لستُ ثملاً بما يكفي
لأقولَ لكِ
و أنا غائبٌ عنِّي
كم أحبُّكِ.
و كم ينقصني غيابي عنِّي
لأقول:أحبُّكِ.
لستُ ثملاً و لا غائباً
و لكنِّي أحبِّكِ
بما يكفي.
*****
لأجلها
قلَّمتُ أظافر غرفتي
لملمتُ ما ينزُّ من فوضاها
منحتها بعض العطر
لتهدأ نحلات شوقي لها.
أخبرتُ دونكيشوتي العاطفي
أنْ يُبدِّلَ ملابسه
و يرتدي ثوب الهدوء.
طَرقاتٌ خفيفةٌ على الباب
ترتبكُ الغرفة داخلي
و يأخذَ العطر شكل الضباب
بينما دونكيشوتي
يُصارعُ طاحونة قلبي
دون أنْ يُبَدِّلَ ملابسه
و دون أن يُخبرني بذلك.
*****
كشجرةٍ
ترفضُ خلع ثوبها
الفتاة تلك
بثوبها القصير
تمرُّ أمام باب المدينة
مرور شجرةٍ في لوحة.
البيت القريب من بيتها
يفرشُ حضوره
يُقلِّمُ أوراق مشيتها
في طريقٍ يمرُّ من لوحة.
وحدي العابر مثل ثوبها
أجرُّ نافذة البيت
بعيداً عن شجرةٍ
تنمو على يد الرَّسام
لتصبح لوحةً
في اللّوحة.
*****
يدكِ في يدي
و نحنُ نعبر ثياب الذاكرة
أخبرتكِ
عمداً فقدتُ أجزائي في متحفك
حين أضلُّ سأبحثُ عنها
فلا تسقط يدكِ من يدي
أو ننهي عبور ثيابنا
دون أن نتركَ أيَّة ذكرى
لا ترتدي ثوباً
يهدينا إلينا
حين نضلُّ.