أتذكرُ قبلَ أن تحبني وقبلَ أن أحبكَ كم كنا نحبُ بعضنا البعض ؟ ومضت قوافل الشتاء، أتيتَ سلاماً تراقصُني على خاصرة الحروب وتحبني .. وأُسعدُ بك جداً، وأركضُ أسابقُ الأيام السلحفة لأجدكَ هناك حيثُ ميلادي بقدومك لتمسحَ عني البكاء وتحتضنني بشدة أجل بشدة حتى تكسرَ عظام الحزنِ بين ذراعيك ونرسم أحلامنا على جناح الفراشة .. نتواعد في أمكنةٍ لا نعرفها ونسيرُ في شوارع لا نعرفها وتغازلني في مقاهي لا نعرفها ونستأجرُ بيتاً ونسكنه وننجب طفلةً جميلةً مثلي كما تقول وأيضاً دون أن نعرف عنوان بيتنا وقد كبرت طفلتنا ولم نعرف بعد ما هو اسمها وتعملُ أنتَ كلَّ يوم وتتعبُ كلَّ يوم وأعملُ أنا كلَّ يوم وأتعبُ كل يوم ونقضي نهاية الأسبوع في رحلة لطرف المدينة التي لم نعرفها أيضاً ونضحك بصوت عالٍ كجبلٍ أطلت عليه نافذتنا التي لم نعرفها أيضاً وعشنا فيهل ألف عام، ونسينا الحرب وذاك الوطن الذي فرح بدمائنا ! ونسينا الحرب وتلك التراب التي اغتصبتنا وملأتنا تجاعيد حزنها ... ويمد لي باب بيتي الخشبي القديم يده لا .... لن ألملمكَ من الحطام .. فمنذ ولادتي وأنا أقرعُ رأسي بوسائد الحجر وأنامُ أنامُ نخب الخيبات .. ومنذ ولادتي تقرعُ السنين رأسها بقلبي وتشرب الماء قبل النوم وتقول نخب نفاقي عليك فليمت الجميع وليمت قيدُ نفوسي ولتمت شهادتي الجامعية وليمت جاري العجوز ولتمت السنابل التي كنت أتغزل بها شتاءً ويبيعونها لي صيفاً بأرفع الأسعار .. وليمت ذاك النهر الذي كنتُ أحميه من الصقيع طيلة كانون وكان لا يصبُّ إلا الدود في بئر بيتي وليمت طريق قريتي ذاك الطريق الذي كنتُ أتعبُ لأصلَ إليه .. وأشتاقُ إليه المليء بالحفر لي .. هو نفسه ذاك الطريق الذي كان يتمدّد بذلٍ لسيارة ابن الأغا ... الذي كان يحفره أكثر و أكثر بعجلات سيارته الحديثة .. وليمت قبر جدي .. جدي الذي بقيتُ كل يوم خميس أقرأ له سورة ( يس ) بعد موته وبقي الغرباء ينتفخون بخيراته ذاك المغفل وليمت الجميع .. ولتمت الأشياء .. ولتبقى أنت لي ... فقط أنتَ ، وحدكَ، لا سواك .
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...