-(كِتابة)
لا تنحَتْ المعنى ب إزميل الوضوح، نظرُ القارئ المُركَّز إذا أصابْ سيلجمُ فورةَ المعنى، دعْ المعنى يصطادُ النظر، تماماً كما يكتشف الطير نبعَ الماء بحاسّته، المعنى سؤالٌ و النظر جوابٌ، إذا كنت تريد سَحرَ القارئ، حمِّل المعنى أكثرَ مما تتحمَّله عيناه.
-(عدالة)
لكلّ رصاصةٍ قتيل، و لكلّ قتيلٍ رصاصةٌ.
-(قتلُ الموت)
اجمعْ مكتبةً لا نهائيَّة من الكُتب، و قل لنفسكْ لن أموتَ قبل أن أقرأها كلّها، هذه أفضل طريقةٍ للتغلب على الموت.
-(كلُّ مُشتركٍ مُرهق)
السعادةُ العامَّة مملّةٌ، السعادة هنا دفاعٌ قلق، الأعيادُ و الأعراسُ و النكتُ و الحفلات، تجنَّب أي شيئٍ مُتفقٍ مُتعارفٍ عليه، السعادة البنيويَّة تنبثق من شيئ غيرُ معدّ له.
-("تسوية سياسية")
إذا لم تجري الأمور في مستوى توقّعاتك، فاخفضْ من مستوى توقُّعاتك لكي تكونَ في مجرى الأمور.
-(من تفجير المزَّة 86)
مكانُ التفجير جسدٌ شُوِّه بسكّينٍ كليلٍ،العيونُ لا تستولي على مشهد الجثث، مشهدُ الجثث يستولي على العيون، و يدمغُ الذاكرة.
-(معارضة)
الكلّ يعرف الهدف، هل من أحد يدلُّنا على الطريق ؟!.
-("دولة مدنيَّة")
المفاهيم الغامضة هي الأكثرُ عرضةً للتطويع الانتهازيّ.
-(حلم الدكتاتور)
سيتطلَّع إليكَ كلّ من قتلتهم،من ذُبحَ بسكّين ، من مزَّقته رصاصة، من غرقَ في دمه..
-(عين)
كلُّ فتاةٍ تحدِّق بك بإمعانٍ تقتل شهوتًك تجاهها، العينُ تشعل مكامن النرجسي فيك و تشبعك جزئياً،وتحرّضك على الإهمال و التخلّي، العينُ سلطة بدون مسؤولية، عضوٌ جنسيّ لا يُلامِس.
-(الوحدة الأولى-المدينة الجامعيَّة دمشق)
أسلاكٌ صدئةٌ عُدَّت على عَجل،يعلّقُ عليها الطلاب ثيابهم الداخليَّة كجُثثٍ مقطوعة الرّأس،البؤسُ و التعاسة في هذا المشهد جذَّاب أكثر من تباهي رفرفة العلم السوريّ النظيف في "حديقة تشرين".
-("وحدَة وطنيَّة")
خلفَ كلّ كلمة "فسيفساء" اعرفْ أنَّ هنالك حرباً أهليَّة قادمة.
-("علمانية")
العقل الواعي الظّاهر للأقليات الطائفيَّة في بعض الأحيان، مٌعلَّب في موقفٍ ثقافيّ مُرتّب،فهو "تقدمي" و "علماني"، في الحدث السوري تلبَّدت الأجواء و انفجر العقل الباطن، مسفراً عن مواقف غريزيَّة جارفة، تبدو سلطة العقلِ فيها قناعاً شفافاً خفيفاً.
-(جبهةُ النصرة)
الانسحاقٌ و التطهُّر أمام الله في المعبد، و التسلُّط على الناسِ في الشّارع، تطاولكَ على المخلوقِ هو تطاولٌ على الخالق.
-(المُطلقَ مملّ)
نحنُ الهاربون من موت الأشياء في مملكة الأسد، لا نريد العكس في الانتفاضة المندلعة،العكس كمقدِّس مُتعالٍ فوق النقد، مُحنَّطٍ في جموده، دعوا الزمن يفعلُ فعلهُ، من دونه سنغدو ثقيلين لا نحتملُ حتى أنفسنا.
-("كلامُ" الكون)
انطباعُ دُخَّان السيجارةِ في العتمةِ ليسَت عبثَاً،الأشكالُ المرتسمةُ من الغيومِ ليستَ لهواً من البخَار لا أكثر، لا صُدفةَ في الكون، كُلُّ صُدفةٍ هي تواطئٌ مُشتركٌ لاتِّفاق إرادات، ما المعنى أن صورتكِ تتشكَّل دوماً من فوضى الغيوم و عبثِ الدخان؟!،تكونين أقربَ إلى الأستعداد بالنطق و كأنَّك خرجتِ للتوِّ من بين يديِّ الخالق،كلُّ أشكالِ الغيوم "تعني"،إنه"لسان حال" الكون،إنَّه"كلام" الأعماق،كلامُ المعزولِ إلى المعزولِ، كلامُ الخلَّاق إلى الخليقةِ.