" إلى الشمس الهاربة إلى القمر أ . م "

( 1 )
.. وعند الصبح /
يصحو في داخلي عطرك /
قرآن جسدك
والندى ربيع شفتاك الساخنة
فيغزوني الصيام كالقط البري
فألثم كوثرك
كوثرك
حقا !
الكوثر إذ يلثم الكوثر
كأني أشرب زمزم ابتسامتك
فأغرق كالمستحيل
والصيام التركيب الضوئي لهلالك الخمري ! ...
( 2 )
.. وعند الظهر /
أرى قطرات عبير جسدك
فألاعب حسنات جيدك
والتي تجاور أعشاب كوثرك
فألمحك مدفونة بالعسل المالح !
وفخذك المدور يركض على هلالاتي كأنه سبائك الذهب
فيغمرني الصيام الدافئ
والتسبيح
والغزالة داخلك تجري بين سبابتي والوسطى
حديقة تملؤها العصافير الملونة
وتصعد في أنفاسي
وشراييني
وشلالات قلبي
قلبك
وشقاوة عربدتك
الساخنة
فأبصر لهاث النمر – الغزالة في داخلي
وأسمع خرير العسل عند تقاطع الأرض والسماء
فتملأني بالتقوى وعذرية الصيام ! ...
( 3 )
.. وعند العصر /
ابتسامتك تجري في عروقي
تبلل شقاوتي
ترقص تقواي
تتوضأ برائحتي
( رائحتي /
تسقي رائحة الورود /
التي فيك ! ... )
فيغمرني مسك فمك /
ثغرك اللبني
فألثم التفاح ... عين .. عين اليقين
أنضجك على نار هادئة
والنمر يغلي في داخلي
وبهارات قلبك ألذ من السكر
فأحملك بين السماء والأرض
وأكون على وشك الانفجار /
الانبعاث /
الجنون /
الـ ... ،
والنهر على بعد قبلة
والعطش حدقات القلب ، بعد الرمش عن العين
فيدركنا الصيام الساخن الأخضر
ونواصل الاقتراب من الشمس
وشروق القمر
وابتهال النجوم نحو نجوعك /
جوعك /
ومشمشك مهضوم برائحة الياسمين
ونرجينيات سبابتي
والوسطى ! ...
( 4 )
.. وعند الغروب /
تعود شمسك أحلى
فأفطر على خمر كأس سرتك المدورة
والنمر يركض في براري تضاريسك
فيجتاحنا الندى الأحمر
وتفطر على رائحتي الخضراء ،
ويدركنا اليقين الملتهب ! ...
( 5 )
.. وبعد العشاء /
الشمس تود أن تفاجئ القمر
بينما يحدق في قطرات الندى
وحديقة بيته
ويصرخ :
أيتها العشيقة .. ! !
ابعدي الزمن عنا
ويلتفت إلى الأمام جهة الريح
ويبتسم بفراسة المطر
والزوابع ! ...
( II )
ها هي الوردة الخمرية
بالشيفون الأحمر
تتقشر بين شفتيه كالجوهرة
خصرها البض كالخيزران
سرتها تكتنز برائحتي الخضراء
شعرها القصير حديقة الليل
صديرتها عرق مشجر بالنجوم
حدقتاها شواظ من الماس
أهدابها الكهرمان
أظافرها رائحة الأقحوان
أصابعها العشرون شموع مضاءة
تضاريس ابتسامتها العقيق
شفتاها بالضوء تختلجان
وعيناها تتفجران بالعشق وقلق السكينة
ودموعها تنتفضان رائحة الحبق
بعينيه /
يتشمم كلوتها الوردي
بشفتيه /
يفك زنارها الذهبي
بابتسامتيه /
يعريها إلا من رائحة الندى
جسدها الغزال يضئ اليمام
والمحراب
وصلاة الليل
أردافها حقول الحنطة
والنعناع
وروائح المنزهير
فينوي الاعتكاف بين حلماتها
وقيامة الليل الوردي ! ...
( III )
.. ويسعيان بين الحاء وبين الباء
فيتسابقان بين الجيم وبين الدال
فيمران بالسين
فتكون الكاف والنون !
