سياسيون للعمل في الحقول!
خاص ألف
2013-11-03
الإنسان غاية، رغماً عن أنف كل الوسائل( حتى وان كان ذلك في خيالي)، والغاية لا تبرر الوسيلة، وليذهب ميكا فيلي إلى الجحيم، هو وكل من يؤمن بنظريته ويطبقها.
اللحية التي تستخدم الإنسان لكي تصل إلى غايتها، لا تختلف عن البعرة التي تسقط من مؤخرة خاروف ما. وربطة العنق الأنيقة التي تستخدم الإنسان لكي تحقق سياستها الخاصة، لا تختلف عن قذارة" داخليات" عاهرة ما. فلا القاعدة العريضة من رجال الدين تعمل من أجل الإنسان، ولا القاعدة الشاسعة من رجال السياسة تعمل شيئاً من أجل الانسان. والإنسان وحده مرمي هناك.
يظهرون على الأقنية وهم بكامل أناقتهم؛ فيصرّحون باسم الإنسان ويتحدثون عن مصالحه. يتقاذفون بالشتائم والسباب والاتهامات، فيدّعي كل طرف أنه يقول الحقيقة ويعمل من أجلها. يؤسسون تيارات متنوعة، ويرفعون شعارات تمس الوجع العام، ويدعون الناس للانضمام إليها... الخ. في النهاية، يبقى الإنسان مرمياً، جائعاً، قتيلاً، ولا ينتصر من كل تلك الشعارات إلا الشعار المخفي الذي لم يعلن عنه يوما: " كنتم تعملون من أجلي".
نعبر شوارع المدن، فنجد أمامنا لافتات انتخابية، تحوي صوراً وأسماء وشعارات تشبه الجنة. لافتة تقول: "من أجل العدالة".. وتظهر حقيقتها، فيما بعد، وهي تصرخ: العدالة من أجلي... لافتة أخرى تهمس في اذنك:" من أجل مستقبل أفضل".. فيظهر لنا المستقبل حقيقتها التي تقول: مستقبل أفضل من أجلي... لافتة ثالثة ورابعة وألف. تزول الجنة كشعار، ويبقى الجحيم كفعل وممارسة. يبقى المستقبل مظلماً كشعار، ويبقى وجه صانع الشعار مترفاً كفعل وممارسة.
الكرسي واحد والأحزاب لا تعد. أينما أردتَ أن تشير؛ فثمة حزب أو تيار. كل حزب يدّعي أنه يمتلك الحقيقة. تتصارع هذه الحقائق، أو- الأصح- تتصارع صور الحقائق، كصراع الديوك، على كسب ثقة الإنسان (المهمش)، فتستخدم الإعلام تارةً، وترشي تارةً أخرى، وطوراً تلجأ إلى شيوع شعارات إنسانية. كل ذلك من أجل الانسان، والإنسان هو أول من يُقتل، كـلاشيء ، في هذا الصراع، حين تحتدم النعال بين الديوك.
غالبية الأحزاب السياسية، تكره الأصنام الدينية؛ تكره الارهاب الذي يولّده الدين؛ تكره تبعيّة الناس لقامات عقائدهم، واصرارهم على استقامة نصوص كتبهم المنزلة؛ تكره العقلية الدينية اللامتسامحة، اللامتقبِّلة، الرافضة، المنغلقة، المستغِلة، ذات العين الواحدة...
لكن، ماذا عن هذه الأحزاب؟. غالبية الأحزاب السياسية تعبد أصنامها وقاماتها كما يعبد المخلوق خالقه( يجوز لي أن أشتم خالق الكون أمام متحزّب ما، لكن قد يقتلني إن شتمتُ زعيم حزبه!!). لا تبق القضية هي الهدف، يبقى الصنم هو الهدف.
غالبية الأحزاب السياسية تدافع عن مناهجها كما لو أنها منزلة من السماء( يجوز لك أن تنتقد شيئاً في نظام الكون المحكم، امام متحزّب ما، لكن إياك أن تنقد شيئاً في منهاج حزبه).
غالبية الأحزاب السياسية تستخدم الانسان كأداة من أجل مصالحها، كما أنني لم أجد حزباً متسامحاً مع حزب آخر، ولم أجد حزباً متقبّلا لحزب آخر، ورأيت الكثير من الأحزاب وهي تدعم الارهاب وتوجهه.
وماذا عن الإنسان؟ لا شيء، قشرة تتطاير بين الأحذية، حين يشهر الدين سيفه، وتشهر السياسة بندقيتها. ولا فرق بين أن يموت الانسان بالسيف أو أن يموت بالبندقية.
باختصار: لو كنتُ أملك زمام الأمور، لحوّلتُ أغلبية الساسة ورجال الدين إلى فلاحين يعملون في الحقول، فذلك أفضل للإنسان الذي لا يأملُ منهم خيراً.
08-أيار-2021
03-تشرين الثاني-2013 | |
20-آب-2011 | |
30-تموز-2011 | |
06-تموز-2011 | |
12-حزيران-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |