ما أشبه اليومَ بالبارحة. وما أشبه نهج الجماعة الإسلامية بتنظيم الجهاد بتنظيم الإخوان بكتائب القسام بالإرهابيين الدمويين فى شتى بقاع الأرض ومختلف أعماق الزمان. يقتلون ثم يزعمون الورع. يسفكون الدمَ الحرام ثم يتبرأون من سافكيها. يُرضعون صغارَهم أصولَ الإرهاب، ثم ينددون بأفعالهم. لكن يبدو أن عرائس الماريونيت قد تمردت على ماسك الخيوط!
قال الأخ «محمد حجازى»، رئيس الحزب الإسلامى، التابع لتنظيم الجهاد إن زمام أتباعهم «فلت من بين أصابعهم»، وإن قادة ما يُسمى «تحالف دعم الشرعية» فقدوا السيطرة على شبابهم وفشلوا فى ردعهم عن أعمال العنف والإرهاب والحرق! وإن الشباب يتهمون قادتهم بالجبن والعجز لعدم اتخاذهم قرارا بالتسلح ضد شعب مصر!
نفس الكلام الذى طنطن به «حسن البنّا»، المرشد الأول، بعد اغتيالهم النقراشى باشا عام ١٩٤٨. تزلّف للبلاط الملكيّ وبكى زاعمًا أنه فقد السيطرة على التنظيم السرى للإخوان وأنهم يحرقون ويقتلون «رغمًا عنه»!
وهنا أتساءل: كيف ينتظرون أن يحصدوا الوردَ وقد بذروا الشوك والحنظل؟ علموهم منذ طفولتهم أن «السيف» فوق «العقل»، وأن «الدمَ» أرخصُ من شعرة فى لحية كذوب، وأن «الوطن حفنة من ترابٍ عفن»، حسب قول «سيد قطب»؛ فهل ينتظر أن توقفهم «كلمةٌ»؟!
تُعلّمون أولادكم أن حمل المرأة يمتد إلى أربع سنوات! وأن الزوج غيرُ مجبر على الإنفاق على علاج زوجته المريضة، ولا شراء كفن لها إن ماتت! وأنه يجب وضع طوق من الحديد حول عنق المرأة المسيحية لتمييزها عن المسلمة فتُساءُ معاملتُها! وأن توضع علاماتٌ على بيوت النصارى لكيلا يقفَ على بابهم سائلٌ فيدعو لهم بالمغفرة! «فالحاصل أنه يجب تمييزهم بما يُشعِر بصِغرهم وذُلّهم وقهرهم»! (راجع ص ٣١٩ كتاب «الاختيار لتعليل المختار فى الفقه الحنفى»). ومثل ذلك كتابا «الروض المقنع» و«حل ألفاظ أبى شجاع»، وجميعها مقررة على طلاب الثانوية الأزهرية حتى عام ٢٠١٣-٢٠١٤!! فهل تنتظرون أن تُنتج تلك الكتب رجلا يحترم امرأة أو يحنو على زوجة أو يحسن معاملة جار مسيحى؟ وكيف نعاتبه وما هو إلا طالبٌ «متفوق» أحسن استذكار دروسه وحفظ الأحكام، ثم طبقها؟!
تُعلّمون أطفالكم حمل السيف ثم التكبير باسم الجلالة قبل جزّ أعناق رجال منبطحين أرضًا موثوقة أياديهم. فماذا تنتظرون من أولئك الأطفال بعدما يشبّون؟ أن تذوب قلوبُهم رقّة على عصفور جريح، أو زهرة عطشى؟ أن يعزفوا قطعة موسيقية تُهذّب الروح أو يرسموا لوحة تشكيلية تغذّى العقل؟ أنتم تزرعون العلقم، الذى، للأسف، لا يُمّرر إلا حلوقنا نحن، وحلقَ مصر التعيسة بكم.
[email protected]