شطحاتٌ في الدماء
خاص ألف
2011-08-20
للدمِ وَعيٌّ، لا يُضلُّ أبداً. انظرْ! كمُ كنتَ جاهِلاً في نَظرِكَ.
***
لا بأسْ. دَع الماضي، حاضِرُكَ كافٍ كي تُعلِنَ عن دمِكَ.
***
أنتَ حُرٌّ في دِماءِكَ يا ابن المشيئة. اخترْ!: الدمُ كَقضيَّةٍ أم كَطُعمٍ لديدانٍ تحتَ الأرضْ؟. أسفلُ الأرضِ لا يَحتاجُ إلى دَمكَ كي تنبتَ وردةً فوَّاحةً، الوردةُ سَتنبتُ إن رويتَ فوقَ الأرضْ.
***
كمْ مرةٍ سَتلعنُني الشمسُ عند نَهضتِها إن بَقيتُ دُميةً في يدٍ عابِثةْ؟ كَمْ مَرةٍ سَتقذفُ بي نَفسي- في حلمي- إلى رُقعةٍ مِن روث إن ظللتُ نائماً؟.
***
لا. أظنُّكَ تألمَّتَ البارِحة، وأنتَ تَمسُّ شَعرَ طِفلَكَ. أظنُّكَ انقلبتَ على نَفسِكَ، بُرهةً، وأنتَ تُشاهِدُ قَتلَ العصافير. فلتكُنْ بُرهتُكَ بوصلةً للآتي؛ للآتي كُله.
***
سأصرخُ مِراراً بِصمتٍ: ما أضيقني! ما أضيقَ اللغةَ والخيال!، ما أضيقَ الاتساعَ أمام الدم. سأبكي مِراراً بِصَمتٍ وأتلاشى.
***
سأعلَمُ أنَّه لا إله يُومَضُ كَشرارةٍ في ذهنٍ، ما دمتُ غائباً عني حاضراً في الآخر. (فليتعلَّم الدمُ من الدمْ). سأعلَمُ أنَّه لا أحَدَ يُقامِرُ بي في ساحتي _ نَفسي، مِن غيرِ استئذان.( فلتَكُن مَشيئتي وَعياً). سأعلَمُ أنَّه لا بَحرَ يَقذِفُ بي إلى البرِ، موجةً موجةً، مُصادفةً.( فلتكُن الحقيقةُ مُرشدتي). سأعلمُ في النهايةِ أنَّ الأرضَ ساحةٌ للسائبين!.
***
كأنَّني أسمعُ صَرخةَ طِفلكَ الذي لمْ يأتِ بَعدُ، كأنَّه يَصيحُ بِكَ: " أبت، لا تَنتظرْ مَجيئي. إن أردتني حقاً، غيِّرْ ردائكَ ولونَ رُقعتي، كي أرفعَ رأسي عالياَ في غيابِكَ".
***
يقولُ الطِفلُ الذي لمْ يأتِ بَعدُ:" أبت، في دَمِكَ قاتِلٌ ومَقتولٌ. متْ! إن أردتني حقاً".
***
أيُّها الشَهيدُ: نمْ هادئاً في مَرقدِكَ. دمكَ لن يمتزج بدِم قاتِلكَ. دمكَ سَيُسقِطُ القِناعَ عن دَمهِ.
عماد حسين أحمد
08-أيار-2021
03-تشرين الثاني-2013 | |
20-آب-2011 | |
30-تموز-2011 | |
06-تموز-2011 | |
12-حزيران-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |