مرثية حلب أو دفتر رحلات شاعر المسرح في حلب
2006-12-24
خاص ألف
عن الاقامة المشتركة التي أقامتها مؤسسة كتاب جوالون الفرنسية بين كتاب مسرح سوريون وكتاب مسرح فرانكوفونيين في حلب
يتقدم لوركا مظهراٌ لحلب اعترافه بالبنوة ....!
و تتقدم حلب به فخورة ً بعودة ابنها الضال .... فالأندلسي
الشاعر كتب عنها دون أن يدري ...
برناردا ألبا أو حلب رصينة صخرية ... محبة وقاسية لا تعبر
لأبنائها ... عن ذلك .
تقفل حلب الأبواب على بناتها ... كل واحدة منهن في غرفة والكل
يتهالك في حبها ..... الكل يشتمها و يبصق عليها لقسوتها ولكنهم
يدمعون لمرآها و يطربون لبطشها و أنانيتها في حبها لنفسها
وجمالها .
الكل يتمنى الخروج منها وفقط الخروج منها لكنهم يخرجون بها
.. يخرجونها معهم أينما ذهبوا ... دون أن تدرون أو لعلكم تدرون
آه لو تدرون...
الكل يعشق برناردا حلب ... داخل فسحة منزلها السماوية وجمال
حدائقها تعلن الحداد منذ مئات السنين على سيف الدولة ... ربما
..أو على مجد أضاعته ... فبرناردا لا تقبل إلا أن تكون الصوت
الأعلى .. ملكة الروائح والعطور سيدة الكرم والبذخ مولاة الطرب
والنغم أو سيدة الشرق بأكمله بالدم الأزرق ...!
فأقفلن يا بنات إذن غرفكن وانتظرن ....!
:ننتظر ماذا ؟
:لا أعرف ... فقط انتظرن ....!
ويقف التروبادر جماعات تحت نوافذ بناتها ... يغنون حتى الصباح .
_ الشرق يعشق حلب لكن لا أحد ...
:أين الطريق يا أمي ؟
: سبعة لا غير ...
لأنطاكيا واحد وللشام آخر ...والشرق كل الشرق البعيد الكبير لي
أيضاً..
: يابرناردا أعتقينا من حبك ... حتى الشقيقات ابتعدن عن بعضهن
من أحبت أنطاكيا سكنت قرب باب باسمها خائفة لا تعبره ........
ومن أحبت الشام تحلقت حول بابها كزرقاوات اليمامة ....
وبقية البنات ينظرن من فوق أبوابهن ...
: اعقدن أحزانكن أطواقا و حلياً ومسابح وتزيين بها أو كافحوا
الوقت والزمن والعمر بها عسى أن تسلوا بها ألم الانتظار لكن
احذروا أن تفلت منكن قطرة دمع أو تنهيدة أو بحة قلب تفضح
عيون الانتظار
فمن كان لبرناردا ابنا وللمجد مخلصاً ... فليبق هنا وليتحول لونه
أشهباً من الحب والشمس والانتظار .
أسوار حجرية عالية لتحمي أشجار الورود والياسمين ونوافذ من
معدن بارد لتطفئ نار الناظرين خلفها .
: كم يجب أن ننتظر يا حلب ...... سيصبح لوننا حجرياً مثل اسمك
أشهب وسنلتصق على الجدران كالروليف النافر ... تماثيل تذرف
دمعا وينبض قلبها نحو السهول الممدودة.
تعالوا وتمتعوا بالطعام الأطيب والشراب الأفضل والطرب الأقرب إلى الملكوت ... وانصرفن إلى غرفكن ..
: لكن المتع منقوصة ... أليس للحب ثمرة في شجرة متعك ؟
: الحب تفاحة ..أهدرها الخاطئون ... ومن بعدهم الفاتحون ....
لك ما شئت يا برناردا ….
وستبقين للشرق حلم وللغرب سرة السماء ... وآه آه لو يدرون
كم هو حزين حبكن ............. وسننتظر .
08-أيار-2021
27-تموز-2012 | |
18-كانون الثاني-2012 | |
08-كانون الثاني-2011 | |
20-كانون الأول-2010 | |
06-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |