في السجن لم أكن أتألم كنت أتابع الشمس وهي تشرق من يدي لتغرب في أياديكم في السجن كان الجدار العاشر يحيط بي والماء كان من حجر ولم أكن أيضاً أتألم كنت أتصبب رماداً العتمة كانت تحضنني وكانت الزنابق تنبت على القفل في السجن أيضاً كنت أبتسم كل يوم وكان لجلادي ضجيج خوف وذراعاً من قذيفة كلما قطعني كنت أسبح في القطن أكثر ولم أحزن ففي السجن يخاف الحارس حتى من نومك يخطط لشنق أحلامك غداً وأنت تبقى تبتسم يتسرب النهار للسجن وفي الساحة الكبرى يزرعون البشر يمزقون ظهور الرجال ويقولون هذا هو مرسى المتوسط و أيضا نبقى نبتسم نحن لا نخشى الموت يا حبيبتي لكني كنت أخاف عليك من بعيد فلا تخشي الغياب فالسجن أيضاً حياة هناك تستطيع أن تعد النجوم دون سماء هناك تستطيع أن تحلم بالطيران هناك أيضا ترسم وطنا دون خوف فليس بعد السجن سجن القضبان الحديدية لو كانت خشباً لزرعتها توتاً أو لصنعت منها سلما يوصلني للإله هناك لا لون لشيء هناك لا يوجد شيء هناك فقط رائحة الخبز في مسامعك صوت أطفال حييك في ثغرك تلمس طعم قبلة أمك لذيذة جبين أمك كالكرز هناك ترسل يدك للهواء و أيضا تبتسم السجن جميل أيام الشتاء يتسرب صوته إليك المطر يحمل لك أخبار المارة تتنفس التراب من ريحه وترقص تعلم أن السنابل ستلد وأن أباك يشعل المدفئة الآن المطر هو ساعي بريد الحياة إليك في السجن أنت مع المطر رغم أنف الحارس والمقبضة والحديد رغم أنف السجن كله أنت أنت مع المطر .
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...