درجت الكتابات التاريخية عامة على توصيف الامبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بـ"الرجل المريض" ولم يُرَد بذلك الإشارة إلى حال هذه الامبراطورية فقط بل أُريدَ له وبشكل ضمني أيضًا الإشارة إلى فتوة أوروبا الناهضة حديثًا، أوروبا التي كانت تصدح في أرجائها الأفكار القومية والفلسفات التحررية وطبعًا في ذات الوقت كان المد الاستعماري لبقية أنحاء العالم قد وصل إلى أوجه.
لم يكن سجن أبو غريب الذي يقع على بعد عشرين كيلومتر فقط غرب العاصمة بغداد، و اكبر السجون العراقية بحاجة إلى المزيد من سوء السمعة التي يعرفها السياسيون والعسكريون والمعارضون الدين سجنوا فيه لفترات متفاوتة. فهو السجن نفسه الذي كان يتعامل معه الأمريكيون بوصفه رمزا للطغيان والديكتاتورية، ومبررا كافيا لغزو العراق ودخوله تمهيدا لتحويل بلاد الرافدين إلى جنة للديمقراطية في المنطقة.وقد جاء اهتمام إدارة الاحتلال يهدا السجن ، بعد أن بدأت قواتها باعتقال أعداد كبيرة جدا من العراقيين ، وتحديدا بعد أن امتلأت المعتقلات في أم قصر وفي قواعد الاحتلال العسكرية الأخرى فألبسته ثوبا أمريكيا وحولته إلى سجن عسكري أمريكي، وأعادت ترميمه وتنظيف زنازينه وإصلاح إقفاله ، وألحقت به مركزا طبيا.
(فصل من كتاب وهمُ الحداثة – مفهومات قصيدة النثر نموذجاً) الصادر حديثاًإذا كانت الكتابات المندرجة تحت عنوان (قصيدة النثر)، قد أصابتها الانقلابات والتحولات التي أشرنا إليها سابقا، وذلك في فترة السبعينيات، فإن هذه الكتابات، وإن أفرزت لها تسميات مناسبة لها بدءا من ذلك الجيل، لم تبق على ما هي عليه بعد ذلك.