فينافحها الهديل
بالصهيل
وتنافحه الصهيل
بالهديل
يرسم قناديل دفء صوتها كوكتيل ورود ودموع
فتنقش همس فواكه زوابع
وقهقهة ابتساماته قبابا
وعصافير
وأدغالا
وشص
وعهود ! ! ...
تلحس جنونه
يلحس جنونها
فالكوثر يلحس الكوثر
لذة
تنقش
لذة
ولذة
تزرق
لذة
فالشمس تعرك القمر
والقمر يعرك الشمس
كلا يسبحان ( بفتح الياء )
يسبحان ( بضم الياء )
ويسجدان
( الكوثر ملء الكوثر ! .. )
فيكتب على شامات جسدها :
لا شريك لها ؟!
( محرابها / الكوثر )
فتقهقه
وتكتب على أشجار جسده :
لا شريك له ؟!
( صلاته / الكوثر )
( IV )
هكذا ،
تصلي الحروف كلما شعشع الجسد وفاض
فالشمس تساكن القمر
والقمر يأوي إلى أحضان ثغر الشمس
فيكون موسم الحصاد بلورا أخضر
فتلتف الساق بالساق
والابتسامة بالابتسامة
والثغر بالثغر
فالقلب نرجينة القلب
والروح سهم الروح
لطفا !
الكوثر فاكهة الكوثر
بابتسامتها
يمسك بتلهف النار
فيعرج الكوثر في الكوثر
آهاتها جنة عدن
آهاته صلاة خضراء
فالماء يخيط الماء
الماء يلج الماء
الماء نافورة الماء
الماء خمر الماء
فيخيط دموعها بدموعه
وتخيط دموعه بدموعها
أجل !
الكوثر يخيط الكوثر
حقا !
الكوثر خمر الكوثر
فيغمرنا الضوء
يعجننا
ويطبخنا
ويزرعنا
فنتشبث بالغرق الأخضر
فندرك حلاوة الشهادة
وندرك عربدة الصلاة
وتكبيرات حقيقة اليقين ! ...
( 6 )
.. وعند الفجر /
أتسحر على حليب نهديك /
على شفتيك الحلوتين
المغرورتين
الشقيتين
النديتين
وأعمدك بزمزم رائحتي الشقية ،
فيركض السرير
ويتبخر
كعين اليقين ! ...
( 7 )
.. وقبيل الصبح /
يستلقي تحت عبير هذه الوردة المكتنزة
وبأنامله يتشمم إبطها الخرافي
وشفتيه تنز باليقين الحلو /
الماكر / الحار
الـ ...
وخراطيمه عصارة اللغة العاشقة
ورائحة زفاف الجسد
فيحبسها إلى الأبد في قفص الريح / قصر جنونه
وغيوم أحزانه
وبخور كلماته
ودلع طيوره
وبجع ابتسامته
وزئير كوثره الغليظ الذي يصطاد هلالها الدمشقي ! ...
( II )
ها هي الشمس
عريانة
تستحم في قلبه /
في عطر دموعه
تغطي ينبوعها بمسك ثغره
بينما المطر يترجل وحيدا بين دموعه
فيتوحد مع ظلها الخرافي ! ،
وهو يتحسس بأنفه كالنصل قزح أردافها
ويقرأ بأذنيه ربيع الشك في كل شيء على شكل جنونه العفوي
ويغني سورة الجسد
والميجنا
وجنونيات ليلى وقيس ! ...
( III )
أي معنى لجنونه الزبى ؟! ..
أي معنى لامتلائه بالعطش الحلو ؟! ..
أي معنى لزرقة حبل الوريد ؟! ..
أي معنى لغرق السموات بين أحضانه ؟! ..
أي معنى لعطر جسدها البض ؟! ..
أي معنى لرصاص اللذة يغزو دمه الغض ؟! ..
أي معنى لمداهنة الحوريات ؟! ..
أي معنى لاختباء يوسف فيه ؟! ..
أي معنى لزرقة السحاب وخضرة الغيوم ؟! ..
أي معنى لشقاوة " الله " ؟! ...
فقط ..
ينعس أمام صيرورته التي تلمع كالماء ألإسفنجي ،
وينام تحت عرشها مثلما تفعل السماء عندما تدركها الخطيئة البيضاء
وفي شفتيه عطر اسمها الشامي ! ...
21 / 7 / 2013م