مقالة في ديكتاتورية الفن ...
خاص ألف
2012-07-27
من المنطقي والبديهي بعد دراسة طويلة لتاريخ الفن الذي أتاحته لي دراساتي الأكاديمية والشخصية لفنون شعوب الأرض منذ بدء التجمعات البشرية والإنسانية.. بداية بالتجمعات البدائية للإنسان القديم ورسوماته البديعة على جدران الكهوف والتي كانت تعبيراً واضحاً وصريحاً للتواصل مع الآخر وترك قصته ليقرأها الآخرون، فما حصل معه من رحلات الصيد وبطولاته الصغيرة في قتل الغزلان أو الدببة كانت هي قمة العالم وكانت هي منتهى أحلامه.
ومع تراكب الآليات الاجتماعية، وتماسك الكتل البشرية الإنسانية فيما نسميه المجتمعات، التي كانت تحتاج إلى نظم وقوانين ودساتير وقيم عليا تفرض على البسطاء وعامة الشعب السير خلف قيادة الحاكم ...وجد مفهومان لترسيخ هذه القيم.. فالمجتمعات القديمة كمصر واليونان والصين حصرا وهي المجتمعات أو الحضارات الأكثر بروزاً في تاريخ تطور العقل البشري... الدين والفن.. كانت هذه الحضارات قائمة على مبدأ التقسيم، فالمجتمع بصورته المعاشة وقتها كان بحاجة إلى نظريات تساعد على تماسكه وإدارته فكان التقسيم، ففي مصر كانت طبقات الكهنة ورجال دين والفراعنة وعامة الشعب، وكان التمييز واضحا وجلياً لدرجة أن الدولة كانت تتكلم لغتين لغة الهيروغليفية للأسرة الحاكمة ورجال الدين والديموطيقية لعامة الناس وكلا الطرفين كانا لا يتواصلان بلغة الأخر ...وبالطبع كانت الهيروغليفية هي اللغة المشتهاة ولغة الفن العظيم الذي نقش على جدران المعابد الضخمة في عموم مصر القديمة، وهكذا عاشت مصر القديمة أم حضارات العالم القديم بلا منازع على هذين المفهومين الدين والفن اللذان تقاطعا بشكل كبير ومثير ليكونا حضارة باقية لهذا الوقت لم تجد البشرية لها مثيل ...وهنالك على سبيل المثال آلاف بل مئات آلاف النماذج على ما أقول ..من تجسيد الفن الكهنوتي المصري لرحلات الآلهة عبر الفن الجداري النافر المنتشر بالآلاف على جدران المعابد والمقابر مصورا ومجسداً رحلات الآلهة والملوك أنصاف الآلهة نحو العالم الآخر ومحاوراتهم في تراتبية عالم الآلهة المصرية الذي يحتوي على ما يزيد عن مئة اله مختص بشيء ما، وكان على عامة الشعب أن يقدموا النذور والقرابين لكل إله حسب الحاجة، فمن يتضرع كي تمنحه الآلهة ولداً، كان ينذر لإله كذا ومن يتضرع للمطر كان ينذر لآخر ...وهكذا وجد الفنان المصري القديم في الديانة المصرية منفساً ومنفذاً وممولاً لأعماله الفنية العظيمة الخالدة الباقية حتى الآن،فها هو الفن والدين والديكتاتورية يتعاونون من أجل انجاز أهم وأكبر وأكثر صرح فني تقدمي عرفته البشرية على الإطلاق ألا وهو الهرم العظيم الذي أنجزه الفنان المصري الرائد والتقدمي عبر فكرة بسيطة وهي بناء مدفن عظيم لجثمان الملك الإله الذي ينبغي له أن يعيش حياة أخرى تماثل عظمة ما عاشه في الحياة، لهذا