Alef Logo
ابداعات
              

هلُمَ فهذهِ المقبرةُ عبءٌ عليَّ !!

محمد صالح عويد

خاص ألف

2014-07-02

المقبرة :

حملت قبري قلتُ لهُ :
سنذهب إلى مقبرةٍ أخرى أكثر هدوءاً
هنا كلُّ محاولاتي بنومٍ هادئ محكومةٌ بالفشلِ !!
قلبي ينخلِعُ خوفاً كُلَّ ليلة
وأنا في قعرِ قبري
مدفونٌ كميتٍ من الدرجةِ الثانيةِ
أجلسُ في حُضنكِ مُتكِئاً
كل ليلة بانتظار دفن العشرات
ثُم حين ينتهون
لا ينفكُ الأحياء ليلياً بإلقاءِ قذائفهم وبراميهم فوقنا !!
وأحيانا يتمزّق المُشيعيون فوق القبر الجديد
وأحياناً يولدُ من رحمِ المُفاجأةٍ
ميتون جُدد
لا يكون لهم ملامحُ العبيد
ولا تجتمعُ أجسادَهم بأكفانِها ، في جسدٍ عارٍ
كما الوليد !!؟
ويختلِطُ اللحمُ بالعظمِ
ودمُ الشريانِ ينبضُ
برجعِ الوريد
فأجدُ نفسي غريباً
وألمحُ في جسدي انتقاصٌ من جسدِ كُلِّ
شهيد
هَلُمَ
هلُمَ فهذهِ المقبرةُ عبءٌ عليَّ
غريبٌ في عيشتي تحتَ الثرى
كما أنا في عهدي الماضي
محضُ منبوذٍ شريدْ ...

***
الخرائِبْ :

سأعود إلى خرائبي وأعتزِلْ
أينما جلتُ بعينيَ
أينما نظرت حولي
أبكي لما ضاعَ مني وغاب :
العديدُ من الرفاقِ
النادِرُ من الخِلّانِ النُدامى على تِلالِ التسهيد
الكثيرُ من السنينِ والنساء
وهدمَ الغيلانُ في النهارِ
كُلَّ ما نسجتهُ بالليلِ من أحلامٍ
وطرزتها بِزُخرفِ النشيد
حتى استحالت أيامي خرائِباً
ونهاراتي أقضيها في تقليب دفاتري الصفراءَ
تُلاحقني هزائمي
كأنني توليّتُ يومَ الزحفِ العظيمِ
كأنني :
خائنٌ طريدْ
أبحثُ في القِفارِ عن قافلتي
تائِهاً ، يبحثُ بمركبٍ منخورٍ ، مخروقٍ بيدِ الليلِ العمياءِ
بِلا شراعٍ ، عن شاطئٍ جديدٍ بعيدْ
تُلاحقني البيادرُ في نومي الهشّ
وأعشاشُ القُبّرات
وقريتي ، والمدينةُ الهرِمة ،أرصفتها
شوارعها الصدِئة من رطوبةِ اللصوصِ
والتصاقِهم جشعاً ، بمشيمةِ الوليد
تنقُرُها الغِربانُ حين الصباحِ النديِ
حين أذانِ الظُهرِ
حين المغيب
تُدرِكنا الشيخوخةُ فجأةً :
مدينتي وأنا
حبيبتي وأنا
وينتاب مفاصِلنا ، وهنُ العجزِ والحصارِ والقهرِ البليدْ
أصلُ دائِماً مُتأخِراً
نصِلُ بهتافِنا دائما مُتأخرين
رُغمَ أنّا محمولين على الأكتافِ
مهرولين ..
ونجدُ عند الوصولِ أسياداً للثورةِ وصلوا
بمراكبهم من الفضاءِ
من الأقبيةِ السوداءِ
ودائماً باسم السماءِ
يتقدّمون ، ونحنُ بعيدْ !!
ما من سبيلٍ
وقد خرقوا السفينَ يا موسى
وهُناكَ قنّاصٌ بعيدٌ ، عنيد
يأخذُ من عيشِ الفُقراءِ رزقَهُم
ويقطِف من الثمارِ أينعها
ويهنأُ مع عُصبتهِ بالعيشٍ الرغيدْ
قد خابت حياتنا و خَرِبَ لنا العشُ
والرحلةُ
والغدُ
فهذا الركنُ مرهونٌ للخرابِ الوحيدْ
دعونا نعودُ لخرائِبنا
نتأملُ أطلال أوهامِنا
ونبتني من أحجارِ هزائِمنا
بيتاً
جسراً
مركباً جديدْ.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هايكو سوري ...

22-شباط-2015

يا دِمشقُ

13-تشرين الثاني-2014

سوناتا الضفاف

21-أيلول-2014

إلى أنثى تمشي في المرايا!!

02-أيلول-2014

هلُمَ فهذهِ المقبرةُ عبءٌ عليَّ !!

02-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow