القنّاص نصوص بعبق الحرب
خاص ألف
2018-04-07
عن دار تموز للنشر بدمشق صدر أخير المجموعة النثرية "القنّاص" وهي نصوص نثرية، مكونة من اثني عشر نصّا، وتدور جميعها حول شخصية القنّاص، لكن متجاوزة شخصيته النمطية التي تم اعتيادها في السينما أو ما تتناقله أخبار الحرب عن القنّاصة.
لا تقدّم النصوص القنّاص بنمطية واحدة وإنما تحاول الغور في دواخله وأحيانا عبر مسار عينيه، حيث تنتقل النصوص من القنّاص إلى علاقته بالضحية وتداعيات حلمه وعلاقته مع الرصاص وما يدور في داخله وهو في مقرّه "كنسر جريح".
ونقرأ هذا النصّ الذي يتحدّث عن الضحية بمنطق قنّاص:
(مَن تُصيبه الرصاصة مُرهقٌ، ومتعبٌ حقّاً من الحياة، لذا، وفي حفلة الدفن سأملأ لحودهم بالرصاص ليذكروا أنّهم كانوا مُتعبين.
حين تحاكمهم الملائكة، سيكون الرصاص شهيدهم).
وترسم النصوص تلك الحيرة في القنّاص حيث أنّه ليس قنّاصا بالفطرة، والتي تبدو مهنة وخيارا أخيرا ربما، نراه يقول في أحد النصوص:
(ما الذي يحملك لتكون قنّاصاً؟! مرَّ السؤال أزيزاً إلى يساري.
وما الذي يحملُ العالم ليكونَ الرصاصُ لغةَ التخاطب فيما بينه.
وتنكأ جرحاً في ذراعي، وما الذي يحملني لأكونَ أي شيء آخر في ظلّ كلّ هذا الدمار.
لم أستطع أن أصير جداراً، ولا علما فتخونه الجهات، لا، ولا أغنيةً منكسرةً للحالمين.
حين أمسيتُ قنّاصاً طار عن يميني ألف خفّاش، وما الذي سأفعله بالفراشات التي لا تتقن السَرْيَ في العتمة).
وفي النهاية يحمل القنّاص خيارات أخرى صوب الحياة التي يريد أن ينهيها كضحية كما فعل بالضحايا في مرمى قنّاصته فنراه يقول:
(حين يعودُ المقاتلون إلى منازلهم، والشهداء إلى حياتنا مشتعلين كالقناديل، وحين يغدو قتلاي إلى جحيمهم سأحملُ صليبَ قنّاصتي/صليبي وأقفُ في العراء وخلفي المدنُ المضاءةُ بغدي وأصلبُ نفسي، وسأطلبُ من صديقي الذي كان يحصي قتلاي الصفح).
تنتمي المجموعة إلى يوميات الحرب بكلّ تناقضاتها التي تشير دوما إلى سيمياء الموت حتى وإن شفّ التعبير أيضا.
تقع المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وهي المؤلّف الثاني لـ عباس علي موسى، حيث إنّه أصدر مجموعة قصصية بعنوان "شامبو برائحة التفاح" بطبعة خاصة في العام 2017.
08-أيار-2021
07-نيسان-2018 | |
17-تشرين الأول-2015 | |
24-أيار-2014 | |
20-نيسان-2014 | |
23-حزيران-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |