بدايةً، أودُّ الردَّ على مَن يعتبون علينا اهتمامَنا بكشف السلفى ياسر برهامى ومحاججة فتاواه البغيضة التى تتعارض مع العقل والدين والفطرة الإنسانية السليمة، بينما الأولى بنا الاهتمام بأمور أخرى. أقول إن محاولاتنا فضح هذا الرجل أمام الرأى العام تنطلق من حرصنا على عدم انتكاس ثورة ٣٠ يونيو التى حررتنا من تجار الدين واستغلال الإسلام، لسرقة مصر ومحو هويتها واسترقاق شعبها. فمن صدّق تمثيلية برهامى ورفاقه التى خدع بها البسطاء بأنه مُعادٍ للإخوان ومناصرٌ للقوى الوطنية ولثورة يونيو، فعليه أن يتأمل قليلا ليعرف أنها مناورة لكسب كرسى فى البرلمان القادم. ولو حدث هذا- لا سمح الله- فالحال سيكون أشد سوادًا من حكم الإخوان، لأن برهامى ورفاقه ليسوا إلا «طالبان وداعش» دون سلطان. وبمجرد أن تواتيهم السُّلطة سينحرون الرقاب، ويقطّعون الأوصال، ويهدمون الوطن، كما تفعل «داعش» فى سورية والعراق. لذا من واجبنا ككتاب تنويرين أن نتصدى للخطر قبل وقوعه فى مصر التى وعدها الله فى كتابه بالأمن: «ادخلوا مصرَ إن شاء الله آمنين».
عشرات الأدلة على خداعه، أذكر منها تحريمه تهنئة المسيحى فى عيد، أو مواساته فى موت، ثم تسلله سرًّا ليعزّى البابا فى وفاة والدته (!)، لكى يكسب أصوات المسيحيين فى انتخابات البرلمان. ولما سُئل عن تناقضه تبجح قائلا: يجوز تهنئة المسيحى ومواساته (فقط) لإظهار سماحة الإسلام. ولستُ أدرى لماذا لا نُظهر سماحةَ ديننا إلا قُبيل الانتخابات، ثم نُظهر الغلظة والقساوة طوال العام؟!
آخر فتاوى برهامى المقززة تأمر الزوج بأن يترك زوجته فريسةً للاغتصاب إن خاف «الرجل» على حياته! وفى هذا ليس فقط هدمٌ لحديث شريف: «... ومَن قُتِل دون أهله فهو شهيد»، بل هدمٌ لمبدأ متفق عليه فى الشرائع كافة، ينادى بأن يساعد القوىُّ الضعيفَ، وهدمٌ للفطرة الإنسانية السوية. لأن «الرجل»، وليس «الذكر»، لا يترك امرأته تفقد شرفها، ثم يقف متفرجًا فرحًا بإنقاذ حياته وضياع شرفه.
لن أطالب المجلس الأعلى للمرأة باختصام برهامى لفتواه، بل أطالب كلَّ رجل شريف بأن يختصمه قضائيًّا، لأن فى فتواه إهانةً للرجال وليس للنساء. ذاك أنه «يشرعن» للرجل أن «يستندل» باسم الله، وباسم الإسلام، حاشاه. فى حين أن على الرجل، أى رجل، أن يذود عن المرأة، أى امرأة، فضلًا عن أن تكون زوجته، أمَّ أولاده، ورفيقةَ دربه، التى تطعمه من يدها، وتفضّله على نفسها فى السراء والضراء.
ويبقى سؤال: ماذا لو قُدِّر لدستورنا أن يكتبه «ذكرٌ» برهامىٌّ يستبيحُ أن يغتصب طفلةً فى الثالثة باسم الزواج، ثم يُبيحُ لرجل آخر أن يغتصبها أمام عينيه؟!
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...