البانيو ذاكرة حمَّامات المدينة
خاص ألف
2014-08-05
تلبسني مياهه كعباءة جدِّي
تأخذني إلى حيث ينحدر الشتاء
أنا لحظةٌ تغتسل
أقلبُ جسدي
كي أرى بوضوحٍ بكاء الغريزة
لا خطوة تمشي في بانيو المدينة
إنَّها الرِّغبة و الرِّغبة فقط
أكسرُ حائطي بما يدلُّ عليَّ
اللَّحظة التي تغتسل
تقذف غبش الماء بداخلي
شراعٌ لا ينتمي لأي ريح
و الشَّامبو ختم عاصفةٍ تستعدُّ للذهاب
عاريان تماما
أنا و الماء
لا عورة تفتح حائط الظن
عاريين كحبيبين يحاوران اللِّذَّة المبلَّلة
الكأس في يدي
يأخذ شكل الشتاء
و مشهدٌ إباحيٍّ يرسمه البانيو في مشهدي
أضربُ بقدمي ماءه
ليس كغضبٍ
بل كغريزةٍ تأخذ حجم قضيبي
لا يصرخ الوقت هنا
لا يلقي عقاربه عليَّ
ذكرياتي ترفض أن تبتعد
أُغرقُ رأسي في الماء
أُحاولُ أيَّ شيءٍ
كي أذهب
كي أضيع .
البانيو ذاكرة حمَّامات المدينة
يسطو حياة المتعبين بخبث النظافة
مراراً يأخذني الكأس إليَّ
يرميني على شاطئه
شراعاً كسرته الرِّغبة
و طاش عن معنى يقينها
البانيو يرسم هيكلي العظمي
يرسمني فارغاً حتى منِّي .
يأخذ حديثنا ما بقي في الكأس
و يحتدُّ أكثر في خيال الماء
يدي أدعها جانباً
وسادةً للفراغ
و أهمس في أذنه
أنا حشرةٌ في قاعك أيُّها البانيو
سلَّة مهملاتك
دموعك المحفورة في جذع حمَّامي
المدينة تغتسل معي
أنا وهي
لحظتان في ماءٍ
يفرُّ إلى البالوعة
أستمني ذكرياتها الغارقة معي
الثملة معي
أشربُ كأساً إضافيَّاً
تطفح رغبتي بالبكاء
على يقينٍ جنسيِّ الحضور
رغبتي التي فضَّت كلَّ شيء
و قذفت منيها في رحم الماء .
08-أيار-2021
12-آذار-2015 | |
09-كانون الأول-2014 | |
10-تشرين الثاني-2014 | |
16-تشرين الأول-2014 | |
18-أيلول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |