مساء الخير

أهلا يا صديقي

فانزوت ابتسامته إلى الطريق

ضحكت

أومأ : لا مطر

وهز أغصان بصيرته

انتصب

وهو يحدثني عن الميلاد

وقسوة الجبال

وخشونة الندى

وضيق أفق الصلاة !

وهرم أمواج البحر

وحنين البساتين بين أنامله

فأدركته

كامل النشوة كعباءة القمر وخضرته !

لأن البلابل تعيش في صوته

وتزغرد في محبرته

وحناء هديله

و ..

و ..

وكان الأصيل قريبا من حبل وريد القلب

وذاكرتي ! ...

( 2 )

وحين شرب عصيره

أحس بطلاوة الحنين إلى الحمام

وندرة الصقور

ومفحص هروب البحور

وشقاوة الزهور في صوته المشجر بالتفاح واليمام

فأنت حقل من الليمون ما بين قلبي والحسام

وما بين ظني وسور النهار

والقدح المكسور !

ورايات زغاريد الوطن

ربما ،

قد قلت أكثر !

فسمعت ما قد كان يضمر للحزن ،

ولتفاحة من البلور

والفرح المقدسي الذي يطاول المطر

وندرة مواسم الريح !

فاختلطت ملامحك

وصار لوجهك اتكاءه عاشق

وحكاية عشق

وعذابا من رخام

فعاتبا مررت بي كالشتاء

أأنا نقشته من كان في روحي حبر الزغاريد

ودوالي الشام ؟!

فأضمك .. ضمة العشق والوطن

قمرا يحرس النوم

وأناشيد زهور المدارس

فتقاسمني بستانا بين ابتسامتيك

ويداك فاكهة الحبر

وأقاصيص كنزة الفجر الجميل

ولسعة الحلم

فما عادت الصلاة أوسع ما يكون

حين أمر بين عينيك رؤى

وأحلام البذور

قد كنت أكبر من دمعتين وبستان

والصيف يفصل ما بيننا

والحور حرب الأخوة الفرسان !

كنت أبادلك لغة الزيتون والأشجان !

فكنت تعود في المساء

وتحت إبطك رواية وأكاليل الرمان ! ...

( 3 )

وساءلني عن الأحوال

والحال

وعن مقام الشمس في حضرة القلق !

هاربة فينا المذبحة !

فكنت أناديك كالحقيقة !

والمساء يتكاثف بساتين وجيادا تملأ لغة الشمس

قلت : بخير

وأنا ارتشف القهوة العربية المرة في مقام " نون " ,

وكان يخرج ابتسامته

علبة تبغه

قداحته

يقربها إلى سيجارته

فيشعل الأمل في شقاوته

وفي دموعه بعض الدموع !

وبعض النكات !

وبعض السراب !

وبعض .. ،

والسحاب يعبر زرقة الشارع ! ,

ويهرب من تحت جناح الصلاة الساخنة ! ,

وقال : بخير ؟!

وكانت عيناه تمضيان إلى أعراس في التاريخ !

ومجازر تضاريس قامتك

نافورة من الدم ! ...

فتغرق الحياة في فمك

في ساعديك

وفي ..

كما يشتهي النخيل

والنوارس

والعين ! ،

وكما تشتهي الطفولة في ترتيب العشاء !

فيمضي صوتك القدسي حانة للصلاة البيضاء !

ولحورية خلف السفر

والأنبياء ! ...

5 / 3 / 2015م