لا بد لجثمانه من الحماية فكانت تلك الفكرة التي عمل عليها مئات آلاف العمال المصريين الصابرين لانجاز صرح بارتفاع مئات الأمتار ومؤلف من ألاف الحجارة الضخمة العملاقة التي جلبت بالعبارات النهرية من أسوان عبر النيل ونحتت وصقلت ورفعت على رافعات عملاقة وطوالع هندسية غاية في العبقرية لتجسيد هذا الموشور الغامض العظيم رباعي الأوجه الذي يشاهد من عشرات الكيلومترات، حيث كان هذا العمل الفني الديني الهائل تجسيداً حقيقياً لعظمة الدولة ونفوذها يشعر أي مواطن بالعزة والفخار والخضوع والخشوع لمجرد رؤيته .هذا من جهة، أما من ناحية أخرى وفي مرحلة متقدمة ومع ظهور ديكتاتور مصر القديمة رمسيس الثاني مؤسس الدولة الأشهر وبقاءه في الحكم 67 عاماً متواصلة كان لا بد للفن أن يأخذ شكلاً مختلفاً فهانحن أمام تجسيد كبير للإله على الأرض صحيح أن كل الملوك هم تجسيد للإله على الأرض ..ولكن هذا تطبيق واقعي فكم من رجال ولدوا وماتوا ورمسيس الثاني لا يزال حياً –توفي عن 99 عاماً -كم من أجيال لا يذكرون سوى رمسيس إلهاً ..لذا كان لا بد للفن أن يواكب هذه الحقيقة الرهيبة عن هذا الإله المجسد من هنا ظهر مهندسون هم أقرب إلى الفنانين الثوريين حكماً،وهم ينجزون أعمالاً لم يجسدها أحد من قبل على وجه الأرض ...منجزين بأفكارهم المجنونة معابد وقصور على أكتاف ملايين العمال المصريين الذين عاشوا وأنجبوا ومرضوا وماتوا أثناء تنفيذهم أفكار المهندس الفنان العظيم الذي بدوره يجسد عظمة وإلوهية الملك الخالد ..المرتبط بالسماء مباشرة ..فأنجزوا معابد من مثل معبد الكرنك العظيم ومعبد أبو سمبل الهائل الذي يوجد في واجهته تجسيد عملاق لأربعة تماثيل هائلة الارتفاع لنفس الملك وهو الملك رمسيس الثاني وعلى احد جدرانه هناك اللوحة الرهيبة المخيفة للملك رمسيس بحجمه الضخم جداً وهو يضرب بالسوط الغزاة النوبيين الصغار جداً كالنمل،اثناء فرارهم من جبروت ضربه وعنفه،وجدير بالذكر أن معبد أبو سمبل يقع في أقصى جنوب مصر قرب الحدود السودانية حالياً وهي ما كانت تشكل وقتها الحدود الفعلية للدولة المصرية القديمة،وكان غريباً أن يقام هكذا معبد بهذه الضخامة قرب الحدود أو في هذه النقطة النائية من الدولة، لكن اللوحة هي وسيلة إعلامية حقيقية في ذلك الوقت للتعبير عن قوة الدولة وقوة الملك الذي يبطش بأعدائه فكان لها ما أريد منها أن تفعل،فحينما تصل طلائع الغزاة النوبيين إلى أول ثغور الدولة المصرية ويشاهدون التماثيل الأربعة الضخمة للملك ومن ثم اللوحة الضخمة لسحق جيوش النوبيين من قبله كان الرعب والذعر والخوف يدب في قلوبهم من شدة براعة الفنان ودقته في تصوير الملك الفتي القوي وهو يجلد الغزاة من جهة، والخوف الذعر البادي على وجوه من سبقوهم من الغزاة ذوي الشعر الأجعد وكيف يذبحون من قبله من جهة أخرى فيفرون عائدين إلى بلدانهم ...
وهكذا وفي مصر القديمة العظيمة تضافر الفن والدين لتكريس فكرة الدولة العظيمة حينما كان الدين هو إيديولوجيا المجتمع المركب وشريعته والذي يجب على كافة المواطنين الالتزام بقواعده وشروطه ..وعلى نفس هذا المثال سارت اليونان القديمة والصين أيضاً بتركيبتها الطبقية ومن ثم تضافر الفن والدين لتجسيد فكرة الدولة ومن ثم تمجيد الديكتاتور فمن سور الصين العظيم إلى المدينة المحرمة في بكين إلى قاعة التأمل الإلهي العظيمة في القصر إلى المعابد والقصور كفن معماري،وفي اليونان كانت أيضاً المعابد والقصور ولكن تلك الحضارة تقدمت خطوة ثورية فنية هنا وهي أن التطبيق الفني للدولة ليس فقط في فن العمارة والتشريعات والفنون الأدبية،بدفع الفنون الأدبية لتغدو أكثر جماهيرية ولتغدو القناة الأكثر تواصلاً مع الناس كوسيلة إعلامية حقيقية فبنيت المسارح العظيمة الدائرية وقدمت عبرها آلاف المسرحيات التي كتبها عشرات الكتاب وأخرجها ومثلها ونفذ ديكوراتها ومناظرها آلاف الفنانون الذين كانوا يروون قصص الملوك والآلهة وأنصاف الآلهة للناس كي يتخذوا منها عبرة وعظة وحكمة،حين نظر لها المعلم الأول أرسطو في كتابه فن الشعر حيث قال أن غاية هذه الفنون الرائعة والتي تسلب لب المشاهد والتي جعلت من العاملين فيها نجوماً حقيقيين تشير الناس إليهم بالأصابع في الشارع ليس التسلية فقط بل كانت تمر عبر فكرة الدولة الخطيرة ..في التماهي أو الإيهام ومن ثم العظة وبعده يأتي التطهير أو الكاثارسيس حسب المفهوم اليوناني ...وهذا يعني بالتحديد أن المشاهد حينما يرى البطل الذي يحبه من اله أو نصف اله أو بشر، كأوديب مثلا، أو هرقل كنصف اله ..يخطًأ ويواجه قدره حينما يحاول تغييره فهو يسقط وينتهي وحينما يسقط تكون نهايته مأساوية وبشعة،فبعد أن يقدم بطل المسرحية بأخلاق جميلة وقيم صادقة تجعل المشاهد يحبه ويتماهى معه،وبعدها يراه يتمرد على القيم والعادات،ومن ثم يراه يسقط تراجيدياً فإنه يشعر بقرارة نفسه بأنه تطهر قائلاً الحمد لله أنني لست هرقل أو أوديب الذي تمرد ..وحتماً لن أفعل مثله حتى لا يحصل لي ما حصل له .
ومن هنا فإن الدولة والفن تتضافران مجدداً لترويض المواطن العادي والبسيط لإخضاعه لأفكار تلك الدولة وايديولوجيتها ،حتى لو كان الفن الذي تنتجه عظيماً وخالداً لم تنجب مثله العصور متمثلاً بمئات النصوص المسرحية العظيمة وعشرات المسارح البديعة الباقية والمنتشرة في عموم الأرض اليونانية والرومانية .
وهكذا بنت هذه الدول والأمم بخط مواز لحضارتها العظيمة بنت أسلوبا وتيارات فنية عظيمة وخالدة بقيت إرثا وتراثاً لبقية الأمم،ربما كان هذا الأمر خارج نطاق تفكير صناعه الذين زالوا وزالت دولهم وزال ذكرهم السياسي والعسكري وكل ما بقي منهم ليخبر عنهم هو هذه الفنون المؤدلجة الباقية حتى اللحظة .
وبالانتقال إلى العصر الحديث ..ها نحن أمام تجربة صراع إمبراطوريتين متنافرتين تماماً ظهرتا في القرن العشرين وصلت حدة صراعهما إلى درجة فناء البشرية عبر حرب نووية مما فرض إنزال ستار حديدي بين الإمبراطوريتين المتراميتين الأطراف ..ومن هنا كانت كل واحدة منهم تمتاز بفكرها النظري والعملي والتطبيقي فالأولى الشيوعية الماركسية الأممية دعت إلى قيم الاشتراكية والعدالة ملكية الشعب لوسائل العيش والثانية رأسمالية حرة تدعو أيضاً إلى العدالة والمساواة وكانت لكل منهما وسائل للتعبير عن هذه الآمال ..
ففي الدولة الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفييتي الضخم الذي كان يشكل سدس أراضي الكرة الأرضية والمحاط بجدار كبير ضخم يمنع مواطنيه من الاختلاط بالخارج كي لا يتلوثوا فكرياً وأيديولوجياً وكي لا تتأثر طهارتهم الثورية .
ضمن هذا الجدار الحديدي المفروض على هذه الأمة الفتية الصاعدة والتي انتقلت من مجتمع زراعي فقير مترامي الأطراف لتصعد إلى الفضاء في أقل من نصف قرن كان لا بد للفن و الديكتاتورية أن تتضافرا لتجسيد معاني الدولة و قيمها الثورية في تجربة إنسانية فريدة ومتميزة،ففي الدولة الشيوعية التي تتنافى وجودياً مع فكرة الدين بمعانيه القديمة والتي فسرها الشيوعيون على أنها أفيون الشعوب ووسيلة لتخديرهم عن تغيير واقعهم ..نزلت القيم الماركسية والأممية والاشتراكية الشيوعية مكان هذا الدين لتصبح هي دين الدولة الرسمي،تلك الدولة التي أزالت رموز الكنيسة الأرثوذكسية من كنائس وأديرة وحتى أجراس أذيبت لصنع المدافع ..ومن جوامع ومساجد وكل أقليات أخرى لحساب تمجيد الثورة الاشتراكية ثورة عام 1917.
وهكذا بدأ تغير الفن مع بدايات الثورة فكان لا بد من وجود فن يواكب الفكر النظري الكثيف للثورة والذي لا يستطيع عامة الشعب فهمه تماماً،مبشراً بولادة الواقعية الاشتراكية التي سيتخذ الفن السوفيتي لها ديدناً وقطباً ..
وعلى سبيل المثال أعلن الفنان التشكيلي روتشينكو وفاة الفن التشكيلي كما نعرفه على حساب ولادة الملصقات الثورية التي يجب أن تنشر في كافة البلاد لتصل إلى عامة الشعب وهكذا أنشئ بالتعاون مع الشاعر مايا كوفسكي ثنائي فني تعاونا على انجاز أروع الملصقات الثورية الفنية التي انتشرت في أرجاء الاتحاد السوفييتي ومتراكمة عبر السنوات مكونة نوع فني متميز جداً تسامى لتصبح أصوله أنواعاً فنية .....
هذه الملصقات الدعائية الداعية لمحو الأمية والعمل والإخلاص والتفاني في العمل حمست الملايين عبر عشرات السنين،مؤسسة بحق لفن الإعلان في العالم .ومن جهة أخرى كانت لديكتاتورية ستالين في تحويل محطات الميترو في موسكو الى ما عرف بقصور الشعب،حيث تحولت محطات الميترو تحت الأرضية إلى ما يشبه متاحف أو كاتدرائيات ثورية للشعب فوضعت التماثيل الرائعة الثورية بمعانيها :تماثيل للفلاحين والعمال ورواد الفضاء والطلاب والكتاب والمفكرين نحتت بإتقان وفنية مذهلة لتكون نماذج رائعة يشاهدها الشعب كل يوم في مجيئه ومرواحه ...بينما صنعت السقوف شبيهة بكاتدرائيات روما فاستبدلت الملائكة بالمظليين الهابطين من الطائرات للقتال بوجوههم الناصعة المبتسمة والطيور بالطائرات المقاتلة،مرسية تحف فنية مذهلة تجسد الواقعية الاشتراكية ديدن الاتحاد السوفييتي ..بينما نحتت التماثيل الضخمة لستالين ولينين وماركس وانجلز وبوشكين وغوغول وأغلب أدباء روسيا ونحتت أيضاً تماثيل ضخمة تمثل عملية اقتحام الفضاء شبيهة بالروليف المصري العظيم،مع اختلاف الديانات طبعاً ...،بينما ابتكر مايرخولد قطار المسرح الجوال وظهرت أعمال فختانغوف العظيمة ونظريات ستانسلافسكي المسرحية مغيرة وجه الفن المسرحي إلى الأبد،واستبدل رسم القديسين برسم الثوار والمسيح بستالين(راجع لوحة أنكل جو ) ...كانت ديكتاتورية الفن هائلة حتماً مقيدة الفنانين عن أفكارهم ولكنها حتماً لم تجعل منهم أعمالا خالية من الفن بل تحف فنية خالدة إلى الأبد .
