نقد / مفهوم قصيدة النثر 1
2006-08-15
بالرغم من كثرة ما كُتِب عن قصيدة النثر , لا بد من الإشارة إلى أن النصوص النقدية التي حاولت تناول هذا المصطلح , لم ترقَ إلى مستوى الانغماس الحقيقي مع طبيعة هذا الجنس الأدبي و هويته , فجاءت النصوص النقدية إما بشكل يأخذ طابع الحماس لهذه التجربة , أو طابع العداء له , من هنا و بسبب هذه الإشكاليات , وجدنا نفسنا مضطرين لبعض التوضيح , لأن مفهوم قصيدة النثر بوحدتيها ( مصطلح / معنى ) يعتبر من أهم الإشكاليات التي ساقت العديد من الأقلام في صفحات الأدب العربي الحديث .
و مع أن هذا النوع الجديد للنسيج الأدبي الذي اقتحم الساحة الشعرية ، و فرض هيمنته الفعلية في أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم - بحيث أصبح حتى المعارضون الشرسون لهذا النوع الشعري لا يجدون مصطلحاً لغوياً بديلاً عن قصيدة النثر ينعتون به هذا
الكائن الجديد الذي فرض حضوره بقوة - لكن الجدال مازال عن الهوية التي تمتلكها هذه القصيدة , فالمصطلح بشكله اللغوي جاء ترجمة ل Poetic Prose .
و أجدني مضطراً لعدم الخوض في عملية إثبات لوجود هذا الكائن الأدبي , و الذي لا تخلو مجلة أو كتاب عن الإشارة لهذا الجنس الأدبي الجديد , بنعته كمصطلح متعارف عليه و هو ( قصيدة النثر ) .
لكننا سنحاول الدخول في تاريخ هذا الجنس الأدبي و طبيعته و هويته .
- لمحة تاريخية :
مع أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين , و مع التطور الهائل الذي تعرضت إليه البشرية في العالم , كان لا بد من أن تتفاعل منظومة الثقافة العربية مع تلك التغيرات التاريخية , و كان لا بد من إيجاد صيغ معرفية للدلالة على نتاجات لم تتم صياغتها ضمن هذه المنظومة , كذلك كان لا بد من إيجاد طريقة للمثاقفة مع الآخر في ظل ثورة حقيقية بدأت تقرب المسافات الجغرافية .
وفي ظل الحركة الأدبية الموجودة كجزء من هذه المنظومة الثقافية , بدأت هذه الحركة بالانخراط ضمن هذه التغيرات بخطوات تعثرية تارة و جدية تارة أخرى .
و بدأ القارئ العربي بالاطلاع على منتجات أدبية بمصطلحات جديدة في الساحة الأدبية العربية ( مسرح – قصة – رواية – و آخرها قصيدة النثر ) لكن الملفت للنظر أن الأشكال الأخرى للأدب - عدا قصيدة النثر – لم تلقى التشنج من قبل المتلقي العربي كما لاقاه هذا الجنس الأدبي , و الذي اصطلح فيما بعد على تسميته بقصيدة النثر , على الرغم من أن تلك الأجناس كانت من الجدة ما تفوق قصيدة النثر كالمسرح مثلاً .
و الأسباب الكامنة لهذا التشنج تعود في رأينا لما يلي :
1 – الإرث التاريخي الثقافي للمنطقة بشكل عام :
حيث أن تاريخ الثقافة العربية من الجاهلية و حتى تاريخ الثورة الثقافية السابقة الذكر , كان في أغلبها مستندة على بنية القصيدة الشعرية الموزونة ذو الشطرين بطريقة أو بأخرى , حتى أنه سمي الشعر بديوان العرب و كان الشعر يوازي اللغة كقيمة وظيفية في نقل الحاضر نحو المستقبل .
مثلاً نجد أن الجوائز الأدبية و التقريب من الحاكم كان في جلها تُرصَد لكتّاب الشعر , بينما النثر في كل أشكاله أعتبر كنمط أدبي من الدرجة الثانية .
و إن الاقتراب من هذه الذاكرة الكبيرة , و محاولة تطعيمها بما هو جديد , لهو أمر في غاية الصعوبة , و إننا نعتبر هذا التشنج مبرراً من الناحية العاطفية الاجتماعية , لكن لا يمكن استهجانه من الناحية الثقافية المعرفية , فالمثاقفة أمر لا بد منه , حتى أننا في هذا العصر نكاد لا نستطيع التعبير عما نريد بدون الرجوع إلى المصطلحات المعرفية التي وردتنا من الغرب
2 – قصيدة النثر كانت كغيرها من الأجناس الأدبية :
لقد جاءت قصيدة النثر في لحظة بدت و كأنها ثورة على ثورة , فالجدال عن مفهوم قصيدة التفعيلة كان مازال في بداياته , جاءت قصيدة النثر و كأنها تعلن نفسها البديل لكل ما سبق , من هنا كانت الصدمة أكبر من أن تستوعب .
3 - إقحام الدين من قبل ب
08-أيار-2021
15-آب-2006 | |
30-حزيران-2006 | |
25-حزيران-2006 | |
13-حزيران-2006 | |
04-حزيران-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |