاء أيضاً إدّعاء الرّبوبية مذ لحظة اشتعال أنوار ثورة الحرية والكرامة.
شيمة الحاكم:
ونحن الآن في عشيّة الانتخابات الأمريكية، يُدهشنا كسوريين أن يكون الحمارُ ـ أجلّكم ـ هوَ رمز الحزب الديمقراطي الذين يتزعمه الرئيس أوباما. مردّ الدهشة تلك، ربما لحقيقة كون " الحمار " نعتاً مُلتصقاً بحاكمنا مذ أن شرّفه به الزعيمُ اللبناني، وليد بك، والذي أكّده مؤخراً العميدُ المنشق، طلاس باشا.
" التتنيح "، يعتبرُ الشيمة الأبرز لهذا الحاكم، المُمكن بسهولة ربطها بشبيهه ذاك، البهيميّ. إذ راحَ أصدقاءُ حاكمنا ينفضون من حوله، الواحد إثر الآخر؛ هوَ من يعتبرُ نقدَ مسلكِهِ إثماً عظيماً كالشرك بربوبيّته سواءً بسواء. هنا، حقَّ للمهتمين عقد مقارنةٍ بين الحاكم ووالده، الراحل: هذا الأخير، وبما أنه نزلَ من الجبل ممتطياً الحمارَ بقصد الدراسة في مدينة اللاذقية، فإنه أصبحَ رئيساً فيما بعد بفضل دهائه ومكره. بيْدَ أنّ وليّ العهد، الجمهوريّ، ولكونه وُلِدَ وفي فمه ملعقة من الذهب ( وأخرى من السمّ الطائفيّ )، فإنه حينما نصِّبَ رئيساً لم يتحلّ بشيمة والده، المَوْصوفة: لقد جاز للمقدور أن يُبقيه في شيمة شبيهه ذاك، المَوْسوم آنفاً، بما أنه بقيَ " مركوباً " من لدن قادة الأجهزة الأمنية.
الحلم الكاذب:
عندما اشتعلت ثورة الحرية والكرامة، كان ردّ فعل حاكم الشام غريباً ومفاجئاً لناحية العنف الشديد، الحاقد، المُوجّه ضد مواطنيه. ويبدو أنّ الثورة، على الأرجح، قد أيقظت حاكمنا من حلمه العذب بإعادة مجد الخلافة الفاطمية. هذا الحلم، كان على ما يبدو على قاب خطوتين من التحقق لولا " المؤامرة الكونية " المَحبوكة لقلعة المقاومة والممانعة. أحدُ الخلفاء الفاطميين ( بما أننا أتينا على ذكر سلالتهم )، وكان يُدعى " الحاكم بأمر الله "، أجبرَ رعيّته في مصر والشام على الإيمان به ربّاً مَعبوداً. إلا أن هذا، لحسن فأل الرعيّة، ركبَ ذات يوم حماره مُتجهاً نحوَ جبل " المقطم "، المُشرف على القاهرة، في نزهةٍ لن يعود منها أبداً. اليوم وإذ يرفض " الحاكمُ بأمره "، ما غيره، ركوبَ الطائرة المُفترض أن تتجه به نحوَ المنفى المخمليّ؛ فهوَ ذا حمارُ سلفِهِ، الفاطميّ، بانتظاره الآن كي ينقله إلى جبل الأجداد قبلَ أن " تقطم " الرعية رقبته الطويلة.
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حكاية من كليلة ودمنة 8

04-آب-2013

حكاية من " كليلة ودمنة " 7

27-تموز-2013

حكاية من " كليلة ودمنة " 6

18-تموز-2013

حكاية من " كليلة ودمنة " 5

11-تموز-2013

حكاية من " كليلة ودمنة " 4

06-تموز-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow