الشعراء الذين شبعوا موتاً
فواز القادري
خاص ألف
2015-01-12
الشعراء الذين شبعوا موتاً وفناء
يأخذون من الحياة حصّة أكثر منّا
الشعراء الذين مازالت ورود قصائدهم
نديّة في ضفائر العاشقات
الشعراء الذين فتّتوا الخبز للطيور
ونثروا الحنطة على رؤوس الجبال
الشعراء الذين سقوا حقول البلاد من عرقهم
وأطفؤوا النيران بغيومهم الواطئة
حفروا آباراً من الرحمة في سماوات من جليد
أينما نذهب نشمّ عطر قصائدهم النظيف
ونشرب ماء أياديهم الطيب من نبع الكلام
الشعراء الذين ماتوا مشردين أو جائعين
المهمّشين بلا ألقاب ولا نياشين فائضة
فاتحو دروب لم تسبقهم إليها الفؤوس
لهم شرفات مطلّة مباشرة على الحياة
يعصرون الكروم ويحرثون بالغيوم الأنهاء
ماتوا ومازالوا يؤلّفون أكثر منّا
أغاني حب لحبيبات وحيدات
لأمّهات يقتلهن الشوق ويدمي قلوبهن الفراق
ولأولاد الشوارع ولبنات المدن والأرياف
يكتبون ألحان زقزقة العصافير في الصباحات
ومواء قطط تمارس الحب ونباح كلاب على شبق. ©