بالأمس جائني الله على حين غرة.. وفي عجل قال لي: قبل أن تقفل بابك في وجهي أيها المجنون.. اسمع! رددت في ضجر: ليس لدي وقت للسماع.. فأنا مشغول بقرض قصيدة تتغنى ببطولات وأمجاد القادة العظام!
وذرف الله دمعة.. قرأت آية فيها تقول: كم هو قاتم لون ذلك النصر المكلل بالدماء! كم هو شاحب وجه ذلك المجد الشامخ فوق الدمار! إن كل بطولات العالم وأمجاده لا تساوي قطرة من دم طفل شهيد! ولا تعادل دمعة من عين أم ثكلى!
لكني قرضت قصيدتي.. مخمورا بأفايين البطولة والمجد.. وفي أسماعي.. تقرع طبول الحرب.. وتصدح أهازيج إبليس!
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...