في كل يوم أفتقدك فيه...! يأتيني طيفك ليلاً بحثاً عنيِ!!!!
غرفتك كما هي طينية الأرضية.... وأنا أبحث عنك,وعن شالك الأسود
كنت تجالسينني،بين الورود والرياحين في حديقة منزلنا المليئة بالأشجار.. أشجار الزيتون و الرمان والمشمش والليمون والبرتقال والتوتِ...!
كم كنت تحبين أن تزرعي فيها الخضروات والبقول والورود والرياحين والأشجار المثمرة...!
القماشُ الأسود على جبينيك وفستانك المزركش بالورود.. كم كنت جميلة بها..؟ سمراءُ كنتِ وشعرك المسترسل الجميل ووجهك البريء كبراءة الأطفال..؟ كنت مدبرة للبيت مثالية ..! وكم اشتقت إلى وجباتك اللذيذة المذاقِ ، ورائعة المظهر
كان في بيتنا طاولة مستطيلة..! فوقها تلفاز من أيام الستينيات والسبعينيات لا يصلح لشيء..؟ كنت دائماَ تستمعين إلى الأغاني الفلكلورية و تبكين بين الفينة والأخرى..! وكم كنت تحبين الغناء معها..!
في كل ركن من أركان البيت زرعت شتلة خضراء وأخضرّت وأصبحت وروداً معطرةً فاح شذاها في دارنا البسيط و كنتِ تشمين رياحينها فتزدادُ رونقاً وجمالاً لم يكن لديك أي شيء كي تسندي إليها في الأوقات العصيبة فقد زرع الله الصبر فيكِ
وفي النهاية ماتت هي ورياحينها وورودها ومات كل شيء في ذلك البيت الصغير كانت تبحث عن أحلامها عن ماضيها عن آلامها عن شتلاتها الخضراء ... عن سنوات عمرها التي أضاعتها وعن أكبادها وأحفادها وعن المنزل الذي قتل جميع أحلامها الصغيرة..! ماتت..!
قولي يا أمي للملائكة الذين كلفتهم بحراستي أن لا يتركوني ......! لأنني أخاف أن أنام وحدي أنا وحدي هنا يا أمي .
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...