وبعد كل هذا ..أين نحن من كل هذا،أين نحن وأين فننا الذي لم يظهر أبداً،يقولون أننا نخضع لنظم عسكرية ترفض الفن وتوجهه،فأين المسرح منا وأين السينما وأين الفن التشكيلي المميز والنحت والأدب،لم لم تظهر لدينا الواقعية الاشتراكية إلا بأبشع نماذجها،لم لم ننجز سوى الفن المكرر والمكرور والمقلد، مسرحنا نقل وسينمانا شحيحة ونحتنا مفرغ،لا تراكم نظري لدينا إلا مع الريح،لم ننتج حتى فناً بعثياً أو وطنياً رغم السنوات الخمسين التي حكم بها البلاد هذا الحزب في أكثر من بلد، بينما جسد السوفييت نظرياتهم في فنونهم دون أن نصدر حكم قيمة لصحة أو غلط تلك النظريات ولكن الفن يبقى فناً، وبقيت منحوتات العهد السوفياتي ومنحوتات رمسيس الثاني و نصوص بيركليس المسرحية و شريعته باقية،لم لا نشبه بقية الأمم إلا بالتقليد،لم ننتج إلا منتجات تحويلية من محارم وعلكة و أدوات تسلية وفناً تلفزيونياً ينقل الحياة بعبثها وبساطتها،لتطهير الناس يومياً من أجل تربيتهم اجتماعياً،ذلك الفن البشع الزائل مع ترددات الهواء فكلما ظهر نجم زال مع ظهور الآخر،سينمانا بسيطة وقليلة ومسرحنا القومي لا هم له إلا تقديم نصوص عالمية لشعب لا يملك إلا أن يعد قنوات تلفزيوناته،أمة أفقرناها لدرجة جعلتها في ذيل أمم العالم،أمة سميت بأمة اقرأ وهي حكماً لا تقرأ بل ما تترجمه عموم الأمة العربية منذ 35 عاماً،تترجمه دولة صغيرة مثل بلجيكا بسنة واحدة،أمة لا يشتهر فيها إلا من يظهر على الشاشة يرقص أو يغني أو يمثل بتكرارية،أمة حبس أفرادها كل منهم في علبة إسمنتية في غرفته ووضع مع جهاز تلفاز ليسلب له ما تبقى من عقل،أمة لديها أكثر من خمسمائة محطة فضائية أكثر من تسعين بالمائة منها تبث أغاني ومسلسلات تطهيرية، أمة لا تملك سوى داري أوبرا بأكثر من خمسمائة مدينة،بينما تتكدس المساجد والكنائس لتسحب ما تبقى من حرية لدى أفراده،أين الحراك الاجتماعي الذي يدفع نحو فنون جديدة،بلينا بالديكتاتوريات ولكننا لم نبلى بفنونها البديهية حتى .تلك هي أممنا العربية لا نجوم لديها إلا تلفزيونيين،لا محاميين ولا أطباء ولا رواد فضاء ولا علماء ولا أدباء، نحن الأمة السورية أمة علمت الناس القراءة أصبحنا اليوم في ذيل الأمم في العالم،مسرحنا أعلنت وفاته وسينمانا تنازع فنوننا التشكيلية تسبح فرادى في بحر من اللااهتمام،بينما ما ننشره من كتب لا تشكل واحد بالألف من عدد السكان،تقرير الأمم المتحدة للتنمية في الشرق الأوسط كارثي ولا أنصح القيمين على الثقافة بقراءته،جميعنا نعلم أن الثقافة هي لسان حال الأمم ووسيلتنا لمخاطبتها،فكيف نخاطب العالم بمسلسلات تاريخية تظهر انتصاراتنا الموغلة بالتاريخ، أم بسينمانا التي لا تقنع طفلا صغيراً عبر سير صناعها الذاتية وبدائية أفكارها،كيف سنقاتل من أجل وجودنا في القرن الواحد والعشرين ونحن لا نملك سوى فزاعات ورقية تدعي الفن،والمشكلة ليست بتلك السوء فنحن أمة عظيمة لدينا صحافيين وليس لدينا صحافة،ولدينا مسرحيين دون مسرح،وسينمائيين دون سينما،وأدباء دون حركة أدبية،وتشكيليون دون حركة فنية .
أنا أتهم .
08-أيار-2021
27-تموز-2012 | |
18-كانون الثاني-2012 | |
08-كانون الثاني-2011 | |
20-كانون الأول-2010 | |
06-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |