ذاك أنا، وتلك أنتِ
خاص ألف
2011-06-12
أمّا أنا فأرى: أن يعيشَ المرءُ قصةَ حُبٍ صادقةٍ بنهايةٍ فاشلةْ، خيرٌ مِن أن يعيشَ قصةَ حُبٍ كاذبةٍ، ببدايةٍ مريبةٍ ونهايةٍ فاجعة..... وأنتِ ماذا ترين ؟.
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً يُحبها؛ فتمتلكهُ، خيرٌ مِن أن تعدو لاهثةً وراءَ آخر؛ فيمتلكها..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً مِن لغةٍ مُختلفةٍ، وعرقٍ مُختلفٍ، ولونٍ مُختلفٍ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجٌلاً - مِن أهل حقولها- يركضُ خلفَ غريزته..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ قلباً لا يتسعُ إلا لقلبٍ واحدْ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ قلباً يتسعُ لقلوبٍ كثيرةٍ؛ لنساءٍ كثيراتْ..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً، حملاً، بثوبِ ذئبٍ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجلاً، ذئباً، بثوبِ حملْ..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن الواقعَ هباءٌ بهباءْ، سلعٌ بسلعْ، وأن المنديلَ الأبيض الناعم، بعدَ استخدامه، يُرمى إلى أقربِ سلةٍ للمهملاتْ..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجلاً يرى في حبهِ امتداد حياته، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً لا يرى في حبهِ سوى شطراً مِن حياته..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً يصنعُ مِن حبه أسطورةً يقرؤها الآخرون، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجلاً يصنعُ مِن حبه، لعنةً، يدقُّ بها رأسَ زوجته حيناً بعد حين..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أن فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً يعرفُ كيف يُحبُّ؟ ولماذا يُحبُّ؟ ومَن يُحبُّ؟ وكيف يُحبُّ الحبَّ وكُلَ مُحبٍ؟ خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً تختلطُ عليه الفصول...... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن المحبوبةَ قد لا تكونُ جميلة؛ ولكن خيال المحب هو الذي يمنحها الجمال...... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجلاً يعرفُ جيداً كيفَ يبرِّرُ خطأهُ بصوابٍ أنيق، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً يبرِّرُ خطأهُ بسلسلةِ أخطاءٍ أخرى....... وأنتِ ماذا ترين؟.
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً، كلما رفضتهُ، تعلق بها أكثر، وكلما باعَدتهُ، قارَبتهُ أكثر، وكلما جافَتهُ، جارتهُ أكثر، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً، إذا قالتْ له: لا. مشى غير آبهٍ، لا يلوي على شيءْ...... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن المحب الحقيقي، كالإبداع الحقيقي؛ كالمبدع الحقيقي، قلَّما نجدُ نظيره..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً؛ دمعةً منسابةً، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً؛ ضِحكةً ثرثارةً. الدمعةُ أرقُّ مِن الضِحكةْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً، يَفهمُ بتمامهِ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً، يَعلمُ بتمامهِ. ليسَ كل مَنْ يعلم يفهمْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً؛ حيّاً؛ ميتاً، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً؛ ميتاً؛ حيّاً. ليسَ كل حيٍّ حيْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً، يحيا متخماً، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً، يعيشُ متخماً. ليست الحياة معيشةْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجلاً؛ نعيماً في شقاءْ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً؛ شقاءً في نعيمْ. ليس كل نعيمٍ نعيمْ، ولا كل شقاءٍ شقاءْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً؛ عطفاً؛ رقةً، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجُلاً؛ مالاً؛ جسداً. المالُ؛ الجسدُ، يفرِّقُ أكثرَ مما يجمعْ..... وأنتِ ماذا ترين؟
أما أنا فأرى: أن الحبَّ لا يُمكن أن يُرى بالبصرِ وحدهْ، وأن الجمالَ يزدادُ تألقاً مِن بعيد، وأن الخوفَ الذي نخشاه هو أحدُ أبوابِ الاطمئنان، وأنَ السعادة الحقيقية يُرافقها –دوماً- قدرٌ مِن الدموع، وأن الإنسان الحق هو الذي يكونُ نفسه،كقضيةٍ، يستيقظُ دونَ أن يوقظه أحدْ، وأن لكلِ قفلٍ مِفتاحهُ، لا يُمكن أن يُفتحَ بمفتاحٍ آخرْ، وأن الذي يعيشُ في حبهِ وحيداً، يصبحُ أكثرْ، وأن قيمةَ الإنسان معناه، لا صورته، وأن كل حبٍ حنين، وكل حنين حنين إلى الذات، فالذات قبلَ كلّ شيءٍ وبعدَ كل شيءْ...... وأنتِ ماذا ترين؟
(أخيراً) أما أنا فأرى: أن تعيشَ حبيبتي قصةَ حُبٍ صادقةٍ بنهايةٍ فاشلةْ، خيرٌ مِن أن تعيشَ قصةَ حُبٍ كاذبةٍ ببدايةٍ مريـبةٍ ونهايةٍ فاجعة... (ذاكَ أنا، وتلكَ أنتِ)......وأنتِ ماذا ترين؟ هل ترينَ ما أرى؟.
عماد حسين أحمد
08-أيار-2021
03-تشرين الثاني-2013 | |
20-آب-2011 | |
30-تموز-2011 | |
06-تموز-2011 | |
12-حزيران-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |