ألعاب صبيانيّة
خاص ألف
2013-06-17
العالم يلعب بدم أطفالنا الفصيح، دمهم اللافح الأعزل من الأغاني والألعاب والفرح، دمهم المقاوم بدمع العين وبالأرواح الصّغيرة وباللقمة العصيّة والأمان المفقود وبالأيدي التي ترفع إصبعيها، رغم كلّ هذا الموت، دمهم الراكض من دمار إلى دمار، دمهم الشاهد والشهيد.
العالم يلعب بأطفال بلادي، يلعب ويتفرّج ولا يصيبه العناء والتعب، يستمرّ بإحصاء جراحهم وقبورهم وأعضائهم الناقصة، بدم بارد وقلب رديء المشاعر يكفّن أحلامهم وخطواتهم المنهوبة، العالم يفتّش عن كوكب فارغ مظلم ولا يجد، من أجل أن تبدأ اللعبة، لعبة المؤتمرات التي ستصبغ دماءهم باللون الورديّ الحالم، وتضع شارة النهاية السعيدة للقاتل وتمنحه فرصة العودة إلى حضيرة الأمم الخنازير. أيّة لعبة أمميّة صبيانيّة هذه التي، لا نرى فيها أصابع دم الأطفال مرفوعة إلى... إلى أعلى سماء!
**
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مازالت عشرات الدول تلعب دور الكومبارس، وأدوار البطولة تقوم بها خمس دول عظمى فقط، وعلى العالم أن يتكيّف مع مصالح هذه الدول التي تتقاسم العالم، وعلى بقيّة الدول أن تكون تابعة أو تكون مطلوبة الرأس! وما يحدث للشعب السوري، رغم عدالة الثورة السورية والجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري والأطفال السوريين، لا يُنظر إليها خارج هذه المصالح، ما معنى أن يتحكّم مافيوي مثل الرئيس الروسي بمصير هذه الثورة في مجلس الأمن والمحافل الدولية، ويساند مجرم مثل بشار من أجل مليارات الأسلحة التي يبيعها لنظامه، لولا حق الفيتو؟ وما معنى سكوت بقية العالم؟ وعلى رأسه الدولة الأكثر تشدّقاً بالديمقراطية وحقوق الإنسان "أمريكا" على هذه الجرائم، لولا غياب المصلحة في انتصار ثورة السوريين، وعندما قرّرت أمريكا تغيير موقفها من تسليح الثورة، تعالت اصوات الدول التي تدور في فلكها، وحتى الرئيس المصري"مرسي" نَبَت له لسان فجأة وتكلم! هل هناك أسخف من هكذا لعبة صبيانيّة اسمها "فيتو" تتحكم بمصير ملايين البشر؟ لعبة تمارسها الدول والشعوب، ولا تشعر بفداحتها على أطفال العالم.
**
طفلان سوريان يلتقيان صدفة في ملعب لكرة القدم، الطفلان يعيشان في بلد غريب، وحين يبدآن بالتعارف، كان التعارف على الشكل التالي: مارسيل يسأل سمير: هل أنتَ سوري؟ سمير: إي أنا سوري. مارسيل: وأنا سوري. السؤال الثاني كان: هل تحب بشار يلًي عم يقتل الأطفال السوريين؟ سمير: لا أنا بكرهو لبشار وبموت منه، مارسيل أنا بدّي روح عسورية بس بيروح بشار، سمير وانا كمان بدي روح. ركض الطفلان باتجاه الكرة التي كانت تنطنط في وسط الملعب بعد أن عقدا اتفاقاً سريعاً،
والأرض كانت مبسوطة إلى درجة لم تكن فيها سورية بعيدة عن أقدامهم!
ياسمين طفلة سورية في ربيعها الخامس، تقول: ماما مابدي روح عسورية، بخاف بيقتلني بشار! هل تستطيع الكلمات والقصائد أن تعيد ياسمين إلى طفولتها؟ وتعيد ملايين الأطفال السوريين إلى أحلامهم وطفولتهم، وتعيد التوازن إلى هذا العالم المختلّ، وتعيد الألعاب "الصّبيانيّة" إلى الصِبْية فقط!
**
السّور الأوّل بجنده يتهاوى
الثاني والثالث وما تبنيه الأشباح
لن يصمد أمام أجنحة عصافير القصيدة
طير ورقيّ يقذفه طفل سوريّ في ملجأ
يرتفع عالياً عالياً في زرقة صافية
لا تطاله الصواريخ العابرة
ولا تنجو من ذرقه البنادق
سيدّلني على نهاية الحزن في القصيدة.
**
أكتب قصائد أمل طوال الليل
وهو يحرق حقول الفلّاحين في الصباح
ألملم فتافيت الأرواح بعد كلّ مجزرة
وهو يحرّك الريح في الهشيم
أطيّر طير عاشقة خائفة
وهو يقصّ جديلتها بعد الذبح
أدعو الأطفال إلى مأدبة فرح عامرة
وهو يبقر أعينهم وقلوبهم بالشظايا
القاتل لا يرتوي من الدماء
والشاعر لا يتوقّف عن الكتابة
الحكم أعمى القلب والضمير
ويستمتع بلعبة غير متكافئة
بين قصيدة حالمة على الورق
وشلّال هادر من النيران.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |