بمناسبة قمة دمشق ..الإخوة في المعارضة مشغولون بأمور أخرى
2008-03-27
أحدث أساليب المعارضة السورية في الداخل!!
أي درك سحيق ذاك الذي انحدرت إليه ما تسمي نفسها بـ (معارضة) وطنية سورية تعمل في الداخل..؟! وأية أخلاق تتمتع بها أجنحة وأحزاب تشكّلت في سر وعلن، كي تدعي أنها تنطق باسم الناس، فيما هي تستجدي فتات موائد السلطة في كل مناسبة وفرصة سانحة...وفي الوقت ذاته تتبع أرخص الأساليب في سبيل تحقيق الهدف...ولكن ما هو الهدف؟ الهدف ...هو الذي يحدد من هؤلاء؟!
ببساطة تعمل كل معارضات وموالاة الكون على تحقيق أهدافها في الحرية والعيش المشترك وتحسين شروط ذاك العيش للناس أجمعين ..وكذلك المحافظة على الوطن الذي سنعيش عليه، والمحافظة على الإنسان ...القيمة الأكبر والأهم.. ما يفعله من يسمون أنفسهم أطياف المعارضة الوطنية في سوريا لا يشبه ما سبق من أوصاف بشيء ولا علاقة له بالمحافظة لا على الوطن ولا على الإنسان ولا على القيم والأخلاق ..مما يظهر لنا اختلاف الهدف...إذاً إلى ماذا تهدف المعارضة السورية؟!
يعمل كثيرون ضمن ما يسمى النشاط السياسي المعارض داخل البلد، ويقومون بكتابة البيانات، وتداول الأوراق السرية ـ سرية علينا فقط نحن الناس غير المعارضين وغير المحسوبين على السلطة ـ وكذلك عقد الاجتماعات الخطابية التي فقدت قيمتها وجدواها سوى عند من يرغبون بسلوك استعراضي شكلي لا أهمية له سوى أنه يريحهم ..يريحهم من تأنيب الضمير، ففي الزمن الذي كان ينبغي أن يفعلوا ما يفعلونه الآن ..كانوا يختبؤون في جحورهم، و يلوذون بالفرار حين تكشّر الأجهزة الأمنية عن أنيابها، بينما دفع غيرهم من شرفاء البلد عقوداً من أعمارهم لأجل كلمة أو توقيع في بعض الأحيان..والآن وبعد أن زهد الشرفاء بالغناء في الطاحون ...تعالت أصوات المعارضين الجدد، وأصبحوا يستجدون السلطة كي تعتقلهم ..بل لا يفوتون الفرصة كي يقول واحدهم بالحرف الواحد ( ها أنا ..إذا أحببتم أن تعتقلوني فاعتقلوني !!) ولا يعتقله أحد..!!!مما يزيد غيظه ويفشل ترتيباته، بعضهم يذهب برجليه، ويخبر زوجته وعياله، أنه ربما لن يعود فلا داع للقلق ... هو في رحلة نضال !! ثم لا تنقضي ساعات قليلة إلا ويجدونه فوق رؤوسهم خائباً ..لم يعتقله أحد...ولم يهتم أي أحد بما قدمّه من وصلات وطنية متحدية ...فات ميعادها منذ سنوات طويلة.
قبل قمة دمشق ..بأيام قليلة ..أكثرت الأجهزة الأمنية من الاتصال بي والسؤال عني هنا وهناك، فقلت لعل الأمر يتعلق بشؤون وترتيبات يحدّثون فيها معلوماتهم، ثم بعد قليل ..أصبح الأمر أكثر من كونه اتصالاً ..ولم يعد يقتصر على الأجهزة الأمنية..بل تجاوزها ليشمل جميع أجهزة الدولة حتى ما لا يخطر ببالهم اسمي أو مهنتي ...من القيادة القطرية لحزب البعث إلى وزارة الخارجية السورية ووزارة الإدارة المحلية ، مرورا بمجلس الشعب،واتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة،والداخلية والأمن العسكري وأمن الدولة والأمن السياسي والجوي وطبعاً دون أن ننسى القصر الجمهوري!!!
ماذا يحدث؟!
يخاطب أحد الوزراء السوريين زميله الوزير الآخر في كتاب برقم وتاريخ ( السيد وزير كذا ...نرفق لكم ملفاً يحتوي على مقالات السيد إبراهيم الجبين والتي تضم إساءات إلى شخصيات سياسية ووطنية كبيرة في البلد ويقوم بنشرها على الموقع الإليكتروني العائد إليه ـ من دمشق ـ يرجى إجراء اللازم) !!!!!!
رائع!! هل عرفتم لماذا لا تقوم الحكومة بعملها ؟! لأنها مشغولة بمتابعة المقالات ...؟ ليتها كانت كذلك ...ولكنهم لا يقرؤون شيئاً ..هم مشغولون بمتابعة التقارير الأمنية التي يتطوع لكتابتها بعض الأقزام ...ول يكلفون خاطرهم حتى عناء البحث في الأمر وقراءة التفاصيل...
النتيجة ....؟ لا شيء ...سوى أنهم قاموا بحجب الموقع (من دمشق ) WWW.MENDEMASHQ.COM ..الذي اشرف عليه، ويعمل فيه أكثر من صديق وإعلامي معروفين في البلد بسمعتهم الناصعة، وهذا الحجب لن يغير شيئاً ..وسنقوم بمعالجته ، ليتمكن القراء من متابعة ما يكتب على صفحاته.
الأهم من ذلك ..هو كيف ترتّب أمر كهذا؟! سأطرح سؤالي على كل تلك الأجهزة ..هل كلما فتحنا ملفاً لاحد الفاسدين وقمنا بكشفه وقامت السلطات بتوقيفه أو محاسبته علينا أن ندفع الثمن وحدنا دون أن يكون لكم أي تدخل؟! وحين تتدخلون يكون تدخلكم سلبياً ؟! هل تناصرون الفاسدين؟! وتنتقمون لهم؟! هل لكم مصلحة في إسكاتنا؟!
جواب تلك الأسئلة عند كل تلك الأجهزة مجتمعة ، ولكن ما يهمني الآن هو وصف ما يحصل بحقي وبحق الكثير ممن يعتقدون أنهم مستقلون في هذا البلد ...فتحنا ملف المدعو مصعب عزاوي ..أحد العاملين على خداع الناس وتضليلهم ..وقام موقع (من دمشق) بمتابعة الموضوع ونشر وثائقه ...حتى كانت النتيجة أن ألقت السلطات السورية بناء على قرار النائب العام القبض على العزاوي وأوقفته بعد أن رفعت عليه عشرات الدعاوى من ضحايا لا عد لهم ولا حصر..وما يزال موقوفاً في سجن عدرا ...الآن ما علاقة هذا الأمر بالمعارضة التي تدعي أنها وطنية؟ العلاقة صريحة وبليغة ...وتكمن في شخصية المحامي الذي يدافع عن مصعب عزاوي وهو حسن عبدالعظيم...الذي لن أضيع وقتي في وصفه الآن ولا في نعته بأية نعوت ...بل سأتابع سرد ما فعل ..وهو الذي يتمتع بوكالة ممنوحة من شخص يدعى سومر جديد ..
يقوم حسن عبدالعظيم بتوجيه سومر جديد هذا ..الذي لم ألتقه ولم أعرف عنه شيئاً سوى أنه موكل حسن عبدالعظيم وشريك للعزاوي ولتلك العصابة المعارضة ..يقوم حسن عبدالعظيم بدفع سومر لكتابة عشرات التقارير الأمنية التي لا تختلف بأي شيء عن تقارير السبعينات والثمانينات بحكم اهتراء عقلية عبدالعظيم وتوقف الزمن عنده عند ذاك العصر..وتوزيع تلك التقارير على أجهزة الدولة ..مدعياً فيها أنه المواطن الصالح (ابن القرداحة الباسلة)!!!!! والذي يحرص على عدم وجود شخص مثلي يكتب مقالات جريئة تتطاول على الشخصيات الوطنية وتتناول الشأن العام!!!!ويطلب إسكاتي ومحاسبتي ....
بالله عليكم ...كيف ينبغي أن أرد على مثل هذه العبقرية من عبدالعظيم وشركاه؟! رأس حربتهم وممول نشاطاتهم يخربش جدران سجن عدرا ...وهم يتابعون الدفاع عن المعادلة التي اكتشفتها (تحالف الفساد ـ المعارضة) ويحرضون علي الأجهزة الأمنية في الدولة ...يتوقعون أن كل ذلك سيؤثر علي وربما يأخذني في رياحه إلى غيابة الجب!!
لا رد على كل هذا سوى أن القانون هو السيد ...وأن ما يقوم به هؤلاء لن يمر هكذا ...ومثلما حوسب ممولهم الطبيب الأسود سيحاسبون ...وأكثر من ذلك سنقوم بكشف ملفاتهم ...كي يعرف الناس من هؤلاء ...ولمصلحة من يعملون وما هدفهم ؟ ..هل هو هدف نبيل مثلما يدعون ..أم مجرد لهاث وسعار نحو المزيد من المكاسب (المادية) التي يسرقونها من جيوب السوريين وأصحاب الطموحات والآمال...؟
ولن يحكم على وطنيتي أشخاص من هذا النوع ..ولا من هذا القياس ...ولا من هذا المستوى ..كل ما كتبته وأكتبه هو تحت سقف الوطن ...ويتنفس أوكسجين الدستور ..الدستور الحقيقي وليس قوانين الطوارئ ...وكل ما كتبته كان دفاعاً عن سوريا وعن مستقبلها وعن أملها بالحياة الكريمة ..ولم يكن يستهدف الإساءة لأحد ...وهو موجود يومكن العودة إليه في أي وقت على صفحات الانترنت ، أو أرشيف الجرائد .
لست سوى مواطن من هذا البلد ..أبحث عن صوتي الخاص ...وأعرف طريقه ..مسحور كلياً بالدولة السورية ..بمفهوم الدولة...بمعناها الواضح والصريح ...بكيانها المستقل والنهائي...بمؤسساتها التي نحلم بوجودها بأفضل حال..ليس لدي من أنفيه عن سوريته، ولا أدعي أنني خير من يمثل تلك الهوية...ولكنني أحرضها وأرجّها كي تظهر وكي تطرح الأسئلة.
وفي الوقت الذي تنشغل البلد ومن فيها ومن حولها بقمة دمشق ..ينشغل هؤلاء جميعاً بهكذا أمور ...عافانا الله وإياكم.
08-أيار-2021
المركز الدولي للفنون البصرية والسمعية / ثقافة العين في مواجهة ثقافة الأذن |
01-آذار-2010 |
27-آذار-2008 | |
12-كانون الثاني-2008 | |
10-كانون الثاني-2008 | |
12-كانون الأول-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |