هي لا تحبكَ أنت، يُعجِبها مجازُك ,, محنةُ الشاعر
خاص ألف
2013-06-23
هل الشعراء هم بائعو كلمات؟!
وإن كانوا كذلك فلم تنطلِ عليهم الخديعة؟!
فهم يبيعون الكلمات ثم يتعلقون بمشتري كلماتهم. لطالما كان لكلمات الشاعر/ الكائن اللغوي سحراً خاصاً، يسحر الألباب،(وإن من الشعر لسحرا).
فإن كان الشعر سحراً فلمَ تنطلي عليه هذه السحرية!، فحتماً سينقلب هذا السحرُ على ساحره، الشاعر محمود درويش ينقلبُ على شعره، فهو يكتشف أنّ حبيبته التي أحبّها بكل قلبه، لا تحبّه بل هي مسحورة ومغرمةٌ بكلماته.
لطالما أرادت الأنثى أن يخلّدها شاعرٌ ما في قصائده، تكون آلهة السحر لقرّائه، فإن استطاع أن يسحر قرّائه بكلماته فحتماً هو قادرٌ على سحرهم بحبيبته الأثيرة.
في لعبة الكلمات يكون الشاعر فيها هو البطل، يمتلكُ سلاحاً ساحراً هو الشعر في مواجهةِ العدم، من خلال إبراز فكرة الخلود، فيكون من يراقبه في هذه الحرب الضروس مع العدم، هم القراء الذين يؤدون إكمال الصورة التي تشكل ترسانة خلودوية في وجه العدم.
على يسار هذه الحلبة تقف الأنثى التي أبدت للشاعر إعجابها بهذا السحر / الشعر، وفي خضم سُكرها بهذا الشعر تتحول إلى عاشقة لهذا السحر، في هذه الأثناء يكون الشاعر الذي ظنّ أنه منتشٍ بمعجبة أخرى لكلماته قد وقع هو الآخر في شرَكِ سحر آخر، وهي الأنثى بكل ما تحمله الكلمة من فعلٍ للغواية، وهنا يتقابل الطرفان كأنداد، كساحرين، الشاعر/الساحر، في مقابل الأنوثة / الساحرة، ويلتقيان في ميقات يومٍ معلومٍ، تُلقي الأنثى بحبالها/ الأنثى، ويُلقي الشاعرُ بعصاه/ الشعر، لكنّ أحداً منهم لا يقبلُ الخسارة، وفي نهاية المطاف وعوض أن يتلقف أحدهما الآخر، يتعانقان فيتحولان إلى حبيبين.
في هذا الحب وليكون ذا صفة ديمومية، يقدّم الشاعرُ كلماته الخلودوية لأنوثة الأخرى/الأنثى، فيذكي فيها النار، يستمرُّ التجاذبُ بين طرفي السحر، فيبلغُ الحبُّ شغافَ قلبها/قلبه.
ماذا يعنيه الحب بالنسبة لساحر إن كان يعلم أنه يسحر القلوب لكنه لا يمتلكها!
وما الذي يعنيه الحب بالنسبة لأنثى أصابها هذا السحر فسُحرت!
ماذا لو استعادت الأنثى/ الأميرة المسحورة ذات صباح نفسها!، وقد فُكّ عنها السحر، وعادت إلى طبيعتها من غير سَوء، لأنها لم تكن ساحرة في الأصل، بل مسحورة، ولأنّ الشاعر صبَّ عليها جامَ شعره، فتوهّمت السحرية.
(لقد استيقظت الأنثى/ الأميرة المسحورة وقد فك عنها السحر).
كسبت الأنثى المسحورة حريتها، لكنّها فقدت تاجها، وحذاءها الأميري وأضحت أنثى كأي أنثى عابرة، وفي الطرف المقابل يكونُ الشاعر الذي ظن أنّه قبضَ على قلب الأنثى قد فقد ما ظنّه حباً.
(فهي لا تحبّه، بل يعجبها مجازه)
ويهم الشاعر حينئذ إلى تمزيق رقاه من القصائد/ السحر؛ التي كتبها لأجل الأنوثة/الساحرة التي فك عنها السحر.
08-أيار-2021
07-نيسان-2018 | |
17-تشرين الأول-2015 | |
24-أيار-2014 | |
20-نيسان-2014 | |
23-حزيران-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |