سكونْ اللّيل
يَتساقُّط المَطر
عّنفٌوان
البَرق و الرّعد
تَشتّد الرِيَاحٌ
بِعاصِفَة تٌمَزقْ أوٌراقْ الشَجر
أتَنَفَس بِصَمْتّ رَائِحة الُتراب والزَهر
تُعتّم السَماء بَألوَان السَحاب العَاتِية
قّمر يَرحَل وبَاتَ مستَحيلاً أنّ ترَىَ ألَوان قْوس قُزح
ذّبِلَ الوُرود من هذَا الخَطر
سحابُ أسّود يَخّتفيِ وَراءُه نُور القمر
إنَما العَصَافِير الصّغار هَربَت خوفاً من هذَا الذٌعر
حتىَ الشَّمس قالتّ إنَها حُلم
حتَى الزهُور والوُرود بكتْ خائفاً
وتمَزَقت كَل أوراَقهَا وأحتَرقتّ كَالَجمر
هَل أصَبحَ الكَون راَساً عَلى العَقب
وتَفجّرتْ الزّلاَزلْ والبَراَكيِن خَوٌفاً منْ هذَا الضَّجرّ
وتَفَرقتْ الشّمس عن القْمر
وحتَى الفْراشَات الجَميلَة هرَبتْ منْ الزهر
ونَحنُ الَبشّر أبتَعدّنَا عن الفرَاق الأم وَحبُناَ لِتُراب الوَطن
كَّنا نَسهرُ داَئماً علىَ ضٌيَاء القْمَر
وخَاف الّحب من ضِيَاع القّدر
حبْ الّفقَراء لأَرضْ وجّنوٌنِهمْ لّترٌابْ الوَطَّن
ولاَ هُناَك فيِ بيتِهِم ْكِسرَة منْ خٌّبز
والأغّنيِاء فيِ فَمِهمْ رائَحةَ النَّبِيذ
وفيِ قّلوبِهمْ رائِحةّ الشّر والحّقد
هنُاكَ جَّلاَدوٌن سِياَطِهم فيِ يَدِّهم
يَضِّربوٌن الطَيبِون ويٌمزّقوٌن أجّسَادِهمْ بِّشدَة الأَلم
ولاَ يعَرفوٌنَ كلّمة الحّق عنِ البَاطّل
ويَجهَلونَ إنَّ هنُاَكَ يَوُماً سَيدٌفنونْ فيِ القَّبر
(( هَاجَّروا منّ أرضْ الوَطن ))
نُهاجرٌ الوَطنْ بِدموٌع منَّ الآَلم
نُبَدلٌ ثيِاَبنِاَ الجّمِيلَة بِثِّيابْ القَّلقْ
(( الظُّلم ))
يَسرَقوٌن البسَّمة منّ شِفَاه نَّرجِسّاً
ويَقتٌلوٌنَ بِمٌسدّساتِهمْ كَّل منْ يّحب تَآرِيخْ الوَطَّن
هلْ هَذاَ سَّرابْ أمْ حٌّلَم
هَذه صَرّخَتِي أم صرخة أَلم
أحمد مصطفى
[email protected]