قبل ثلاثة آلاف عام، ١٢٥٠ق. م، صنع المصريون وحدهم تلك الظاهرة المعمارية الفلكية المذهلة، بالحفر فى صخر الجبال: معابد رمسيس جنوب أسوان، أو «أبو سمبل».
وقبل خمسين عامًا، ١٩٦٤م، تحالف علماءُ العالم لإنقاذ معابدنا بنقلها من موقعها القديم الذى غمرته مياه النيل، إلى موقع آخر آمن، فى أضخم وأعقد عملية نقل معلم أثرى بتاريخ البشرية، بتكلفة ٥٠ مليون جنيه وآلاف من ساعات العمل الشاقّ وسواعد آلاف المصريين والإيطاليين والسويسريين والإنجليز وغيرهم. لم يكن هدفهم، وحسب، تفكيك ونقل ثم إعادة تركيب أعظم أثر تاريخىّ عرفته البشرية، دون أن تتهشم قطعة مما لا يُقدّر بثمن، إنما كان الهدف الأخطر، هو الحفاظ على معجزة الفراعين الفلكية فى إجبار الشمس على إنارة وجه الملك رمسيس الثانى، وجواره إله الشمس «رع حور أختى»، وإله طيبة «آمون رع»، على أن تتجاهل التمثالَ الرابع «بتاح»، إله «مَنْف»، راعى الفنون، لأنه إله العالم السفلى، والظلامُ يليقُ به.
تماثيلُ أربعةٌ، ثلاثة آلهة، وملك عظيم، يجلسون مرفوعى الرأس فى «قدس الأقداس» فى ظُلمة الصخور داخل عمق الجبل. كيف خضعتِ الشمسُ لأوامر أجدادى الهندسية والفلكية فظلّت تتسلّل، آلاف السنين، كل هذا العمق بمسافة ثمانية وأربعين مترًا فى جوف الجبل، ولا تخلف موعديها أبدًا فى كل عام؛ رغم دوران المجرّة التى تحملنا، وتمدد الكون، وانحناء شعاع الضوء كما أثبت آينشتين؟ إنها عبقرية أجدادى وسلفى العظيم الذى أفخر به، وأشكر الَله كلَّ يوم على نعمة أن أكون مصرية. أجدادى سبقوا العالم فى معرفة النظام الفلكى الذى يقرُّ بأن شعاعَ الشمس، فى رحلة شروقه وغروبه، يتطابق مع كل نقطة على محيط الدائرة الـ ٣٦٠ درجة فقط مرتين فى العام. ثم كيف تم تفكيك هذا الصرح النحتيّ العملاق (٢٠٠ ألف طن) ونقله ثم تركيبه فى مكان آخر؟ إنه احترامُ العالم لأجدادنا الأفذاذ وحضارتنا الأسطورية التى شقّت فجر التاريخ وشكّلت بزوغ الضمير الإنسانى.
شاهدوا فى هذا الفيديو كيف تمّت معجزة نقل معابد أجدادنا:
http://www.youtube.com/watch?v=EKhb-٧QOOY
أكتب إليكم الساعة السادسة صباح السبت ٢٢ فبراير، فى لحظة تاريخية مُلغزة، تُحيّر علماء الدنيا، وتتكرر مرتين كل عام فى فبراير وأكتوبر، تزامنًا مع بداية موسم الزراعة وبداية موسم الحصاد، كما عرفه المصريون القدامى.
أولئك أجدادُنا الذين علينا أن نتأمل تاريخهم لنفخر بمصريتنا، ثم نبنى على أمجادهم أمجاداً جديدة، لكى يفخروا بنا كما نفخر بهم. وليس علمُ الفلك لدى السلف المصرىِّ، إلا غيضًا من فيض، إلى جوار علوم الطب والتشكيل والآداب والموسيقى والرقص والنحت والهندسة والتقويم والفيزياء والسياسة وغيرها من عبقرياتٍ أذهلتِ العالمَ المتحضِّر، فانحنى أمامها إجلالاً. فمتى نُجِلُّها نحن؟
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...