Alef Logo
ابداعات
              

هايكو سوري ...

محمد صالح عويد

خاص ألف

2015-02-22

يتنقّلُ كلصٍ ، عبر زواريب المنافي

عينانِ زائغتانِ تتبعُ أحذيةِ السمْسارِ ،والمُهرّبِ

يتعلّقُ بظلِّ شجرة

ويركضُ لاهثاً تحتَ عباءةِ غيمة

ويتسامرُ بقية لياليه مع جرذانِ قعرِالمراكبِ الشاردةِ

يتجاذبون أطرافِ وسواسِ النجاةِ

روحهُ التائهة

تسبحُ في نهرِ النكباتِ


*

الموتُ زائرٌ غريب

يحملُ أكفانهُ على كتفِ الجنون

رأيتُ فارسياً جاءَ ليبول في نهرِ بردى

والعالم يُشرعُ عباءته

ليُخفيهِ عن عيوننا

النهرُ يستنجِدُ بنا.. همساً

وكذلكَ أشواك الضفاف

والحجر


*

كل الدروبُ تُغلِقُ أبوابها بوجهي

أصرخُ وراءَ الأبوابِ

بابٌ وحيدٌ يُفتحُ لي :

بابُ المقبرةِ ...


*

كلُ الأنهار يبِسَت خجلاً من تشققِ شِفاهِ الأطفالِ

العطشى ..

وحدهم الأمريكان

يخوضونَ في نهرِ

الدماءِ

وأنا ضفّةٌ هاربةٌ من السكينِ


*


أدخلُ قريتي ليلاً

هُناكَ مؤتمراً عاجلاً للمنكوبين

كأنني في مهرجانٍ علني لنباحِ الكلابِ الشاردة

مهزوماً كنبضةِ قلبِ غريب

منبوذاً من كل النساءِ

يمنحوني رخصة الدخولِ

بجيوبٍ واسعة ...

سروالي الريفي ، بلا جيوب

التكّة لا تحتمل سوى حبةُ حنطة

خبأتُها لبذار الموسمِ القادمِ!


*

المجازرُ جميعها في بطنِ زنزاناتهِ

وحين صرخنا، سطعت الشمس

صارت الأرضُ معرضاً مفتوحا للجثثِ

في الهواء الطلقِ

أمام العالم

طابورُ الغُزاةِ الهمجيُ يمرُّ ، يدهسُ خمائل الورودِ

والكثيرُ :

يختبئُ تحتَ شُجيراتِ الوردِ


*

أترددُ ..

أبحثُ عن وطني في كلِ القرى المحروقة

في المنافي البعيدة

ربما أجدهُ يُطلُّ من نافذةٍ

أو يتسللُ كأغنيةٍ عتيقة من راديو مُهشّم

كسروه بحثاً عن الزئبقِ الأحمرِ

أو يمرُّ كإمرأةٍ هاربةٍ بثمرةِ اغتصابها في السجونِ

تحمل طفلاً ،لهُ ملامح فارسية

أيُ علقمٍ أحتسي بأخر هذا المطاف

لِأتحاشى الجنون ....

ونِباحُ الكلبِ الأمريكي أعلى من ألفِ هيرتز

هذهِ الكلبة المجنونة

تتخيلُ العالم كله

مجرد عظمة ....


*

تُرفرفُ هاربةً في زحمةِ خرائط الطرقاتِ الموبوءةِ

بالأكاذيبِ ، ومشاريع المشاعِ البدائي

عيناها مُكحّلة بمرودِ التاريخ المُكتظِّ بالحضارات

نهداها المثقلان يرتعشان تحتَ ثوبِ خطواتها المحمومة

بلا حمالات

كأنهما أثمارُ الجنّةِ اليتيمة

تنزُّ بحزنِ الأمّة

وتبللُ صدريتها بحليبٍ كامل الدسمِ

يلسُّ منها الأعرابُ ، والغرباء

والأبوابُ موصدةٌ بوجهها

تُصفِّرُ الريحُ بين ثنايا الأخشابِ المسروقةَ من أشجارها

وعلى أطرافِ المقبرةِ

ولدنا

ومُتنا حين هجرناها

والمنجنيقاتُ من كل الأصقاعِ تدكُّ أسوارها

بيوتها

حقولها

لكنَّ دمشق تعلو من رحمِ مقبرةِ الرمادِ

وتبتسمُ عند انبثاقِ

الفجرِ ...




























































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هايكو سوري ...

22-شباط-2015

يا دِمشقُ

13-تشرين الثاني-2014

سوناتا الضفاف

21-أيلول-2014

إلى أنثى تمشي في المرايا!!

02-أيلول-2014

هلُمَ فهذهِ المقبرةُ عبءٌ عليَّ !!

02-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow