اختباء الامكنة في حقائب الغرباء
خاص ألف
2013-10-27
أسلمتُ قناديلي لذاك الظلام الخاسر
ودوّنتُ فجيعتي الحمراء
على ضوء غابر في الرحيل
تركت ُعناويني خلفي متأرجحة
بين هطول بعيد وجفاف يدانى
مرّة أخرى تركتُ للذكريات عناويني
وغلّفتهُا بوشمها الغريب
أنا الطاعن بالغربة
أستفيق الآن من الترحال
لأناشيدي شكاية إله
وآه طويلة تغالب المسافة باستباقها البطيء.
00
إذن قندلتُ الظلام خلفي
وتركت سُرّتي هناك
أمانة الفرات الولي
أجهشتُهُ ذاك المليء بذكرياتي
الموازي لوفرة لي من الحكايا
أخذتُ الشحوب كله معي
الشيبَ وأقفال الكلام
صرير بوّابة الموتى
الشهادات الاخيرة
لرفاق مضوا الى الشهادة
أو لحياة ليست كما هي
قندلتُ الظلام ورائي
وأوسعتُ المماشي
زينتُ الدروب بحتفِ ضحكاتي
بدم الاحلام وفورة الّصِبا.
00
أخفيتُ عنك َ خاتمة لهذا التطواف
وجيب الدمع على رقّة الورق
وتشظّي الروح في أسرها المستديم
(من ينقذ أغانيّ من الخسران)
مطرٌ وفيرٌ هنا وموت وفير هناك
ملائكة يقودون الحب
حيث تشاء القلوب
يلمّون شمل الغيم
(وطني قفر
وقصائدي ملساء
,لا تقف على ارض
لتموت أو لتحيا)
مطر أسود داخلي
اختلاج صاخب للدمع
تلاطم لنشيجي
. ماالذي يعج إذن بالحكايا؟
قلنا الفرات: الفرات
الفرات وحده.
00
صليتَ إذن يا طفلُ لغاشم الذكريات
تشبعّتَ بما يُدعى غربة
وتشرّبتْ روحكَ مزيجا من خمرها
ومن يقظة متأخرة لجوع
ما أحسستَ به هناك
كم احتجتَ من الشيب
لتستفيق هكذا؟
ــ أخذتُ الشيب معي وأقفال الكلام
تركتُ حرية تنمو في غيابي
أمي وأطفالي يلموّن وجهي
عن وجع الرغيف
تركتْ للرصيف خطاي رسائلهَا الأخيرة.
00
ماالذي يجرّكَ من تلابيبك إليه؟
سياطهُ وشمتْ أيامك بتلاوينها
أدنتْكَ من عطش مديد
وكأنّ قدراً عليك وقوعها.
(وطني ليل وقصائدي جرداء
(لاتستقي من ارضها لتحيا)
سألتُ أمّي عن رائحة الرحيل العالقة بي منذها:
من أورثني إيّاها
كان دمعها أجوبة الترحال الطويلة
منذ نزيفها عن هناك
ألف رائحة في ذات اللحظة
بساتين كردستان
كرومه ينابيعه شجر لم تسمّه
بلّوطه وحجله الفاغر
شهداؤه، قتلاه
اغترابه الغارق في الزمان
(آنىّ أكون
فعلى الفرات صليبي)
والفرات شبيهي وشبهتي
فينا إلتقاء شعبين
والفرات نطفة التلاقح في وريدي
لا يستطيع الموت فصل قطرة دم عن أخرى
نحن تشكيل لهذه المفازة
جريان روح واحدة في الفرات
(يا الله سألتُ الفرات
تدفقاً أبديّاً لكي لا أموت
ولتزهر هذه الشعوب حبّاً خالصاً
وزماناً حرّاً
لا رادّ لقضائه)
00
الثاكلُ كم اتشحتُ به
كفني كان وحُلّة طفولتي الباكية
رقراقة تعاليمه التي شربتها
لكنّ الزمان كدر
ومالح ماء الحكايا.
00
من يسبقني إليه لأعتذر عن رحيلي؟
من يدانيني بعشق له؟
لأستكين قليلاً في هذا الغياب.
00
تعبتُ من المراثي يا فرات
أما من لغة أُخرى؟
لأغتسل في ينابيعها مرّة
أما من خلاص لبلائي؟
00
أسندْ جبهتك علي ورمّم انكساري
يا مرآتي
بُحْ بشكواكَ يا عريس الحقول الفارع
يا عشيق المدى السهلي
يا حلما لآلاف الغيوم التي تشكّلتْ
على تصاعد أزليّ لك
ها أمدّ جسور تضوّري إليك
أقنطر الروح على المسافات
لعلّه يلتئم هذا الفراغ الذي بيننا
لعلّه!
المقاطع من مخطوط (شهادات ليست اخيرة) قصيدة طويلة
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |