Alef Logo
يوميات
              

المرشح الرئاسى كوكاكولا

فاطمة ناعوت

2014-05-14

لاحظت شركة «كوكاكولا» أن مبيعاتها انخفضت، فعقد الخبراءُ اجتماعًا انتهى بتكليف شركة إعلان بضرب المنافس الأساسى (بيبسى كولا). فخرج إعلانٌ لطيف يصور طفلا يقف أمام ماكينة مياه غازية يحاول الوثبَ ليضع الدولار فى خانة «كوكاكولا». لكنه قصير والكوكاكولا عالية. فكر قليلا، ثم وضع العُملة فى خانة منخفضة، فخرجت له قنينةُ بيبسى، وضعها على الأرض، ووقف عليها، فازداد طولا، ومن ثَم وضع عُملةً جديدة فى خانة كوكاكولا، ومضى بمشروبه المفضل سعيدًا. للمفاجأة، وجد المراقبون أن الإعلان تسبب فى خسائر مزدوجة للشركتين معًا. لأن المستهلك فقد الثقة بمُنتجين يضربان بعضهما فى بعض.

هو الامتعاضُ ذاته الذى يصيبنا حين نذهب إلى طبيب، فيستهلك نصفَ وقت الكشف فى سبّ الطبيب السابق وإبراز جهله. نخرج من عنده نلعن الطب والأطباء جميعًا، وصولا إلى الخواجه أبقراط.

لهذا امتعض المصريون الذين بطبعهم وفطرتهم السوية ينفرون من الاغتياب، ويقدسون الغائبَ حتى يحضر، والمسافرَ حتى يعود، امتعضوا من المرشح الذى استهلك حواره فى النيل من المرشح الآخر، وطعنه بخنجر الغيبة «عمال على بطال»، رغم أن الآخر، فى حواره الأسبق، لم يذكره أبدًا، اللهم إلا ليشهد بطول نضاله. أسوأ مديح النفس يأتى بتقزيم الآخرين. لأن المرء لا يكون عاليًا وشاهقًا إلا بين طوال القامة، لا بين أقزام ملتصقين بالأرض.

نسى البسطاءُ أن أحد المرشحيْن مستهدفٌ، مُهدَرٌ دمُه، لأنه حقن دمى ودمك ودماء المصريين من الإرهابيين. فيطالبونه الآن بالتجوال بين الناس، كما يفعل المرشحُ الآخر كل يوم بحرية مُزيداً إلى فرص نجاحه ما هو منقوصٌ من رصيد المرشح الآخر، بحكم مواجهته الجماعة الإرهابية وأمَّها قطر وأباها أمريكا. نسى البسطاءُ أن أحد المرشحيْن لا يجد غضاضة فى مطالبة كل مصرى بالتبرع لحملته الانتخابية، بعدما أصر على وضع رقم حسابه البنكى على الهواء، فى حين يأبى فعلَ ذلك المنصبُ الرفيع الذى كان يشغله المرشحُ الآخر حتى الأمس. ينسى البسطاءُ أن إخوان الشيطان ومؤيديهم سوف يحشدون الأصواتَ والعتاد والأموال من أجل مرشح يلوّح باستعادة وجوه القطبيين الإخوان للمشهد السياسى، فى حين يخسر المرشحُ الآخر تلك الأصوات، لأنه وقف، وسوف يقف، أمام الإرهاب بالمرصاد. وأخيرًا، ينسى البسطاءُ أن أحد المرشحين يجيد الكلامَ والتجوال فى الشوارع والمساجد، كما فعل المعزول وعشيرته، بينما مرشحٌ آخر لا ينتهج الكلام، لأنه قرر انتهاج العمل الصعب «وثبًا»، لا الكلام السهل «قولا». بالتأكيد لسنا فى حاجة إلى ليمون لنعصره، كما حدث قبل عامين، حين ذهبنا لنصوّت لمنافس مَن «لا» نريد، لكننا اليوم أمام اختبار ذكاء ووعى. مَن هو القادرُ على استنهاض مصرَ وتخليصها من فلول الإرهابيين؟

Twitter: @FatimaNaoot

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

يا الله، من رسم الخطوط حول الدول؟ ترجمة:

07-تشرين الأول-2017

«الشاعر» هاني عازر

20-تموز-2014

نوبل السلام لأقباط مصر

28-حزيران-2014

هنركب عجل

18-حزيران-2014

النور يعيد السيدة العجوز

11-حزيران-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow